صورة أرشيفية للراحل تركي السديري و غازي القصيبي (المصدر:جريدة الرياض)
حالة من الحزن سيطرت اليوم على الصحافة السعودية بشكل خاص والخليجية بشكل عام، برحيل ملكها تركي بن عبدالله السديري صباح اليوم (الأحد) عن عمر ناهز 73 عاماً، والذي تربع على عرش "صاحبة الجلالة" أكثر من أربعة عقود تاركاً وراءه إرثاً ثرياً لمسيرة مهنية، أمتدت 42 عاماً، بعد حياة حافلة بالعطاء والمثابرة والاجتهاد قضاها في خدمة الكلمة الحرة وفي التأسيس لصحافة نزيهة وقادرة على قيادة المجتمع الخليجي والارتقاء به.
خالص العزاء في فقيد الوطن عميد الصحافة السعودية الأستاذ تركي بن عبدالله السديري، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
— عواد بن صالح العواد (@AwwadSAlawwad) May 14, 2017
ومنذ الاعلان عن وفاة تركي السديري صباح اليوم ضجت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة برسائل التعزية والمواساة، وذكر مناقب الفقيد، حيث دشن المعزون هاشتاق على موقع "تويتر" باسم #تركي_السديري ، ما لبث أن وصل الى "الترند".
ونعت وزارة الثقافة والإعلام عبر وزيرها الدكتور عواد العواد الفقيد السديري بكلمات قال فيها : "خالص العزاء في فقيد الوطن عميد الصحافة السعودية الأستاذ تركي بن عبدالله السديري، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته. وإنا لله وإنا إليه راجعون".
ومن جانبه، عبر الإعلامي السعودي الشهير رئيس تحرير "الشرق الأوسط" الأسبق ورئيس تحرير صحيفة "إيلاف" الالكترونية عثمان العمير عن حزنه بفقدان السديري بالكتابة على صفحته على موقع تويتر بالقول : انه صباح أسود، ومحيطات من الاحزان والآلام لفقدان المعلم، وشاطره الحزن الكاتب والمثقف السعودي عبدالله الغذامي على حسابه بالقول : "تركي السديري رحمة الله عليه عاش الصحافة عقودا وعاش المروءة والنبل أضعافا أضعافا شهدت له مواقف حتى مع خصومه ، وظف علاقاته لحل ظروف عصيبة".
ولم يكن رئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط» السابق والكاتب سلمان الدوسري اقل حزناً من زملائه على رحيل السديري حيث كتب على حسابه على موقع تويتر : "رحم الله أستاذنا تركي السديري كان كبيراً في حكمته… في حبه لوطنه… في تضحياته لمهنته… سيبقى أبو عبدالله ملك الصحافة السعودية وإن رحل".
فقدنا الرجل الكبير .. رمز جريدة الرياض
...
آمنا بالله و رضينا بقدره و لا حول و لا قوة إلا بالله .
إنا لله و إنا إليه راجعون #تركي_السديري
ونعى مازن السديري نجل الفقيد والكاتب في صحيفة الرياض والده بكلمات قال فيها : الحمد لله على قضائه، خسرت اليوم أحب الناس إلى قلبي، رحمة الله وأسكنه فسيح جنانه.
وكتب خالد الفهد العريفي المدير العام لمؤسسة اليممة الصحفية : فقدنا الرجل الكبير رمز جريدة الرياض، آمنا بالله ورضينا بقدره ولا حول ولا قوة إلا بالله، أنا لله وأنا اليه راجعون.
أما الإعلامي محمد الرشيدي فعبر عن حزنه بالقول : الكبار يدومون ويظل الحب لهم ، تركي السديري ليس مجرد شخصية عظيمة في حياتي، بل هو العنوان الأجمل والأبرز والأنبل.
وعبر مقدم البرامج في التلفزيون حمود الفايز بالقول : انا لله وانا اليه راجعون.. فقدنا عميد الصحافة استاذنا تركي السديري رحمه الله وثبته عند السؤال واسكنه فسيح جناته.
محيطات من الاحزان والآلام لفقدان المعلم الأكبر #تركي_السديري
كان صباحا اسودا …!
— Oalomeirعثمان العمير (@OthmanAlomeir) May 14, 2017
أما الإعلامي الإماراتي محمد الحمادي فقد اعتبر أن الصحافة الخليجية والعربية فقدت علماً وقلماً صحفياً مميزاً برحيل تركي السديري بقوله : رحم الله الاستاذ تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض السابق، برحيل أبو عبد الله فقدت الصحافة الخليجية والعربية علماً وقلماً مميزاً.
كما نعى اتحاد الصحافة الخليجية وفاة الصحفي الكبير عميد الصحافة السعودية والرئيس السابق لاتحاد الصحافة الخليجية وأحد مؤسسيه تركي بن عبد الله السديري، بعد حياة حافلة بالعطاء والمثابرة والاجتهاد قضاها في خدمة الكلمة الحرة وفي التأسيس لصحافة نزيهة وقادرة على قيادة المجتمع الخليجي والارتقاء به.
وأكد الاتحاد في بيانه أنه بهذه الفاجعة الأليمة خسر الوسط الصحفي والإعلامي الخليجي واحدا من الصحفيين المخضرمين والذي يعد من أبرز القيادات الصحفية في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون وتتلمذ على يديه عشرات الصحفيين.
ويعتبر الفقيد من رواد الصحافه في المملكة العربية السعودية فهو صحفي وكاتب ورئيس تحرير سابق ولد سنة 1363 هـ بمدينة الغاط التابعة لمنطقة الرياض وقد درس واكمل تعليمه بمدينة الرياض.
وقد شغل منصب رئيس تحرير جريدة الرياض منذ عام 1394 وحتى قبول استقالته بتاريخ 16 شوال 1436 لمدة 41 عاما، أطلق عليه لقب “ملك الصحافة” الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
وقد انتخب كأول رئيس لاتحاد الصحافة الخليجية منذ عام 2005 بالإضافة إلى رئاسة تحرير جريدة الرياض . وسيتم تشييع جثمانه بالعاصمة الرياض غدا بعد صلاة العصر بجامع الملك خالد بأم الحمام في مدينة الرياض.
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.
وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.
وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.
وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).
وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.
وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».
وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.
كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.
كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».
وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.
ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.
واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.
وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.
وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.
واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.
وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.
وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.
وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.
وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.
وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.
وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.
ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.