إسرائيل تهدد بطرد الأمم المتحدة من مقرها في القدس الشرقية

انتقاماً من قرار {يونيسكو} إدانتها في موضوعي القدس وغزة

إسرائيل تهدد بطرد الأمم المتحدة من مقرها في القدس الشرقية
TT

إسرائيل تهدد بطرد الأمم المتحدة من مقرها في القدس الشرقية

إسرائيل تهدد بطرد الأمم المتحدة من مقرها في القدس الشرقية

هاجمت الحكومة الإسرائيلية منظمة اليونيسكو بشدة، على قرارها الثالث الصادر حول الاحتلال الإسرائيلي للقدس، واعتبرته قراراً معادياً للشعب اليهودي، وقررت تقليص مساهمتها المالية في موازنة الأمم المتحدة بمبلغ مليون دولار، وهددت بطرد الأمم المتحدة من مقرها القائم في مركز المندوب السامي، على قمة جبل المكبر، في القدس الشرقية المحتلة.
وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن «القدس الموحدة هي عاصمة الشعب اليهودي، رغم محاولة اليونيسكو اليوم إنكار هذه الحقيقة البسيطة. نحن نكفر باليونيسكو ونؤمن بحقيقتنا فقط، وهي الحقيقة». كما تطرق رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، إلى الموضوع، وقال خلال لقاء مع الدبلوماسيين الأجانب: «غالبيتكم أصغر مني، ولدتم في واقع كانت فيه القدس عاصمة لإسرائيل. أنتم لا تعرفون واقعاً آخر. منذ أيام ديفيد الملك، لم ولن يكون هناك واقع آخر. حان الوقت لإنهاء العبث. حان الوقت للاعتراف بالقدس عاصمة رسمية لإسرائيل، بشكل واقعي وليس فقط حسب القانون. حان الوقت لنقل كل السفارات الرسمية إلى القدس». وتوجهت مجموعة من قادة حزب الليكود الحاكم إلى نتنياهو برسالة، تعمدوا نشرها على الملأ، تطالب بطرد الأمم المتحدة من مقرها في القدس، القائم في مقر المندوب السامي على قمة جبل المكبر.
وفي تعقيب الوزراء والنواب الإسرائيليين على القرار، قال وزير الأمن أفيغدور ليبرمان: «بكلمة واحدة، هذا عار». وقال وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس: «الرد الحقيقي على قرار اليونيسكو، وعلى كل من يشكك بحقنا في القدس، هو تمرير قانون القدس الكبرى الذي يحدد توسيع حدود القدس وتعزيز الغالبية اليهودية فيها». كما انضم رئيس المعسكر الصهيوني المعارض، إسحاق هرتسوغ إلى الشاجبين، وقال إن «القرار عار لا سامٍ، ومعادٍ لإسرائيل، ويزوّر تاريخ الشعب اليهودي وارتباطه الذي لا يتزعزع بعاصمته إلا بدية القدس. قرار تعيس ولا توجد له أي مكانة، وسيجد طريقه إلى مزبلة التاريخ، تماماً مثل اتهام الصهيونية بالعنصرية».
وأعلن نتنياهو أنه قرر تقليص مبلغ مليون دولار أخرى من رسوم عضوية إسرائيل السنوية في الأمم المتحدة، علما بأن إسرائيل كانت قد دفعت للأمم المتحدة في عام 2016 مبلغ 11.7 مليون دولار، وفي أعقاب القرار 2334 في مجلس الأمن ضد الاستيطان، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أصدر نتنياهو قراراً بتقليص 6 ملايين دولار من الأموال التي يجري تحويلها إلى الأمم المتحدة. وقبل نحو شهر، وفي أعقاب قرار المجلس لحقوق الإنسان ضد الاستيطان، أصدر نتنياهو تعليمات بتقليص مليوني دولار. وبعد التقليص، الذي أعلن عنه أمس، يتوقع أن تصل رسوم العضوية السنوية التي ستدفعها إسرائيل إلى الأمم المتحدة في هذا العام إلى 2.7 مليون دولار.
وكانت اليونيسكو، قد أصدرت قرارا ينتقد إسرائيل في موضوع القدس وغزة. وتم اتخاذ القرار بغالبية أقل من القرارات السابقة المتعلقة بإسرائيل، وصوت ضده كثير من الدول، بعد أن قاد الضغط الإسرائيلي والأميركي إلى تفكيك الصفقة، التي تم التوصل إليها بين دول عربية، بادرت إلى القرار وبين ألمانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي. وهدفت الصفقة إلى منع الدول الأوروبية من التصويت ضد القرار. وصوتت إلى جانب القرار 22 دولة، وامتنعت عن التصويت 23.
وكان القرار الذي صودق عليه مخففا أكثر من القرارات السابقة، التي صادقت عليها اليونيسكو بشأن القدس وإسرائيل. ففي إطار «الصفقة» قدمت الدول العربية والفلسطينيون تنازلات ملموسة، في مقدمتها شطب أي ذكر أو تطرق إلى المسجد الأقصى أو الحرم الشريف من نص القرار. والأجزاء التي تم شطبها هي تلك التي كانت قد أغضبت إسرائيل، وجعلتها تجمد تعاونها مع اليونيسكو. كما أضيف إلى نص القرار عبارة تقول إن القدس مهمة للديانات السماوية الثلاث: اليهودية، المسيحية والإسلامية. ورغم التخفيف الملموس في نص القرار، فإن إسرائيل لم تحب «الصفقة» بين الأوروبيين والعرب.
وقال مسؤولون في الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل مارست خلال الأيام الأخيرة ضغطا كبيرا على عدة دول أوروبية من أجل الانسحاب من الصفقة مع الدول العربية والتصويت ضد القرار. وأعربت عن أملها بأن يؤدي انسحاب، ولو دولة أوروبية واحدة من الصفقة، إلى تفجيرها. وكانت إسرائيل تعرف أن تفجير الصفقة سيمنع الدول العربية من تقديم مشروع قرار جديد ومتشدد أكثر بسبب الجدول الزمني القصير. ومورس الضغط بشكل خاص على إيطاليا التي التزمت بعد تصويتها لصالح قرار سابق بشأن القدس، بمعارضة كل قرار ضد إسرائيل في اليونيسكو. وقد أقنع السفير الإسرائيلي لدى اليونيسكو نظيره الإيطالي، بعد أن ذكره بالتعهد الإيطالي، فقام السفير الإيطالي بإقناع رئيس حكومته بمعارضة القرار. ويوم الاثنين الماضي أعلنت إيطاليا أنها تنوي التصويت ضد القرار وكسر الإجماع الأوروبي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.