بعد حصار 700 يوم.. حمص القديمة عادت إلى النظام

إطلاق مخطوفين بينهم إيرانيون ولبنانيون * الجربا: نريد أسلحة فعالة لتغيير ميزان القوى على الأرض

عناصر من قوات النظام يهرولون نحو زملائهم بعدما أطلقتهم قوات المعارضة في معبر بستان القصر بحلب أمس ضمن «صفقة» حمص (رويترز)
عناصر من قوات النظام يهرولون نحو زملائهم بعدما أطلقتهم قوات المعارضة في معبر بستان القصر بحلب أمس ضمن «صفقة» حمص (رويترز)
TT

بعد حصار 700 يوم.. حمص القديمة عادت إلى النظام

عناصر من قوات النظام يهرولون نحو زملائهم بعدما أطلقتهم قوات المعارضة في معبر بستان القصر بحلب أمس ضمن «صفقة» حمص (رويترز)
عناصر من قوات النظام يهرولون نحو زملائهم بعدما أطلقتهم قوات المعارضة في معبر بستان القصر بحلب أمس ضمن «صفقة» حمص (رويترز)

بدأ مقاتلو المعارضة السورية أمس الأربعاء الانسحاب من مدينة حمص القديمة إلى بلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي، تطبيقا لاتفاق مع النظام السوري أشرفت عليه الأمم المتحدة، ويقضي بفك الحصار المفروض على المدينة منذ 700 يوم أي نحو عامين، مقابل إفراج المعارضة عن عدد من أسرى النظام وفتح الطريق المؤدي إلى بلدتين شيعيتين تحاصرهما المعارضة هما نبل والزهراء في ريف حلب والسماح بدخول المساعدات الغذائية والطبية إليهما.
وأفاد ناشطون أمس بأن حافلتين تُقلان الدفعة الأولى من مئات المقاتلين غادرتا أحياء حمص القديمة ووصلتا إلى الريف الشمالي، فيما أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ما يفوق الـ400 مسلح تركوا وسط المدينة حتى ساعة متأخرة من بعد ظهر أمس.
وأوضح عبد الرحمن أن «تعثر دخول المساعدات إلى نبل والزهراء جعل عملية خروج المسلحين تسير ببطء شديد»، لافتا إلى أنه «يفترض أن يخرج ما مجمله 1200 مقاتل معارض، إضافة إلى كل من يرغب من المدنيين خلال الساعات المقبلة من حمص القديمة تنفيذا للاتفاق الذي جرى بين قيادي بالجناح العسكري لحزب الله ورئيس اللجنة الأمنية في حمص ومحافظ المدينة من جهة، وثلاثة ممثلين عن الكتائب الإسلامية من جهة أخرى بمشاركة من لجنة المصالحة الوطنية. ولفت إلى أن دبلوماسيين إيران وروسا شاركوا بهذا الاتفاق لكنهم لم يكونوا حاضرين على طاولة المفاوضات.
وأشار مصدر معارض إلى أن الاتفاق بين النظام والمعارضة شمل إطلاق 36 محتجزا لدى المعارضة، موضحا أن «15 منهم، كلهم سوريون، سلموا اليوم (أمس)». وكان المرصد السوري أفاد بأن هؤلاء الـ15 هم ثلاث نساء و12 طفلا، ونقلوا إلى اللاذقية (غرب).
كما قال المصدر المعارض إن «11 محتجزا إيرانيا وعددا من اللبنانيين، كلهم من العسكريين، سيسلمون أيضا في إطار الاتفاق».
وبموجب الاتفاق، سُمح لكل مقاتل معارض بحمل حقيبة واحدة، إضافة إلى سلاحه الفردي، للدفاع عن أنفسهم في حال حدوث أي خرق لتنفيذ الاتفاق، علما بأن الجيش السوري أشرف عن بُعد على سير العملية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ حمص طلال البرازي قوله إن «الدفعة الأولى من المسلحين في أحياء حمص القديمة بدأت بالخروج»، مرجحا أن يتزامن ذلك مع «بدء عملية التسوية والمصالحة لجعل مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين». وأشار إلى أن «العمل جار لتشمل العملية كل أحياء حمص وليس حمص القديمة فقط»، موضحا أن «وحدات الجيش والقوات المسلحة ستقوم بعد خروج المسلحين بعملية التفتيش وتفكيك العبوات الناسفة والألغام وإزالة السواتر الترابية».
وأفادت قناة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب الله بأن «20 سيارة تابعة للهلال الأحمر أخلت جرحى للمسلحين في أحياء حمص القديمة، فيما أحرقت مجموعات أخرى معارضة المقرات والمعتقلات التي كانت تستخدمها». وقالت «المنار» إن مسلحين أوقفوا قافلة إغاثة كانت تتجه إلى نبل والزهراء بالتزامن مع قصف البلدتين بقذائف صاروخية.
وأشار أبو الحارث الخالدي، وهو أحد المشاركين في التفاوض على الاتفاق من جهة المعارضة، لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أنه «قرابة الساعة العاشرة صباحا خرجت ثلاث حافلات تحمل على متنها 120 شخصا من أحياء حمص القديمة». وأوضح أن هؤلاء هم «من المدنيين والمقاتلين المصابين وغير المصابين»، وأنهم «توجهوا إلى بلدة الدار الكبيرة»، على بعد 20 كلم شمال حمص.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع «يوتيوب» مقاطع فيديو أظهرت عملية خروج المسلحين من أحياء حمص القديمة وأخرى لحظة وصولهم إلى بلدة الدار الكبيرة. وظهر في مقاطع الفيديو عشرات المسلحين بعضهم ملثم، واستقل عدد منهم سيارات رباعية الدفع وآخرون شاحنات صغيرة، كما ظهرت حافلات كبيرة تقل مدنيين.
وأظهرت أشرطة أخرى قال الناشطون إنها صورت في «الريف الشمالي لحمص»، وصول المقاتلين. وظهر في الشريط مقاتلون ينزلون من حافلتين، قبل أن يصعدوا على متن شاحنتين صغيرتين من نوع «بيك أب»، وبدا أحدهم يستند إلى عكازين، في حين تجمع عدد من المقاتلين في البلدة على متن دراجاتهم النارية.
وتحدث ناشطون عن ألم في صفوف المقاتلين الذين غادروا المدينة. وقال أحدهم في بلدة تيرمعلة في ريف حمص التي انتقل إليها بعض المقاتلين الذين خرجوا من حمص، إن هؤلاء «جائعون» و«يشعرون بالغصة».
وقال الناشط وائل عبر الإنترنت: «هم جائعون جدا. سألت أحدهم عن شعوره، فنظر إلى دامعا وقال: أشعر بالجوع والغصة لمفارقة حمص». ونقل الناشط عن المقاتل قوله: «أحسست أن روحي خرجت من جسدي وأنا أنظر إلى حمص أثناء مغادرتها».
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 20 من مقاتلي «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» والمسلحين الموالين لهما خلال اشتباكات مع عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» في محيط قرية الدحلة وفي بلدة جديد طابية في دير الزور. وأشار المرصد إلى معارك عنيفة شهدها حي الرصافة بين قوات النظام من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى، مما أدى إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي حلب، أفاد ناشطون باشتباكات شهدها محيط مركز المخابرات الجوية ودوار البريج، فيما أفادت وكالة «سانا» بمقتل «أعداد كبيرة من الإرهابيين وتدمير عتادهم في الراموسة والليرمون والمدينة الصناعية بالشيخ نجار في حلب».
وفي ريف دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة دارت في بلدة المليحة بين «جبهة النصرة» ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات حزب الله ومسلحين من جنسيات عربية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها من جهة أخرى، مما أدى إلى مقتل ثمانية من عناصر الكتائب الإسلامية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.