في وقت كانت المفاوضات فيه تسير في آستانة نحو الاتفاق على الاقتراح الروسي لإنشاء مناطق لتخفيف حدة التصعيد في سوريا، كانت المناطق المقترحة نفسها تتعرض للقصف، بينما استمرت المعارك بين «جيش الإسلام» من جهة و«هيئة تحرير الشام» و«فيلق الرحمن» من جهة أخرى، في الغوطة الشرقية، حيث تمددت الاشتباكات إلى داخل المدن وبلداتها، بعدما نجح الطرف الثاني في تحقيق بعض التقدم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مناطق تخفيف التصعيد، الممتدة من الشمال إلى الجنوب السوري، وتشمل محافظة إدلب وريفي حماة وحمص الشماليين، وغوطة دمشق الشرقية والجنوب السوري، شهدت أوضاعاً متباينة من حيث القصف منذ فجر أمس. وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، «أن هناك بعض التباين في القصف على المناطق المذكورة»، مشيراً في الوقت عينه إلى تراجع حدتها خلال ساعات النهار، إنما من دون أن تتوقف بشكل كامل.
وأشار المرصد إلى تعرض مناطق في أطراف بلدة النشابية، بمنطقة المرج، ومدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية، إلى القصف من قبل قوات النظام، مما تسبب بأضرار مادية. كما قصفت قوات النظام بعدة صواريخ مناطق في حي القابون عند أطراف العاصمة الشرقية، أعقبها قصف للطائرات الحربية على مناطق في الحي.
وشهد ريف حماة الشمالي تصعيداً من قبل الطائرات الحربية والمروحية وقوات النظام، بحسب المرصد، وسجل إسقاط نحو 23 برميلاً متفجراً على مناطق في قرى لحايا معركبة والبويضة والزكاة وحصرايا وبلدة اللطامنة، بحيث استهدفت الأخيرة بأكثر من 10 براميل، كذلك نفذت الطائرات الحربية 7 غارات على قرية الزلاقيات وبلدة اللطامنة، فيما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة اللطامنة وقرية الزكاة في ريف حماة الشمالي. وفي ريف حماه الجنوبي، قصفت قوات النظام منطقة عيدون في السطحيات، إضافة إلى مناطق في أحياء درعا البلد بمدينة درعا، ومناطق على حدود ريف القنيطرة الشمالي مع ريف دمشق الجنوبي الغربي، في وقت شهدت فيه محافظة إدلب ومناطق أخرى في الجنوب السوري وبريف حمص الشمالي، بحسب المرصد، هدوءاً حذراً.
وفي موازاة القصف الذي تعرضت لها الغوطة الشرقية، وهي من المناطق المطروحة لتكون «هادئة»، بحسب الاقتراح الروسي، استمر أمس لليوم السابع على التوالي الاقتتال بين الفصائل المعارضة، واتهم المجلس العسكري لمدينة دمشق وريفها «جيش الإسلام» باختطاف القيادي في المجلس، العقيد أبو محمد الکردي، من منزله، بعد اقتحام مدينة عربين بالغوطة الشرقية، فيما أعلن عن مقتل نعمان عوض أبو عصام، رئيس هيئة الخدمات العسكرية في «جيش الإسلام».
وأشار المرصد إلى تمدّد الاشتباكات بين الطرفين إلى داخل مدن الغوطة وبلداتها، لافتاً إلى أن الاشتباكات عاودت تجددها فجراً بشكل عنيف على محاور في أطراف مدينة عربين وأطراف بلدة بيت سوى، وسط استهدافات متبادلة بين طرفي القتال، وجاء تجدد الاشتباكات بعد تمكن «فيلق الرحمن» و«تحرير الشام» ليلاً من التقدم، واستعادة السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة، وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة خلفت خسائر بشرية مؤكدة في صفوف الطرفين.
يأتي ذلك في وقت لا يزال فيه الشلل مستمراً في حركة المواطنين، بحسب المرصد، في الغوطة، حيث تعاني مئات العائلات الموجودة في المنطقة الواقعة بين مدينة زملكا وبلدة حزة أوضاعاً إنسانية صعبة مع استمرار الاقتتال، حيث وجهوا مناشدات لفك الحصار عنهم بسبب عدم قدرتهم على تأمين مستلزماتهم اليومية، أو حتى تأمين المياه، وذلك منذ اليوم الأول من الاقتتال بين الطرفين.
وذكر المجلس العسكري لمدينة دمشق، عبر بيان صادر عنه، أن «جيش الإسلام» أجبر الكردي على الإدلاء بتصريحات واعترافات لا تمت للواقع بأي صلة.
وطالب المجلس قيادة وأعضاء «جيش الإسلام» بالإفراج الفوري عن العقيد وكل المعتقلين لديه، وأدان ما سماه «العمل القمعي بحق الضباط المنشقين»، وطالب «الفصائل الثورية بعدم زجهم وإدخالهم في النزاعات المسلحة فيما بينهم، وقيادة (جيش الإسلام) بالكف الفوري عن الاعتداء، والعودة إلى جادة الصواب». وتواصلت الاشتباكات بشكل عنيف بين «جيش الإسلام» من جهة، و«هيئة تحرير الشام» و«فيلق الرحمن» من جهة أخرى، في الغوطة الشرقية، خصوصاً في بلدة سوى التي تمكن الأخير من السيطرة عليها عقب تمكن عناصره من التسلل فجراً إلى داخل البلدة، حيث سقط فيها كثير من القتلى والجرحى من الطرفين
ودارت معارك عنيفة في مدينة عربين بين الأطراف المتناحرة أدت لسقوط 3 قتلى في صفوف المدنيين، بحسب شبكة «شام» المعارضة.
نقل موقع «قاسيون» أن مجموعة كاملة من ميليشيا «حزب الله» اللبناني، لقيت مصرعها مساء الأربعاء، بانفجار لغم أرضي في مدجنة على جبهة «الزيات» بالغوطة الغربية في ريف دمشق.
جاء ذلك بعد أن تمكنت مجموعة من المعارضة السورية من التسلل إلى المنطقة التي تعد جبهة عسكرية بين الطرفين، وزرع اللغم، دون وصول حصيلة أولية بعدد القتلى حتى الآن.
وشنّت ميليشيا «حزب الله» اللبناني قصفاً مدفعياً عنيفاً على مناطق سيطرة المعارضة عقب التفجير، في محاولة منها لسحب جثث قتلاها، بحسب ما أفاد ناشطون.
استمرار القصف على «المناطق الهادئة»... واقتتال الغوطة يتمدد
قتلى لميليشيا «حزب الله» اللبناني بريف دمشق
استمرار القصف على «المناطق الهادئة»... واقتتال الغوطة يتمدد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة