أوضح رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة أن التعليم العالي خصوصا الجامعات يقع عليها دور كبير في تنوير الشباب وتوجيههم للاتجاه الصحيح عبر الاتصال والتعارف ومد الجسور وحل المشكلات، مبينا أن الإرهابيين عادة ما يستخدمون الدين غطاء لتنفيذ أهداف سياسية.
وقال فرنسيس ريتشاردوني، رئيس الجامعة الأميركية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن الدور الذي يقع على الجامعات في محاربة التطرف والإرهاب يعتبر مضاعفا على التعليم العالي وكيفية توجيه الشباب في المسار الصحيح، وأضاف: «طريقة التعليم الأميركي أو ما نطلق عليه (التعليم الليبرالي) تقوم على البحث والتمحيص والنقد، وتركز على أربعة أساسات، الأول التفكير النقدي بمعنى ليس (صح) أو (خطأ) بل كيف نسأل أسئلة، ولا نبحث عن التخصص الذي ندرسه بل عن المشكلات التي نريد حلها، والثاني هو الابتكار وفتح الذهن بطرق مختلفة وكيفية حل المشكلة مثل الفن والتاريخ، والثالث هو الاتصال من خلال تدريس الإنجليزية تحدثا وكتابة للاتصال بالعالم الخارجي، والرابع هو التعاون ومد الجسور والعمل في مجموعات وفرق مختلفة، وهذا يؤدي إلى التطور مع الوقت».
ولفت ريتشاردوني الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة لدى كل من مصر، والعراق، وتركيا، وأفغانستان، إلى أن التعليم هو من يصنع الأجيال الجديدة، ويقضي على الإرهاب، وتابع: «التعليم، والفن، والتجديد، والانفتاح، والدين، والعلوم، وإدارة الأعمال، والهندسة، والعلوم الاجتماعية؛ كلها مكونة للحضارة، والإرهاب عبارة عن خوف وجهل وكره، وهو مرض سرطاني في جسم صحيح، وهو عبارة عن ظلام ووحشية، والتعليم هو العلاج والوقاية من هذا المرض السرطاني».
وأشار رئيس الجامعة الأميركية الذي زار السعودية والتقى عددا من المسؤولين في وزارة التعليم والجامعات السعودية، إلى أنه أجرى نقاشات كثيرة من أجل تقوية العلاقات والشراكات خلال الفترة المقبلة، وأردف: «نريد تقوية علاقات الجامعة الأميركية مع المملكة، وإبراز دور الجامعة على المستوى العالمي وترحيبها بالطلاب من خارج مصر، كنا نستقبل نحو 20 في المائة سنويا من الطلاب غير المصريين، لكن هذه النسبة انخفضت اليوم إلى 5 في المائة، نريد زيادة هذا الرقم من الوطن العربي وجميع أنحاء العالم، ونتمنى أن نرى تعاونا مثمرا الفترة المقبلة».
وفي سؤال عن أهمية مواجهة الإرهاب والتطرف من خلال التعليم لا سيما العالي، قال ريتشاردوني: «خلال عملي السابق دبلوماسيا عملت في أفغانستان، والعراق، ومصر، وتركيا، تعرضت السفارة الأميركية لأعمال إرهابية، وقد تعرضت لعمليات مباشرة بشكل شخصي وواجهت الإرهاب شخصياً، بالنسبة إلي الإرهاب يمكن تعريفه بأنه استخدام العنف لأهداف سياسية، وهو فعل إجرامي، لكن هذا لا يجيب عن السؤال فعلاً، نحتاج إلى معرفة من أين جاء، في الواقع هو مجموعة معقدة من الأسباب مثل السرطان الذي تتسبب به عدة أمور الذي قد تكون عوامل بيئية، جينية، أو أسلوب المعيشة هو السبب».
وعن الفجوة التي تعانيها كثير من الدول العربية بين مخرجات الجامعات وسوق العمل، أكد السيد فرنسيس أن هذا التحدي يواجه التعليم العالي في كل أنحاء العالم، مبينا أن ريادة الأعمال بما فيها من مخاطر، والبحث عن الفرص هو العلاج المناسب لهذه المشكلة، وتابع: «علينا البحث عما يحتاج الناس، كيف نحل مشكلات الطعام ونمو البشر، والاحتباس الحراري، وانتشار الأمراض، والتلوث، كيف نحل الصراعات، وشح المياه في الشرق لأوسط، وهذه مشكلات تحتاج إلى دراسات، إذا درسنا في هذه الأمور وبحثنا عن الفرص في العالم، فإن الأجيال القادمة سوف يتعلمون التكنولوجيا الحديثة ويسخرونها لحل هذه المشكلات».
رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة: على الجامعات مد الجسور لمحاربة الإرهاب
رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة: على الجامعات مد الجسور لمحاربة الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة