البغدادي يعلن «النفير إلى الرقة» وعناصره الأجانب ينقلبون على اتفاق الطبقة

ناشطون يتحدثون عن مرور «داعش» بـ«أسوأ حالاته» وتفككه

طفلة نازحة من مدينة الرقة هربا من المعارك فوق عربة نقل مع متعلقات عائلتها في مخيم عين عيسى (رويترز)
طفلة نازحة من مدينة الرقة هربا من المعارك فوق عربة نقل مع متعلقات عائلتها في مخيم عين عيسى (رويترز)
TT

البغدادي يعلن «النفير إلى الرقة» وعناصره الأجانب ينقلبون على اتفاق الطبقة

طفلة نازحة من مدينة الرقة هربا من المعارك فوق عربة نقل مع متعلقات عائلتها في مخيم عين عيسى (رويترز)
طفلة نازحة من مدينة الرقة هربا من المعارك فوق عربة نقل مع متعلقات عائلتها في مخيم عين عيسى (رويترز)

تشير المعلومات الواردة من الشمال السوري وبالتحديد من مناطق سيطرة «داعش» في الرقة ودير الزور وما تبقى من الطبقة إلى أن التنظيم المتطرف يمر بـ«أسوأ حالاته» منذ إعلان «دولته»، وهو ما دفع زعيمه أبو بكر البغدادي إلى إعلان «الاستنفار والنفير إلى الرقة»، في الوقت الذي قرر فيه العناصر الأجانب الانقلاب على الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع «قوات سوريا الديمقراطية» للانسحاب من الطبقة، ليستكملوا معركتهم في آخر حيين داخل المدينة وهم متخفين بين المدنيين.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن الاشتباكات عادت للاندلاع في الطبقة، بعد اتفاق وجهاء وأعيان المدينة مع «قسد» على انسحاب عناصر «داعش» نحو الرقة، وذلك جراء رفض من بقي في أحياء القسم المعروف بـ«مدينة الثورة» الانسحاب وغالبيتهم الساحقة من جنسيات غير سورية، لافتا إلى أن «معظم هؤلاء العناصر قرروا القتال حتى النهاية، وسط استمرار محاولات التوصل معهم إلى اتفاق جديد يؤمن لهم الانسحاب من المدينة». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «لم تتمكن (قوات سوريا الديمقراطية) حتى الآن من السيطرة على كامل مدينة الطبقة كون مقاتلي تنظيم داعش موجودين في حيي الوحدة والحرية»، اللذين يعرفان بالحيين الأول والثاني والمحاذيين لسد الفرات، الأكبر في سوريا. وأوضح عبد الرحمن أن «العشرات» منهم يزرعون الألغام ويخوضون اشتباكات مع «قوات سوريا الديمقراطية»، من دون أن يرسلوا انتحاريين خلال الأيام الماضية.
بالمقابل، قالت مصادر قيادية كردية لـ«الشرق الأوسط» إنه «حتى الآن لا يوجد شيء واضح بالنسبة للاتفاق مع عناصر (داعش) المحاصرين»، لافتة إلى أن «هناك محاولة لإخراجهم تتم عن طريق العشائر العربية، من أجل المحافظة على سلامة السد، لكن لم يتم التوصل بعد إلى أي تفاهم كامل». وأكّدت المصادر أن عناصر التنظيم الذين ما زالوا يقاتلون «هم من الأجانب والسوريين على حد سواء، وعددهم غير معروف تماما». وأضافت: «أما المساحة التي لا تزال تحت سيطرتهم فمحصورة في حيين ملاصقين للسد»، موضحة أن من تبقى من عناصر التنظيم «يتخفون بين المدنيين ويرتدون ملابس مدنية، وهو ما يصعّب مهمتنا... لكن في النهاية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق فسيتم شن هجوم على الحيين».
من جهته، قدّم أحمد الرمضان، الناشط في حملة «فرات بوست» والمتخصص بشؤون التنظيم المتطرف، رواية مختلفة للتطورات في الطبقة، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن عناصر «داعش» انسحبوا الأسبوع الماضي وبشكل كامل من المدينة، «حتى إنهم أخذوا رهائن معهم لضمان وصولهم بالسلامة إلى وجهتهم». وقال الرمضان: «التنظيم وافق على الوساطة التي قامت بها العشائر لتأمين خروج عوائله، ولولا ذلك لا نتوقع أصلا أنه كان ليخوض أي محادثات بهذا الشأن». وأضاف: «لكن وبعدما سحب كل عوائله من الطبقة عاد بهجمات انغماسيين استهدفوا المدينة كما محيطها في الهول والشدادي، في محاولة لاستعادة السيطرة على كامل الطبقة».
أما أبو محمد الرقاوي، الناشط في حملة «الرقة تذبح بصمت»، فأوضح أن عناصر «داعش» الذين ما زالوا متحصنين في سد الفرات لا يزيد عددهم على 150 عنصرا، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن طرفي الاتفاق؛ أي التنظيم و«قسد»، خرقا الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه، باعتبار أن بعض عناصر «داعش» رفضوا الخروج، فيما تصدت «قوات سوريا الديمقراطية» لعدد من الخارجين لرفضها انسحابهم بسلاحهم.
ومن شأن سيطرة «قسد» على مدينة الطبقة وعلى سد الفرات المحاذي من الجهة الشمالية أن تفتح الطريق أمام تقدمها باتجاه مدينة الرقة من جهة الجنوب وإحكام الطوق على عناصر «داعش» الذين استنفروا في الأيام الماضية، اقتناعا منهم بأن «معركة الرقة الكبرى» اقتربت أكثر من أي وقت مضى.
وفيما تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن أن الرقة التي تعد المعقل الرئيسي لـ«داعش» في سوريا، تشهد استنفاراً من قبل العناصر الأمنية في التنظيم، ممن تسلموا مهام «الحسبة» قبل نحو أسبوع، قال ناشطون من المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن «داعش» أعلن «الاستنفار والنفير العام في الرقة ودير الزور على حد سواء»، وأشاروا إلى أنه «يعاني من نقص بالكادر البشري كما أن المخاوف تتنامى بين عناصره، وعمد قسم كبير منهم إلى الهرب». وأضافوا: «(داعش) يعيش حاليا أسوأ حالاته منذ إعلان دولته، وهو في حالة من التفكك». ووفق الناشطين، فإن التنظيم لم يعد يشترط على المقاتلين المنضمين حديثا إلى صفوفه مبايعة البغدادي.
وتركز الخطب المتتالية في المساجد داخل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم حاليا بالرقة ودير الزور، والتي تتبع «ولايات الرقة والخير والفرات»، على «شحذ الهمم وتحريض المسلمين للنفير»، كما أفاد المرصد الذي نقل أيضا عن مصادر وصول «كتاب استنفار من أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي» يتضمن «حثاً للمسلمين على الاستنفار والنفير إلى الرقة، لصد هجوم الملاحدة الأكراد والتحالف الصليبي وعملاء الصليب عليها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.