«شانيل» احتفلت بعرض «الكروز 2018» باستحضارها اليونان القديمة إلى باريس

من خيوط الماضي نسجت قصصاً وقصات مثيرة

«شانيل» احتفلت بعرض «الكروز 2018» باستحضارها اليونان القديمة إلى باريس
TT

«شانيل» احتفلت بعرض «الكروز 2018» باستحضارها اليونان القديمة إلى باريس

«شانيل» احتفلت بعرض «الكروز 2018» باستحضارها اليونان القديمة إلى باريس

في الأسبوع الماضي، وفي الوقت ذاته الذي كانت فيه فرنسا كلها مشدودة أمام شاشات التلفزيون لمتابعة المناظرة الانتخابية الحاسمة بين كل من اليمينية المتطرفة مارين لوبان والمستقل إيمانويل ماكرون، كانت أنظار عالم الموضة أيضاً مشدودة إلى باريس. فقد قررت دار «شانيل» أن تقدم بدورها مناظرة بين الماضي والحاضر تحت عنوان «حداثة العصور القديمة» (La Modernite De L Antiquite). الحاضر مثلته تصاميم الأزياء العصرية، بينما الماضي تجسد في إيحاءات هذه التصاميم المستقاة من الميثولوجيا وأميرات الأساطير الإغريقية. طبعاً لا تكتمل الحبكة من دون ديكور مبتكر كانت القصة والقصات فيه يونانية بكل المقاييس. فقد أحضر معبدا بارثينون الواقع بأثينا وبوسيدون في سونيون إلى عقر باريس بعد أن رفضت السلطات اليونانية، حسبما تردد وراء الكواليس، اقتراح الدار بإقامة عرضها على خلفية أحد مآثرها. وسواء كانت هذه الهمسات صحيحة أم لا، فالمؤكد أن الدار نجحت في خلق ديكور مستنسخ من هذين المعبدين إلى حد يُنسيك أنك حقاً في باريس. فقد تراصت في القاعة 11 عموداً متمايلاً ومتآكلاً بفعل الزمان، إضافة إلى تماثيل، إما من الجص أو من المرمر، متناثرة على أرض أو محشوة في كيس، بحيث لا يظهر منها سوى جزء بسيط، حتى تُعطيك الانطباع بأنها مُجهزة للنقل إلى متحف من متاحف العالم. من بين هذه المجموعة جلس تمثال فينوس، إلهة الحب والجمال على صندوق خشبي قديم، شرحت الدار في الملف الذي وزعته على ضيوفها بأنه مستوحى من تمثال يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد كانت الآنسة غابرييل شانيل تمتلكه ولا يزال موجوداً بشقتها في شارع غامبون. ما يزيد من مصداقية الديكور ليس أطلال حضارة غابرة فحسب، بل الانتباه إلى أدق التفاصيل مثل نمو نباتات صغيرة بين الشقوق، فضلاً عن شجرة زيتون تستقبلك على المدخل شامخة تتحدى الزمن. كل شيء كان مدروساً ومحسوباً باستثناء الطقس. كان العنصر الوحيد الذي لم يكن بإمكان الدار التحكم فيه أو تحسبه.
فالمتوقع في شهر مايو (أيار) أن تسطع السماء بأشعة الشمس لتعزز من قوة الصورة ومصداقيتها. لكن العكس حصل، حيث ظلت السماء غائمة ورمادية طوال اليوم مع تساقط الأمطار بين الفينة والأخرى. بداخل «لوغران باليه» كانت الألوان والأجواء أكثر دفئاً، حيث تحول اللون الرمادي إلى لون الأعمدة والتماثيل، أبيض مائل إلى البيج، مع انعكاسات لون الـ«تاراكوتا» بفعل أشعة شمس اصطناعية آيلة للغروب في الجهة المقابلة.
فيما يتعلق بالمناظرة التي تابعها الضيوف، كانت بين «شانيل» كدار عصرية ومعاصرة وحضارة اليونان قديمة، مهد الحضارات الأوروبية، حسب تصريح كارل لاغرفيلد مصمم الدار. الجميل فيها أنها كانت مناظرة خالية من أي تطرف سلبي بالنظر إلى أن كل شيء قدمه كان مفعماً بأناقة تخاطب كل الثقافات والأجناس دون تمييز.
وكما نجح في حمل الحضور إلى معابد اليونان من خلال الديكور، نجح في ترجمة الماضي بلغته العصرية من خلال الأزياء، فيما اعتبره عملية سهلة جداً. فـ«مفهوم الجمال الكلاسيكي في الحضارة اليونانية القديمة لا يزال كما كان عليه، لم يتغير في جوهره لحد الآن»، حسب قوله، مضيفاً: «ثم يجب علينا أن نعترف بأنه لم يكن أفضل من اليونانيين القدامى في تصوير جمال المرأة، ولا في بناء الأعمدة».
