* مخاطر «الكرش»
تعد سمنة البطن مصطلحاً لوصف ما يحدث عندما يتم تخزين الدهون بشكل مفرط في تلك وظهور «الكرش»، وتكون أكثر ارتباطاً بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بمؤشر كتلة الجسم المرتفع. وهذا يعني أن الوزن الزائد أو مؤشر كتلة الجسم المرتفع يدل على وجود خطر على الصحة، الذي يزداد مع وجود رواسب الدهون في البطن، وخصوصا حول المعدة. ويمكن قياس سمنة البطن ببساطة عن طريق قياس محيط الخصر (يتم قياس محيط الخصر ما فوق السرة تماماً)، أو عن طريق قياس نسبة الخصر إلى الفخذ.
ومحيط الخصر المثالي هو أقل من 90 سم عند الرجال وأقل من 80 سم عند النساء. وإذا كان محيط الخصر مرتفعاً جداً - أكثر من 102 سم عند الرجال وأكثر من 90 سم عند النساء - فهذا يعني أن أحدهما معرض للإصابة بمرض السكري بمعدل 5 مرات أكثر من شخص آخر لديه محيط خصر أصغر.
وقد أظهرت نتائج عدد من الدراسات الصغيرة أن الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي الذين يعانون من هذه السمنة المركزية يقضون سنوات بقائهم على قيد الحياة، على المدى الطويل، بطريقة أسوأ من أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، ولكن يحملون تلك الزيادة في مكان آخر من أجسامهم.
ومن أجل معرفة ما إذا كانت هذه النتائج سوف ستنطبق أيضا وتتكرر في دراسة واسعة النطاق، قام العلماء بفحص بيانات 42702 شخصا من السكان على مجموعات مختلفة كل منها 10 سنوات أخذت من المسح الصحي السنوي لإنجلترا والمسح الصحي الاسكوتلندي. وتم تصنيف المشاركين إلى ست مجموعات: ذوو الوزن الطبيعي؛ ذوو الوزن الطبيعي مع سمنة البطن؛ ذوو الوزن الزائد؛ ذوو الوزن الزائد مع سمنة البطن؛ ذوو السمنة؛ ذوو السمنة مع سمنة البطن. وقد تم الاعتماد في ذلك على أساس مؤشر كتلة الجسم BMI ونسبة الخصر - الورك waist - hip ratio.
قام الباحثون بعمل مقارنة بين المشاركين من الوزن العادي من دون سمنة بطن، والوزن الطبيعي والناس الذين يعانون من السمنة المفرطة مع سمنة بطن فوجد أنهم كانوا في خطر متزايد لجميع مسببات الوفاة. بينما وجد أن جميع المشاركين الذين يعانون من سمنة البطن بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم، كانوا في خطر متزايد للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
وتشير نتائج دراسة أخرى تعتبر إحدى أكبر وأطول الدراسات في العالم (European Prospective Investigation into Cancer and Nutrition)، تم فيها متابعة 360 ألف شخص لمدة عشرة أعوام في عدد من الدول الأوروبية، أنه كلما ازداد حجم وكمية الدهون حول البطن، ازدادت احتمالات الوفاة المبكرة، بغض النظر عن الوزن العام.
توفر هذه النتائج دليلا إضافيا يؤكد على أن مؤشر كتلة الجسم BMI حتى وإن كان ضمن الحدود الطبيعية «الصحية» يكون أصحابه معرضين لخطر الوفاة في سن أصغر إن وجدت لديهم سمنة البطن.
يقول البروفسور مارك هامر، المؤلف المشارك في الدراسة إن نتائج هذه الدراسة «واسعة النطاق» تدعم نتائج الدراسات السابقة الأصغر حجما والتي أظهرت أن الأشخاص الذين لديهم وزن طبيعي ويعانون من السمنة المركزية كانوا في خطر متزايد للوفاة الناجمة عن جميع الأسباب. نشرت النتائج في مدونة الطب الباطني Annals of Internal Medicine بتاريخ 26 أبريل (نيسان) 2017.
* قصور الغدة الدرقية والإخصاب
كثيرا ما تختلط على المريض الأعراض المرضية التي تطرأ عليه، وقد يكون سببا في توجيه انتباه الطبيب إلى تشخيص آخر غير الذي يعاني منه المريض وذلك لتشابه الأعراض.
ونجد بعض مرضى الغدة الدرقية من النساء لا يفكرن في اضطراب الغدة الدرقية عندما تبدأ أعراضها لأول مرة فيذهبن إلى طبيب القلب مثلا بسبب سرعة ضربات القلب وصعوبة التنفس والتعرق الزائد أو إلى الطبيب الباطني بسبب مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإسهال أو الإمساك وعسر الهضم ونقصان الوزن أو زيادته بصورة غير معتادة، وأحياناً تلجأ المريضة إلى اختصاصي الأمراض الجلدية بسبب تساقط الشعر وجفاف الجلد، وبعد فترة من المعاناة والتأكد من التحاليل يتم تشخيص المرض.
إن اضطرابات الغدة الدرقية تكاد تكون من أهم مصادر المشاكل الصحية في مختلف الأعضاء والأجهزة الحيوية بالجسم حيث تفرز هذه الغدة هرمونين لهما دور أساسي في صحة الجسم وتوازنه، فهرمون الثايروكسين يقوم بتنظيم حرق الطاقة والبناء وهرمون الكالسيتونين يقوم بتنظيم مستوى الكلس في الدم.
وتصيب مشاكل الغدة الدرقية النساء أكثر من الرجال (1:3)، فتؤثر كثيرا على صحة ومظهر المرأة. وقصور عمل الغدة له أهمية خاصة عند النساء، حيث يؤثر على الدورة الشهرية والإنجاب، بل قد يؤدي في بعض الحالات إلى مشاكل تناسلية أخرى كالعقم والإسقاط. وعلى كل امرأة أن تكون على وعي تام بأعراض القصور الدرقي التي تتمثل في الشعور بالخمول العام والرغبة في النوم، الشعور بالكآبة، زيادة الوزن والسمنة، تساقط الشعر، كثرة دم الحيض، ما يسبب فقر الدم، انتفاخ أو تورم القدمين ووجع المفاصل.
كما نوجه انتباه المرأة التي تعاني من مشاكل الإخصاب أو أن تكون لديها اضطرابات في الدورة الشهرية أن تستشير اختصاصي الغدد، لأن هرمونات هذه الغدة تعتبر ضرورية لنمو البويضة وللإفراز الملائم لهرمونات المبيض. فإذا ما وُجد عندها خلل في الهايبوثالاماس (تحت المهاد) بالدماغ والغدة النخامية والغدة الدرقية سيرتفع مستوى هرمون البرولاكتين (هرمون الحليب) مؤديا إلى قصور في إفراز هرمونات الغدة النخامية المسؤولة عن تنمية الجريب المبيضي وإحداث الإباضة.
إن قصور وظائف الغدة الدرقية لا يقتصر تأثيره على النساء فقط وإنما يطال الرجال أيضا متسببا في إصابتهم بما يعرف بحالة دون الخصوبة، لأن الانخفاض في تأدية الغدة الدرقية لمهامها عند الرجال، يؤثر في إنتاج المني، وتفسير ذلك، هو أنه في حالة القصور الدرقي، يحدث ارتفاع ملحوظ لهرمون البرولاكتين الذي بدوره يؤدي إلى خلل في نظام التناسق القائم بين الغدة النخامية والخصيتين، حيث إن ارتفاعه يؤثر سلبيا على أيض هرمون الذكورة، كما أنه يؤدي إلى انخفاض مستواه الطبيعي، وهذا مما يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.
ولحسن الحظ أن اكتشاف قصور الغدة الدرقية مبكرا وإعطاء العلاج المناسب مبكرا أيضا لعلاج ذلك القصور يكون له تأثير إيجابي في إمكانية عودة الإخصاب لدى المرأة أو الرجل.
* استشاري في طب المجتمع
* مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]
بين الخطأ والصواب
بين الخطأ والصواب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة