تثبت الضربات الأمنية السعودية على عناصر وأوكار وخلايا التنظيمات الإرهابية، اكتشاف كثير من القصص التي تحيكها التنظيمات، ومنها تنظيم داعش الإرهابي، ليس فقط حصراً في محاولتهم استهداف المصلين في المسجد النبوي في يوليو (تموز) الماضي، بل أيضاً في ادعاءاتهم الإسلامية التي أحلّت الحرام وحرّمت الحلال في المفهوم الفقهي الإسلامي، وبرزت بالأمس في قصص الغدر والتصفية داخل صفوفهم الدموية.
وكشف بيان وزارة الداخلية أمس عن نتائج التحقيقات بعد مداهمة وكر ما يعرف بـ«خلية الحرازات» في جدة، التي تمت في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، ونتج عنها القبض على 46 متهماً من جنسيات مختلفة، يجري التحقيق معهم.
وكشفت الداخلية السعودية عبر متحدثها الأمني، اللواء منصور التركي، أن نتائج التحقيقات والفحوص الفنية ورفع الآثار من مواقع «الحرازات» إقدامهم على قتل أحد عناصرهم، لشكهم في أنه ينوي القيام بتسليم نفسه للجهات الأمنية، ولخشيتهم من افتضاح أمرهم قاموا بتصفيته، بعد موافقة قيادة التنظيم خارج السعودية، التي أمرتهم بتنفيذ العملية وقتله بواسطة تسديد رصاصة على مقدمة الرأس من سلاح ناري مزود بكاتم صوت.
والإرهابي الذي تم تمت تصفيته عبر عناصر الخلية، هو مطيع الصيعري، وتأتي فصول الحكاية الإرهابية بقتله بعد مقتل شقيقه الإرهابي، طايع الصيعري، في عملية أمنية ناجحة أوائل شهر يناير الماضي في حي الياسمين بالعاصمة الرياض، والشقيقان يعدّان خبيرين في تصنيع الأحزمة الناسفة التي كانت التكوين الأساس لاستهداف مسجد قوات الطوارئ بمنطقة عسير أغسطس (آب) 2015، وكذلك محاولة استهداف المسجد النبوي، والعملية التي وقعت بالقرب من أحد المستشفيات الخاصة بمدينة جدة.
ويرى الدكتور خالد البكر أستاذ السلوك التنظيمي، أن التصفية داخل التنظيمات المتطرفة، أمر واقعي تنتهجه كل الأفكار الإرهابية، لكنها تشير بشكل كبير إلى وجود حالة إحباط وشكوك في أعمالهم الإجرامية، واعتبر أن السلوك العدواني غالباً ما يضع كل الاعتبارات الودية في خانة النسيان للمضي في أهداف قادتهم.
وأضاف البكر، أن العلاقة بين الأطراف الإرهابية لها نسق واحد يعتمد على الإطلاق ونفي الآخر ولو كان أيضاً من ضمن معتنقي الفكر المتطرف، وأشار خلال حديثه إلى أن وجود أطراف عائلية داخل الخلية الواحدة دائماً ما يكون لديهم نقطة شكّ، ويعتبرون أن تلك الخلايا المرتبطة بالدم تتطلب منهجاً مختلفاً في التعامل، إما الاختفاء أو الإعدام لعناصره أو الإيعاز بالقيام بواجبات القتل ضد الآمنين، وأنه من الطبيعي حتمية العنف والتصنيف وفق قواعدهم السلوكية.
وتتوالى الضربات التي تعرض لها تنظيم داعش الإرهابي في قيادته المركزية بسوريا، بعد أن حطمت قوات الأمن السعودية آمال التنظيم بعد عمليتين كبيرتين في بيشة وقرب مكة المكرمة خلال أقل من أسبوع العام الماضي، أسقط الأولى وسيطها العملياتي عقاب العتيبي، وأنهت الثانية خلية كانت سبباً في عدد من الأعمال والجرائم الإرهابية. لكن الخلايا الأخطر التي تسمى «الخلايا العنقودية» أصبحت مفككة وتلقت ضربات أمنية، بفضل تمكن الأمن السعودية وتتبع عناصره، وهذه الخلايا وفق حديثه تدار عبر وسيط عملياتي ويتم التنسيق مع التنظيم، حيث تقدم المعلومات ويتم تحليلها ومنها يتم التوجيه، وهو ما افتقده التنظيم.
ويحاول تنظيم داعش الذي يتلقى ضربات على معاقله في سوريا والعراق، أن يعكس جزءاً من تلك الفوضى وعدم الاستقرار الأمني والسياسي في محيط مواقعه إلى الداخل السعودي، لكنه أصبح ضعيفاً في جمع مؤيدين له في السعودية نتيجة الحماية الكبرى المحيطة بالسعودية أمنياً وسياسياً، ودخول الأجهزة الأمنية حرباً لا هوادة فيها ضد المنتمين أو المتعاطفين مع «داعش».
الإعدام فريضة في أحكام «داعش»
الإعدام فريضة في أحكام «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة