طالباني يطلب من بارزاني الصفح لخلافات تعود إلى عام 2012

طالباني يطلب من بارزاني الصفح لخلافات تعود إلى عام 2012
TT

طالباني يطلب من بارزاني الصفح لخلافات تعود إلى عام 2012

طالباني يطلب من بارزاني الصفح لخلافات تعود إلى عام 2012

نشرت مواقع إخبارية كردية رسمية ومستقلة، رسالة من الرئيس العراقي السابق الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، يطلب فيها السماح من رئيس الإقليم مسعود بارزاني، بسبب خلافات نشبت بينهما عام 2012، وعدت الرسالة بأنها الأخيرة في مسيرة حياته بصفته رئيسا للعراق، قبل مرضه.
وأصيب طالباني بوعكة صحية في ديسمبر (كانون الأول) 2012، وتلقى العلاج في ألمانيا، قبل أن يعود إلى العراق في منتصف 2014. وحسب شبكة «كردستان 24» الإخبارية فإن رسالة طالباني تعود إلى 19 أغسطس (آب) عام 2012، وقد كتبها بخط يده أثناء فترة علاجه في برلين، قال فيها: «أخي العزيز، القرار الأخير في حياتي هو أن أكون صديقا، وأخا، وشريكا في السراء والضراء لعائلة بارزاني طالما بقيت على قيد الحياة». ويعتذر طالباني عن موقف اتخذه من قضية تخص رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، ويؤكد فيها تمسكه بالاتفاقية الاستراتيجية بين حزبه والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني.
وأكد المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الإقليم، كفاح محمود، لـ«الشرق الأوسط» وجود هذه الرسالة، وقال إن طالباني أرسلها إلى الرئيس بارزاني في الأشهر الأخيرة من توليه رئاسة العراق، يقول طالباني: «القرار الأخير في حياتي هو أن أكون صديقا، وأخا، وشريكا في السراء والضراء لعائلة بارزاني طالما بقيت على قيد الحياة»، ويفسر محمود ذلك بأن الرئيس مام جلال (لقب طالباني) أراد بهذا التعبير أن يعزز الاتفاق الاستراتيجي بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث تمخض عن هذا الاتفاق هذا الازدهار الكبير في الإقليم والتطور الذي حصل في الإقليم والأمن والسلم الاجتماعي.
يقول طالباني في جزء آخر من الرسالة: «عندما أسمع كلامك، أقول لمن حولي إن أعلن الأخ مسعود بارزاني انهيار الاتفاق الاستراتيجي بين حزبينا، فإنني سأعلن أن الاتفاق بات أقوى، وأشد وأكثر تماسكا، وإن أغلق بارزاني الباب بوجهي فإني سأدخل إليه من النافذة»، وقال محمود: «هذا يُعبر عن موقف الرئيس مام جلال الأخلاقي والفكري والسياسي تجاه العائلة البارزانية والرئيس مسعود بارزاني بعدما يقرب من نصف قرن أو أكثر من الخلافات بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني)، وجلال طالباني والعائلة البارزانية، لكن الرئيس طالباني اختصر كل ذلك بهذه الكتابة».
ويحتوي جزء آخر من الرسالة على اعتذار طالباني لبارزني عن موقف متعلق برئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، ويضيف محمود: «دعا طالباني رئيس الإقليم إلى مسامحته عن موقف اتخذ في قضية تخص رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي، حيث كان هناك خلاف مع المالكي، وكانت وجهة نظر الرئيس طالباني حينها أن يحفظ التوازن، وبذلك وقف مع المالكي»، لذا يقول طالباني في رسالته لبارزاني: «الشكوى التي قدمتها بحق المالكي كانت حقة ومشروعة وأدعوك كأخ لتصفح عني، وأن تعود المياه إلى مجاريها بيننا».
ويعاني الرئيس العراقي السابق جلال طالباني منذ سنوات من المرض الذي أبعده عن السياسة، وشهدت العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني تقاربا ملحوظا خلال الشهرين الماضيين، خاصة من ناحية عملية الاستفتاء التي تستعد كردستان لتنظيمها في الخريف المقبل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.