ومع ذلك لا بد من الإشارة إلى أن عودته 2500 عام إلى الوراء كانت لافتة، ويمكن قراءتها على أنها متناقضة مع رؤيته الفنية وتصريحاته السابقة. فقد صرح في مناسبات سابقة بأنه لا يميل إلى النوستالجيا أو البكاء على أطلال الماضي، كما قدم ديكورات مستقبلية كان آخرها في «لوغران باليه» منذ بضعة أشهر فقط، حين نصب صاروخاً جاهزاً للانطلاق نحو القمر. برأيه ليس هناك أي تناقض في أقواله، لأن اليونان التي عاد إليها واستقى منها مجرد فكرة رسمها في خياله. وأكد أنه لم يعتمد هنا على التاريخ كما نعرفه أو نقرأ عنه. «اليونان التي تصورتها فكرة. فبالنسبة لي هي منبع الجمال والثقافة، وكانت تُتيح للمرأة حرية حركة مثيرة اختفت». هذه الخفة والحركة ظهرتا في أغلب تصاميمه إن لم نقل كلها. فقد جاءت الأزياء منسدلة تتيح لصاحبتها حركة كما تمنحها جمالاً زادته الإكسسوارات والقصات التي تستحضر أميرات الأساطير وحياة القصور الباذخة رومانسية وخفة. فمهما كان الديكور متمايلاً ومهتزاً بفعل الزمن فإنه لا أحد ستُسول له نفسه بنعت صورة المصمم عن «يونانه» فيما يخص الأزياء بأنها فولكلورية أو قديمة أكل الدهر عليها وشرب. كل ما في الأمر أنه «انتبه إلى الماضي لخلق المستقبل»، حسب قوله. وهذا تحديداً ما أكدته الأزياء والإكسسوارات على حد سواء. فمن خيوط الماضي نسج قصات تستحضر أثينا وهيلينا وأفرودايتي وهيرا وغيرهن من الشخصيات الميثولوجية، لكن دائماً بأسلوب باريسي بإيقاعات عصرية قوية. ما سهل عليه العملية اعتماده على أقمشة خفيفة مثل الموسلين والجيرسيه، انساب بعضها على شكل بليسيهات دقيقة أو على شكل فساتين بكتف واحدة، وبعضها انسدل على الجسم بحرية لم تقيدها سوى بعض الجدائل الذهبية حول الأكتاف والأكمام، أو أحزمة حددت الخصر لتُبرز ضموره، وفي الوقت ذاته، تجعل الجسم يبدو منحوتاً. حتى التويد اكتسب في هذه التشكيلة نعومة وخفة، حيث ظهر في فساتين بأطوال متباينة كما في تايورات شبابية وديناميكية مغموسة في الذهب لا شك أنها ستروق للجيل الصاعد وفتيات «إنستغرام». الألوان بدورها خرجت عن المألوف واصطبغت بدرجات الكاراميل والمرمر والتاراكوتا إضافة إلى الأبيض والوردي والسماوي وغيرها من الألوان التي يعرف لاغرفيلد حق المعرفة أنها ستناسب كل الأسواق بعد أن توسع العالم ولم يعد مقتصراً على باريس. لو كان أي مصمم آخر غير لاغرفيلد هو من عاد بنا إلى أيام زمان لتحسرنا عليه وتمنينا العودة إليه، لكننا في المقابل تحسرنا طوال العرض على أميرات الإغريق واليونان لأنهن عشن في عصر غير عصر «شانيل»، وبالتالي لن يتمتعن بجمال الأزياء التي اقترحتها لنا لعام من 2018. من صنادل «الغلادياتورز» العالية المصطبغة بألوان الطبيعة والنيون إلى التصاميم الحالمة التي تناسب كل البيئات والوجهات مروراً بالإكسسوارات الغنية التي سنراها على رؤوس الفتيات وأذرعهن في الصيف 2018، لا بد من القول إن هذه التشكيلة تغطي كل العناصر التي ستحقق لها النجاح التجاري.
ففي اليوم التالي للعرض، عاد «لوغران باليه» لسابق عهده، بعد أن فكك العمال كل ما بنوه طوال الثلاثة أسابيع التي سبقته، كما عادت باريس ومعها فرنسا كلها لمتابعة الأحداث والمناظرات السياسية قبل انتخابها رئيسها الجديد، إلا أن صدى العرض سيتردد طويلاً في أوساط الموضة، وسنرى نتائجه في المحلات بعد أشهر. وهذا ما يبرر ضخامة عروض الـ«كروز» عموماً والمصاريف التي تتكلفها. فالمسألة ليست لعبة أو نفش ريش بل استراتيجية محسوبة تستقطب زبائن جدداً وترسخ مكانة الدار وقدراتها على نسج قصص مثيرة ومشوقة تحرك العواطف وحركة البيع على حد سواء.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.