القاهرة وواشنطن تحلان عقدة السفير

الأمن الإقليمي أولوية لمرشحي الرئاسة المصرية

السفير بدر عبد العاطي
السفير بدر عبد العاطي
TT

القاهرة وواشنطن تحلان عقدة السفير

السفير بدر عبد العاطي
السفير بدر عبد العاطي

أعلن السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أمس، أن الولايات المتحدة الأميركية قامت بترشيح سفير جديد لها لدى مصر.
ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» عن عبد العاطي تصريحه في مؤتمر صحافي بأن الجانب الأميركي «نقل، كما تقضى الأعراف الدبلوماسية، اسم هذا المرشح للجانب المصري.. وقد وافقنا عليه». ورفض عبد العاطي ذكر اسم السفير الجديد، قائلا إن «ذلك أمر يخص الجانب الأميركي كونه مسألة تتعلق بالإجراءات البيروقراطية الداخلية الخاصة بعملية تعيينه».
ولم تعين الولايات المتحدة سفيرا جديدا لها منذ 30 أغسطس (آب) الماضي بعد انتهاء فترة عمل السفيرة آن باترسون بالقاهرة التي استمرت 26 شهرا في أقصر مدة تقضيها كسفيرة لبلادها في الخارج.
وكانت باترسون قوبلت برفض بعض المصريين تصريحات لها أثارت جدلا متكررا، وتزايد الرفض عقب ثورة 30 يونيو (حزيران)، بعد أن انتقدت دعوات عزل مرسي. وشهدت العلاقات المصرية - الأميركية توترا عقب عزل مرسي.
ورجحت تقارير كثيرة خلال الفترة الماضية أن يكون اسم السفير الأميركي لدى العراق روبرت بيكروفت، هو الأبرز لتولي المنصب في مصر، إلا أن الجانب المصري رفض التعقيب.
من جهة أخرى، أعلنت الجامعة العربية أنها ستشارك ببعثة مكونة من 100 مراقب لمتابعة الانتخابات الرئاسية في مصر يومي 26 و27 مايو (أيار) الحالي، بالإضافة إلى متابعة بعثاتها في الخارج لهذه الانتخابات في الكثير من العواصم، من بينها برلين ونيويورك وأديس أبابا وفرنسا وفيينا.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية، رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية لمتابعة الانتخابات الرئاسية في مصر.
وأكدت أبو غزالة حرص الجامعة على مواكبة الاستحقاق الثاني من «خريطة الطريق» المصرية من خلال مشاركتها في متابعة هذه الانتخابات الرئاسية، موضحة أنها تأتي كخطوة مهمة في مسيرة الديمقراطية والإصلاح في مصر.
وذكرت أن هذه المشاركة تأتي تلبية للدعوة التي تلقاها الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية من المستشار أنور العاصي رئيس اللجنة العليا للانتخابات المصرية، للمشاركة في متابعتها.
وأضافت أنه في هذا الإطار وجه العربي بتشكيل بعثة من الجامعة للمشاركة في متابعة الانتخابات الرئاسية برئاسة البعثة، التي من المتوقع أن تضم في عضويتها نحو 100 متابع، وسيجري توزيعهم على أكثر من 22 محافظة مصرية وفقا لخطة انتشار ستعد خلال المرحلة المقبلة.
وأوضحت أبو غزالة أن اختيار أعضاء البعثة من موظفي الأمانة العامة جاء بناء على عدد من المعايير، من بينها الخبرة السابقة وتحقيق التوازن في التمثيل بين النساء والرجال، وأن يكون أعضاء البعثة من ذوي الجنسية غير المصرية، ضمانا للحيادية التامة لأعضاء البعثة كافة في المهمة.
وتوقعت أبو غزالة أن تكون هناك مشاركة مصرية واسعة في هذه الانتخابات، خاصة من قبل المرأة كما حدث في الاستحقاق السابق، معربة عن ثقتها في الوقت ذاته بقدرة السلطات المصرية على توفير التأمين اللازم لنجاح هذه العملية.
وأكدت أنه سيكون هناك تنسيق بين بعثة الجامعة وبعثات الاتحاد الأوروبي والأفريقي ومؤسسات المجتمع المدني المشاركة في متابعة الانتخابات.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».