أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور أنقرة في 22 مايو (أيار) المقبل لاستكمال المباحثات التي أجراها معه، أول من أمس، في سوتشي جنوب روسيا، بشأن مناطق خفض التوتر أو «المناطق الآمنة» في سوريا، إلى جانب الموضوعات الخاصة بالعلاقات بين البلدين، وفي المقابل وقع تجاذب بين أنقرة وواشنطن على خلفية تحذيرات إلينور شفيق مستشار الرئيس التركي من أن القوات الأميركية يمكن أن تصبح هدفا للقوات التركية مثلها مثل القوات الكردية في شمال سوريا، ما استدعى ردا من جانب واشنطن.
والتقى إردوغان أمس رئيس المخابرات هاكان فيدان الذي رافقه في زيارته لروسيا، في القصر الرئاسي في أنقرة، كما استقبل رئيس أركان الجيش الجنرال خلوصي أكار وكذلك رئيس الوزراء بن علي يلدريم.
في سياق متصل، قال إردوغان إنه عرض شخصيا على بوتين خلال محادثاتهما في سوتشي الأربعاء صورا تظهر ما يعتقد أنها قوات روسية في سوريا إلى جانب مقاتلين من «وحدات حماية الشعب» الكردية، وأن بوتين استبعد أن تكون الصور لجنود روس وتعهد بالتحقيق في الأمر، كما تعهد بألا تصل الأسلحة الروسية إلى أيدي «وحدات حماية الشعب» الكردية ووعد بالتحقيق في الصورة.
وأعلن الرئيس إردوغان، بحسب ما نقل عنه التلفزيون التركي الرسمي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور تركيا في 22 مايو الحالي لاستكمال مباحثاتهما التي جرت في سوتشي، أول من أمس، حول الملف السوري والعلاقات بين البلدين.
وكان إردوغان أعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين في سوتشي التوصل إلى اتفاق مع روسيا فيما يخص إعلان مدينة إدلب السورية منطقة خالية من النزاعات.
وأشار الرئيس إردوغان إلى أنّه منذ سنوات وهو يطرح فكرة المنطقة الآمنة في سوريا، مضيفا: «منذ البداية استخدمت في كل محفل عبارة (المنطقة الآمنة)، وسأستمر في استخدامها، وبشكل خاص في المنطقة الممتدة بين بلدتي الراعي وجرابلس باتجاه الجنوب، أي ما يقارب 4 أو 5 آلاف كيلومتر مربع».
ولفت إلى أن ما يميز مدينة إدلب، هو أنها تستقبل الفارين من مدينة حلب، الباحثين عن سبل استمرارية الحياة، مضيفا: «تواجه إدلب، التي تعد من أكثر المناطق المأهولة في المنطقة حاليا، بين الحين والآخر مشكلات، أما الآن فقد أعلنت تلك المنطقة على أنها خالية من النزاعات، وهذه المنطقة الخالية من النزاعات ستتم حمايتها». ولفت إلى أنه تناول الأمر على نحو خاص مع بوتين من خلال دراسة أجرياها على خريطة.
في سياق متصل، خرجت إلى السطح الخلافات العميقة بين أنقرة وواشنطن بشأن نشر قوات أميركية على الحدود التركية - السورية تحت مظلة «التحالف الدولي للحرب على (داعش)»، بعد الضربات التي نفذتها تركيا في 25 أبريل (نيسان) الماضي على مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية في جبل قره جوخ شمال شرق سوريا ومواقع حزب العمال الكردستاني في جبل سنجار شمال العراق.
وقال إلينور شفيق أحد كبار مستشاري الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن القوات الأميركية الموجودة في شمال سوريا يمكن أن تكون هدفا للقوات التركية مثلها مثل الميليشيات الكردية.
وأضاف في مقابلة إذاعية، الأربعاء، إن تركيا يمكنها توجيه ضربة للولايات المتحدة الأميركية في الشمال السوري، وأن وجود القوات الأميركية في هذه المنطقة يمكن أن يعرضها لخطر قصف الطائرات التركية.
وبعد ذلك كتب شفيق مستدركا في تغريدات عدة على حسابه على موقع «تويتر»، إن تركيا بالتأكيد «لن تستهدف حلفاءها».
وجاءت هذه التصريحات بعد أيام من نشر صور خاصة لقوات المارينز الأميركية وهم يسيّرون دوريات مشتركة مع «وحدات حماية الشعب» الكردية على الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا، وهي القوات التي قيل إنها جاءت لمنع تركيا من قصف الميليشيات الكردية، بعد أيام من القصف الجوي التركي على جبل قره جوخ.
واستدعت هذه التصريحات ردا من الكولونيل جون دوريان، قائد قوات التحالف ضد «داعش»، الذي قال: «مهمة الولايات المتحدة شمال سوريا ليست لدعم حزب العمال الكردستاني، أو حتى إدانة تصرفات تركيا وقصفها الأخير لـ(الوحدات) الكردية، لكن المهمة في شمال سوريا هي لطمأنة الحلفاء في المنطقة، وأيضا لمحاولة منع ازدياد العنف بين القوات التركية وقوات (وحدات حماية الشعب) الكردية».
وأكد دوريان أن «القوات الأميركية موجودة هناك للمراقبة والإبلاغ عن أي خروقات، هذا كل شيء، وإلى الآن لم يطلب من القوات الأميركية أن تكون قوة حفظ سلام، ولا أن توسع وجودها العسكري على الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا».
جاء ذلك وسط تقارير عن استهداف الجيش التركي مساء الأربعاء منطقة الحدود قبالة مدينة كوباني (عين العرب) بريف حلب الشمالي، الواقعة تحت سيطرة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي (وحدات حماية الشعب الكردية)، وإطلاق النار على حاجز على المدخل الغربي للمدينة أعقبه قيام طائرات الاستطلاع التركية بالتحليق لساعات عدة في سماء المنطقة.
ولم تؤكد تركيا أو تنفي هذه التقارير ولم يصدر التحالف الدولي ضد «داعش» أيضا تصريحات في هذا الصدد. ويواصل الجيش التركي تحركاته في المنطقة الحدودية مع سوريا ودفع بقوات جديدة إلى مدينة الباب التي حررها الجيش التركي وفصائل من الجيش السوري الحر في إطار عملية «درع الفرات» التي انتهت في مارس (آذار) الماضي، في ظل معلومات عن استعداد تركيا لإطلاق عملية جديدة باسم «سيف الفرات» في مناطق سيطرة الأكراد في منبج والمناطق المحيطة بها.
مسؤول تركي يلمح لاستهداف القوات الأميركية شمال سوريا
بوتين إلى أنقرة في 22 الجاري لاستكمال المباحثات حول العلاقات بين البلدين
مسؤول تركي يلمح لاستهداف القوات الأميركية شمال سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة