استمرار القصف في مناطق «وقف التصعيد» ومقتل مدني باليوم الثالث

المعلم يرفض دور الأمم المتحدة في المراقبة... وحجاب يحذر من دور إيران

رجل من سكان دوما بالغوطة الشرقية لدمشق يبيع الثلج داخل البلدة المحاصرة التي يشملها اتفاق التهدئة (أ.ف.ب)
رجل من سكان دوما بالغوطة الشرقية لدمشق يبيع الثلج داخل البلدة المحاصرة التي يشملها اتفاق التهدئة (أ.ف.ب)
TT

استمرار القصف في مناطق «وقف التصعيد» ومقتل مدني باليوم الثالث

رجل من سكان دوما بالغوطة الشرقية لدمشق يبيع الثلج داخل البلدة المحاصرة التي يشملها اتفاق التهدئة (أ.ف.ب)
رجل من سكان دوما بالغوطة الشرقية لدمشق يبيع الثلج داخل البلدة المحاصرة التي يشملها اتفاق التهدئة (أ.ف.ب)

سجّل اليوم الثالث من اتفاق «مناطق تخفيف التصعيد» مقتل مواطن مدني ثاني في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي في حين استمرّ القصف على عدد من المناطق الخاضعة للاتفاق. يأتي ذلك، في وقت أعلن فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم رفض بلاده أي دور للأمم المتحدة أو أي قوات دولية في مراقبة حسن تنفيذ المذكرة، بينما عاد رئيس الهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب، وأكد أن «اتفاق آستانة لا يتطابق مع مفهوم (المناطق الآمنة)، وذلك في ظل حشد إيران مزيداً من ميليشياتها في القنيطرة وحماة».
وحذر حجاب في اتصال مع وزير الخارجية البريطاني جونسون من محاولات إيران الالتفاف على القرارات الدولية، قائلاً: «نرفض أي دور لإيران كضامن للعملية السياسية أو كمراقب لوقف القتال، وهي السبب الرئيسي في معاناة الشعب السوري وتقف خلف تأجيج الاحتقان الطائفي ودعم الإرهاب وارتكاب الجرائم بحق المدنيين».
وحول اتفاق آستانة، قال المعلم في مؤتمر صحافي في دمشق: «الضامن الروسي أوضح أنه سيكون هناك نشر لقوات شرطة عسكرية ومراكز مراقبة في هذه المناطق»، من دون أن يتضح إذا كان يتحدث عن قوات سورية أم روسية.
وأضاف: «لا يمكن أن نتفق مع تنظيمي جبهة النصرة و(داعش) الإرهابيين على مناطق مخففة التوتر والفاصل الوحيد بيننا وبينهم هو القتال». ورداً على سؤال حول قتال قوات سوريا الديمقراطية، ضد تنظيم داعش، قال المعلم: «في هذه المرحلة نعتقد أن ما يقوم به المواطنون الأكراد في سوريا في محاربة (داعش)، هو أمر مشروع في إطار الحرص على وحدة وسيادة الأراضي السورية».
ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن مواطناً مدنياً يعمل راعياً للماشية، قتل في القصف المدفعي من قبل قوات النظام، على مناطق في محيط بلدة اللطامنة الواقعة في الريف الشمالي لحماة. وهو المدني الثاني الذي قتل منذ اليوم الأول لبدء اتفاق آستانة الذي يشمل محافظة إدلب وريفي حماة وحمص الشماليين، وغوطة دمشق الشرقية والجنوب السوري.
وقصفت الطائرات الحربية، مناطق في محيط جبال الشومرية والوضامع ومفرق التليلة والسكري في ريف حمص الشرقي، وأصيب 3 مواطنين بينهم طفل، بحسب المرصد، جراء قصف الطائرات الحربية وقصف لقوات النظام على مناطق في قرية تلدو بمنطقة الحولة في ريف حمص الشمالي.
وفي الغوطة الشرقية، حيث عاد الاقتتال بين «جيش الإسلام» من جهة و«هيئة تحرير الشام» و«فيلق الرحمن» من جهة أخرى، أشار المرصد إلى أن قوات النظام قصفت بست قذائف، مناطق في بلدتي أوتايا وبيت نايم في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية، وسط استهداف قوات النظام للطريق الواصلة بين البلدتين بالرشاشات الثقيلة، وذلك بعد ساعات على قصف مناطق في أطراف بلدتي جسرين والمحمدية بالغوطة الشرقية بـ6 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض وقصف بـ8 قذائف على مناطق في البلدتين. ولفت المرصد إلى أن الاشتباكات بين الفصائل تجددت فجر الاثنين في محور الأشعري بالغوطة الشرقية، بعد هدوء لنحو 72 ساعة.
وأتى تجدد المعارك بعدما عادت «ألوية المجد» المعروفة سابقاً بـ«لواء أبو موسى الأشعري» للانضمام إلى «فيلق الرحمن» في الغوطة الشرقية، بعدما كانت فكّت ارتباطه بها، في أكتوبر (تشرين الأول) 2016.
وفي بيان له، أعلن لواء «أبو موسى الأشعري» أنه اتخذ قرار العودة لصفوف الفيلق بعد مرور عام كامل على الخلاف بين مؤسسي «فيلق الرحمن» المتمثلة بلوائي «أبو موسى الأشعري» و«البراء»، «حرصاً على جمع الكلمة ووحدة الصف بين أبناء الغوطة وثوارها الأحرار، وإيماناً منا بأهمية الكلمة الواحدة والقيادة الواحدة والقرار الواحد».
ومن جهته، رحب «فيلق الرحمن» بعودة اللواء إلى صفوفه، مشدداً على أن أكثر ما تحتاجه الغوطة الشرقية اليوم رص صفوفها وتعاضد ثوارها لمواجهة التحديات العظيمة من ضغوطات نظام الأسد وميليشياته الحاقدة.
يذكر أن «ألوية المجد» التي شكلها لواء «أبو موسى الأشعري» كانت تخوض المعارك مع «جيش الإسلام» ضد قوات النظام في الغوطة، قبل أن تشب الخلافات ويسود الصدام المسلح بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن، وهو ما دفع «ألوية المجد» للوقوف على الحياد، لتعلن اليوم عودتها لصفوف الفيلق.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.