قوات الاحتلال تقتل مستوطناً حاول طعن مجندة

أراد الانتحار فقرر مهاجمة حاجز إسرائيلي

قوات الاحتلال تقتل مستوطناً حاول طعن مجندة
TT

قوات الاحتلال تقتل مستوطناً حاول طعن مجندة

قوات الاحتلال تقتل مستوطناً حاول طعن مجندة

قتل الجنود الإسرائيليون مستوطنا يهودياً شاباً، تبين أنه كان ينوي الانتحار، فهاجم مجندة يهودية بالسكين. وقد قتله الجنود في المكان.
وقع الحادث مساء أول من أمس، على حاجز حزمة العسكري، شمال شرقي القدس. وتبين من التحقيقات التي نشرتها الشرطة، أمس، أن شابا يهوديا (19 عاما) من القدس، تقدم راكضا من الجهة الإسرائيلية للحاجز باتجاه الجنود. واقترب من مجندة يهودية ترابط في المكان وهو يحمل آلة حادة بيده. وقبل أن يتمكن من الوصول إليها، قام أحد الحراس بإطلاق النار عليه، وقال الجندي إنه حسبه «إرهابيا فلسطينيا».
وحاول طاقم الإسعاف الذي وصل إلى المكان تقديم العلاج للمستوطن، لكنه توفي متأثرا بجراحه. وتبين بعد قتله، بأنه كان يحمل سكينا صغيرة. وفي وقت لاحق، اتضحت هوية الشاب وتبين أنه من سكان مستوطنة «غبعات زئيف» القريبة من الحاجز ويقيم مع والدته، ولسبب غير واضح لم يتم تجنيده للجيش. واتضح خلال التحقيق، أنه عانى، في الآونة الأخيرة، من أزمة نفسية. وتبين بعد ساعات من وقوع الحادث، أنه ترك رسالة يعلن فيه نيته الانتحار. وقال صديقه للشرطة، إنه سمع منه قبل أيام، بأنه يعاني من أزمة نفسية صعبة، وأنه إذا حدث له شيء فسيجد رسالة منه في مكان حدده له. وكتب القتيل في الرسالة، أنه لا يثق بأي شخص ووصف حالته باليائسة. وتكهنت دوائر الشرطة أن يكون الشاب قد سعى إلى وضع حد لحياته.
المعروف أن الجنود الإسرائيليين يقدمون على قتل فلسطينيين بهذه الطريقة، خصوصا في السنتين الأخيرتين. فهم يسارعون إلى استخدام السلاح الناري. وقد اتهم الفلسطينيون إسرائيل بتنفيذ عمليات إعدام بلا أدنى حد من الفحص، حيث حصل في مرات كثيرة، أن يكون الضحية إنسانا عاديا لا يحمل سلاحا أصلا، ولا ينوي تنفيذ عملية، أو إنسانا مختلا عقليا يتقدم من الجنود من دون أي حسابات سياسية. والسلطات الإسرائيلية لا تعالج هذه الظاهرة بجدية، لذلك يتم تكرارها. وهذه المرة، عندما وقعت ضحية يهودية لهذا النهج، بدأت تسمع آراء تطالب الجنود بالتروي قبل اتخاذ القرار بالقتل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».