امتد الصراع بين أوكرانيا وجارتها روسيا ليؤثر على ثقافة موسيقى البوب، حيث منعت أوكرانيا دخول مغنية روسية تنتقل بواسطة مقعد متحرك تقول إن حلم حياتها هو أن تشارك في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، التي يقام حفلها النهائي غدا السبت المقبل في كييف.
وكانت الفضيحة هي الأحدث في سلسلة من الإخفاقات في الدولة المضيفة لنهائي الـ«يوروفيجن». فقبل أسابيع فقط، استقال عدد كبير من الفريق الأوكراني المنظم لهذا الحدث بشكل جماعي بسبب نزاعات حول صنع القرار والتكاليف المتضخمة. وأشارت التكهنات إلى أن الدولة التي تعاني من نقص السيولة النقدية سوف تحتاج إلى تدبير شديد من أجل إنجاز الحدث.
وتتطلع أوكرانيا الآن إلى تجاوز الانتكاسات التي تركز عليها أنظار أوروبا، أو بمعنى أصح معظم أوروبا. وبصورة تتسم بالحسد، رفض التلفزيون الروسي بث فعاليات الـ«يوروفيجن».
وقال أنطون سامسونوف، رئيس الفرع الروسي من «المنظمة العامة لعشاق الـ(يوروفيجن)» في كييف: «هناك دائما سياسات، لكنها تكون في الخلفية... الأجواء احتفالية بالكامل».
وقال سامسونوف لوكالة الأنباء الألمانية، إن استضافة المسابقة كانت «قضية معقدة وذات صعوبة اقتصادية»، بيد أن «أوكرانيا لم تنحن للموجة».
يشار إلى أن قواعد «يوروفيجن» لا تسمح بـ«إيماءات سياسية»، حيث يسعى الحدث جاهدا لتوحيد القارة. وأعربت قيادة المسابقة عن خيبة أملها إزاء الحظر الذي فرضته أوكرانيا على المغنية الروسية جوليا سامويلوفا (28عاما)، وهددت الأسبوع الماضي بوقف مشاركة كل من أوكرانيا وروسيا لمدة ثلاثة أعوام بسبب هذه الفضيحة.
وحظرت أوكرانيا سامويلوفا، لأنها قامت بالغناء قبل ذلك في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا قبل ثلاث سنوات. وتعتبر أوكرانيا أن روسيا احتلت المنطقة قسرا.
وقالت ماريا سنيجوفايا، وهي كاتبة عمود في صحيفة «فيدوموستي» الروسية: «أوكرانيا لديها قانون بسيط للغاية يقضي بأنه ينبغي على الأشخاص السفر إلى شبه جزيرة القرم عبر أراضيها، وقد اختارت روسيا، عن قصد، لتمثيلها مغنية قامت بالغناء هناك منتهكة المتطلبات الأوكرانية».
وألمحت سنيجوفايا إلى أن روسيا حاولت إرسال المغنية القعيدة من قبيل الاستفزاز. وقالت سنيجوفايا لوكالة الأنباء الألمانية: «أعتقد أن روسيا قد رتبت هذا الوضع عن عمد لإحراج أوكرانيا علنا... ولا أعتقد أن هذه القضية مكرسة لـ(يوروفيجن)، بل أكثر للعداء الروسي المستمر تجاه أوكرانيا».
وأعرب ألكسندر باونوف، وهو مسؤول كبير في «مركز كارنيغي موسكو» للأبحاث السياسية، عن شعور مشابه في تعليق له هذا الأسبوع.
وقال باونوف: «في التسلسل الهرمي الأخلاقي في أوروبا، يكون للإعاقة الأسبقية على الجنسية، لذلك فإن حظر أوكرانيا يترك مرارة في الفم بالنسبة للأوروبيين... يعطي ذلك لروسيا فرصة طرح التساؤل حول السبب وراء أن تسمح أوكرانيا للسياسة بالتدخل في الثقافة».
وفي الواقع، تم الترويج دائما لـ«يوروفيجن» على أنها مهرجان يضم الجميع وشعار الحدث هذا العام هو «الاحتفاء بالتنوع».
وقال الأسدير ريندال، رئيس فرع «المنظمة العامة لعشاق الـ(يوروفيجن)» في المملكة المتحدة: «تفضل الـ(يوروفيجن) أن تكون خالية تماما من الإيماءات والبيانات السياسية، ولكن لسوء الطالع، نظرا للطبيعة متعددة الجنسيات للمسابقة، فإنه قد يكون هذا الأمر لا مفر منه - بمثل الحال في مسابقات الألعاب الأولمبية وكأس العالم».
وقال ريندال لوكالة الأنباء الألمانية: «أهم شيء هو عدم السماح للسياسة أن تلقي بظلالها على (يوروفيجن)، لأنها في النهاية مسابقة أغنية».
السياسة تعكر صفو استضافة أوكرانيا مسابقة «يوروفيجن»
حرمان مغنية روسية من المشاركة رغم شعار الاحتفاء بالتنوع
السياسة تعكر صفو استضافة أوكرانيا مسابقة «يوروفيجن»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة