كشفت مصادر سياسية في تل أبيب ورام الله، أمس، أن مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب باشروا فحص مبادرة لجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في لقاء ثلاثي معه، على أن يتم اللقاء خلال أسابيع من أجل إطلاق مسيرة تسوية للصراع.
وقالت هذه المصادر إن الرئيس الفلسطيني أعطى موافقته على لقاء كهذا، لكن نتنياهو لم يتجاوب معه بعد. وفي خطوة لإحراج الرئيس نتنياهو، سارع الرئيس الفلسطيني إلى التلميح للمبادرة خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع الرئيس الألماني فرانك وولتر شتاينماير، الذي زاره أول من أمس في رام الله، وذلك عندما قال: «أتوقع لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي سيصل لزيارة بيت لحم بعد زيارته إلى إسرائيل».
ومن الدلائل على وجود مبادرة كهذه رد فعل اليمين في حزب الليكود الحاكم، وكذلك في اليمين الاستيطاني في إسرائيل، حيث صرح زلمان شوفال، الدبلوماسي المقرب من نتنياهو، بأن «ترمب يريد أن يبقي التاريخ في الماضي، وكتابة سيناريو جديد، وعلينا أن نمدحه على نيته هذه، لكنه يجب أن يعلم أن السيناريو الحقيقي يُكتب على يد سياسة الرفض الفلسطينية. فالسلام بين اليهود والعرب ليس خرافة، ولا معادلات دبلوماسية، بل هو بداية هدم جدار العدائية لدى الفلسطينيين الذين لا يريدون تقبل حق الشعب اليهودي في دولة قومية، ولا يوافقون على إيجاد حلول وسط في القضايا الأساسية للصراع. ومع ذلك، ليست إسرائيل هي التي ستبرز في إفشال إمكانيات ترمب بالنجاح».
وأضاف شوفال موضحاً: «علينا أن نفترض أن الزمن سيقوم بواجبه، وأن ترمب سيصل عاجلاً أم آجلاً إلى الاستنتاج العملي بأن الحل هو التركيز على محاولات تعزيز اتفاقيات جزئية ومؤقتة، بدلاً من الحلول الكاملة والنهائية».
وكتب أحد زعماء المستوطنين في منطقة الخليل رسالة مفتوحة إلى ترمب، تحت عنوان: «القدس ليست منهاتن - لا مكان لصفقة يا فخامة الرئيس»، جاء فيها أنه «من غير الصحيح أن ينظر ترمب إلى تسوية الصراع في صفقة. وهناك إخفاق أساسي في التشبيه بين صفقة تجارية والصراع السياسي - الإقليمي. ففي الصفقة التجارية، يشتري المعني بضاعة ولا شيء غير ذلك، والبائع يدفع بالمال ليس إلا. أما الصفقة السياسية، فهناك آثار تتجاوز ذلك».
وتابع زعيم المستوطنين في منطقة الخليل، موضحاً: «هكذا الفلسطينيون أيضاً... لا يخفون حلمهم بوضع حد لدولة إسرائيل، فهي (الكيان الصهيوني)، ومن يسلمهم جبال يهودا والسامرة وهو يعرف ذلك فإنه يوقع صفقة على موته. ترمب هو الآخر يفهم هذا جيداً، ولهذا انتقد سلفه أوباما بشدة على نهجه التبسيطي - الاستفزازي تجاه الإيرانيين (...) ليس كل شيء بضاعة في السوق، وليس حكم العقارات في منهاتن كحكم أرض القدس: لا صفقة سيدي الرئيس. والقدس هي فقط خلاصة جوهر (البلاد المقدسة) كلها، وكل من حاول الاتجار بها أحرق أصابعه».
وفي ضوء هذا الموقف من اليمين، ينوي اليسار الإسرائيلي الخروج بحملة لتشجيع ترمب على جهوده. ويجري الاستعداد لتنظيم مظاهرة كبرى في ميدان رابين بتل أبيب، تحت عنوان: «دولتان - أمل واحد»، مساء السبت 27 مايو (أيار) الحالي، وذلك بعد بضعة أيام من الزيارة الرئاسية، وستنظمها حركة «السلام الآن» بتعاون مع حزب العمل وميرتس، ومنظمتي «مبادرة جنيف» و«نقف معاً» وغيرهما.
وحسب بعض المنظمين، فإن هذا هو الحدث المركزي والأهم الذي يعقده معسكر السلام لإحياء «50 سنة على الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية في المناطق»، على حد قولهم.
أما على الصعيد الرسمي، وعلى الرغم من تبقي 10 أيام على موعد زيارة ترمب، فإن الفرق الأمنية المشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة أعدت خططاً بهدف تنفيذها بعناية كبيرة لتأمين حماية الرئيس الأميركي.
وفي هذا السياق، قال أحد المسؤولين الإسرائيليين، أمس، إن «مهمة الفريق تفقد كل صغيرة وكبيرة، بدءاً من فناجين القهوة وكؤوس المياه، مروراً بالطعام والغرف والأماكن التي سيمكث فيها ترمب»، مشيراً إلى أن الفرق ستعمل على إخلاء فندق «كينغ ديفيد» في القدس الغربية، رغم الحجوزات السابقة لبعض النزلاء، فيما قال أحد مسؤولي الفندق: «نحن أمام مهمة ليست سهلة».
وبالإضافة إلى ذلك، هناك استعدادات أخرى تجري في مطار بن غوريون، وقد وصل أمس فريق أميركي، واجتمع مع مدراء مطار تل أبيب وجهاز الخدمة السرية ومسؤولي السفارة الأميركية في تل أبيب، لتنسيق كل خطوة بخطوتها للرئيس الأميركي، وتأمين زيارته بشكل دقيق.
واشنطن تدرس إمكانية عقد قمة بين نتنياهو وأبو مازن وترمب
بهدف إطلاق مسيرة لتسوية الصراع بين الجانبين
واشنطن تدرس إمكانية عقد قمة بين نتنياهو وأبو مازن وترمب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة