تأييد سياسي وعسكري يمني لقرارات هادي «المفاجئة»

هادي في زيارة سابقة لمأرب (رويترز)
هادي في زيارة سابقة لمأرب (رويترز)
TT

تأييد سياسي وعسكري يمني لقرارات هادي «المفاجئة»

هادي في زيارة سابقة لمأرب (رويترز)
هادي في زيارة سابقة لمأرب (رويترز)

أجرى الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، تعديلا وزاريا على حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، شمل 4 حقائب وزارية، هي العدل والشؤون الاجتماعية والعمل والأشغال العامة والطرق ووزارة حقوق الإنسان، إلى جانب تعيين نائب في الوزارة الأخيرة. غير أن قرارات هادي لم تتوقف عند التعديل الوزاري، فقد أطاح بمحافظ عدن، اللواء عيدروس الزبيدي، وكذلك وزير الدولة، هاني بن بريك، والأخير أحيل إلى التحقيق في قرار إقالته.
وبالقدر الذي جاءت فيه قرارات الرئيس هادي مفاجئة، فإنها أدت إلى ردود أفعال متباينة في الساحة اليمنية، فقد لقيت تأييدا واسعا من مختلف الوزراء والمحافظين ورؤساء الأجهزة الأمنية والحكومية، بشكل عام، في حين انتقدتها بعض الأطراف، في إطار ما يوصف، في أي نظام، بالصراعات الداخلية، بحسب تعبير بعض المراقبين.
وفيما يتعلق بالتعديل الوزاري، فقد كان متوقعا منذ بضعة أسابيع، ويعتقد مراقبون أن قرار إقالة محافظ عدن، جاء على خلفية الوضع الذي يمكن وصفه بالهش، في مجال الخدمات في العاصمة المؤقتة (عدن)، مع تزايد الانتقادات للحكومة الشرعية إزاء التقصير الذي بدا واضحا في هذا المجال، رغم التحسن الذي طرأ على الجوانب الأمنية، في الآونة الأخيرة، ومحاصرة المجاميع الإرهابية والخلايا النائمة التي تتهم الحكومة مرارا صالح والحوثيين بتجهيزها في جنوب اليمن.
وفي الوقت الذي جاء فيه التعديل الوزاري بعد مرور عام على تشكيل حكومة بن دغر، فقد اعتبر مراقبون أن من حق الرئيس هادي إصدار القرارات المناسبة، في ضوء تقييمه لأداء المسؤولين، وفقا لحديث المحلل السياسي، باسم الحكيمي لـ«الشرق الأوسط»، الذي أشاد بأداء محافظ عدن السابق، عيدروس الزبيدي «في مرحلة مهمة وحرجة عندما أمسك بزمام الأمور وساهم بشكل كبير في تحسين الوضع الأمني في العاصمة المؤقتة عدن»، مطالبا الأطراف السياسية اليمنية بـ«تحمل المسؤولية».
ويذهب بعض المحللين إلى أن هناك استحقاقات تتعلق بالقوى اليمنية، فيما يتعلق بقرارات الرئيس هادي. يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء، الدكتور عبد الباقي شمسان إن «قرارات الرئيس عبده منصور هادي تأخذ جدلا كبيرا مع كل رزمة من قراراته لأنها متقطعة، وتخضع لتوازن القوى الوطنية، علاوة على عامل المحاصصة، وهذا يخلق جدلا واسعا»، ويضيف معلقا على تبديل محافظ عدن وإقالة الوزير بن بريك وإحالته إلى التحقيق بالقول لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا بد من تجميع السلطة في يد رئيس الجمهورية بصفته رئيسا للجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة»، ثم يؤكد ضرورة «تكامل يرتكز على قاعدة أن تقوية السلطة الشرعية هي قاعدة استعادة السلطة» في اليمن.
وضمن تعدد الآراء والمواقف إزاء قرارات هادي، يرى المحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي بأن تلك القرارات «لامست احتياجاً وطنياً ملحاً في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلاد، إن على مستوى الحكومة أو على مستوى السلطة المحلية في عدن، فالعاصمة المؤقتة أكثر ما تحتاجه هو تطبيع الأوضاع الأمنية والمعيشية، وتهيئتها لتكون قاعدة للدولة، وملاذا للسلطة الشرعية، ونموذجاً لنجاح السلطة الشرعية والتحالف، في استعادة الدولة وتعميق الشراكة الوطنية وإعادة العافية للحمة الوطنية والانتصار للمواطنة في ظل دولة القانون»، ويرى التميمي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يمكن لمشاريع متضادة أن تتعايش في مرحلة أكثر ما تحتاجه هو وحدة المشروع الوطني، وتماسك الموقف، فالتحدي لا يزال ماثلاً أمام الجميع وهو التحدي الذي يمثله الانقلابيون، الذين لم تنته المعركة معهم بعد، وينبغي أن ينصرف جهد الجميع نحو مواجهة هذا التحدي بكل السبل الممكنة عوضاً عن التوقف أمام ما يمكن وصفها بالبديهيات في إدارة الدولة»، وكنوع من شرح لموقف هادي بخصوص تغيير محافظ عدن، يشير التميمي إلى أن «العلاقة بين السلطة المحلية والحكومة انحدرت إلى مستوى لا يمكن السيطرة عليه، والحل هو في إعمال الرئيس لصلاحياته التي هي جوهر القوة التي تمثلها الشرعية في هذه المرحلة»، ويجزم بأن «هذه القرارات، بالمنظور البعيد، صمام أمان للمشروع الوطني، وسياج لحماية السلام والاستقرار والأمن الذي جاء بفضل تماسك اليمنيين ووحدتهم خلف الشرعية، وبفضل الإسناد العظيم الذي يقدمه التحالف العربي في هذه المرحلة الهامة من تاريخ البلاد».



مستوطنون إسرائيليون يقتلون فلسطينيين اثنين في نابلس بالضفة الغربية

مستوطن إسرائيلي بالضفة الغربية (أرشيفية - أ. ب)
مستوطن إسرائيلي بالضفة الغربية (أرشيفية - أ. ب)
TT

مستوطنون إسرائيليون يقتلون فلسطينيين اثنين في نابلس بالضفة الغربية

مستوطن إسرائيلي بالضفة الغربية (أرشيفية - أ. ب)
مستوطن إسرائيلي بالضفة الغربية (أرشيفية - أ. ب)

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن مستوطنين إسرائيليين قتلوا اليوم الاثنين فلسطينيين اثنين في نابلس بالضفة الغربية المحتلة.

ونقلت الوكالة عن صلاح بني جابر، رئيس بلدية عقربا، جنوب نابلس، إن عبد الرحمن ماهر بني فضل (30 عاما) ومحمد أشرف بني جامع (21 عاما)، قتلا على يد مستوطنين إسرائيليين خلال هجوم على خربة الطويل.

وأضاف رئيس البلدية «حوالي 50 مستوطناً، عدد كبير منهم مسلحون، هاجموا سكان خربة الطويل شرق عقربا.. أطلقوا النار تجاه الشباب مما أدى إلى استشهاد اثنين من الشباب وإصابة آخرين».

وتصاعدت التوترات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة منذ أن شنت إسرائيل هجوماً عسكرياً في قطاع غزة بعد هجوم عبر الحدود شنته حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وتظهر سجلات وزارة الصحة الفلسطينية أن 460 فلسطينياً على الأقل في الضفة الغربية قُتلوا على أيدي القوات الإسرائيلية أو المستوطنين منذ بدء الحرب في غزة.
وفي نفس الفترة، قُتل 13 إسرائيليا على الأقل، بينهم اثنان من أفراد القوات الإسرائيلية، على أيدي فلسطينيين في الضفة الغربية، بحسب إحصاء إسرائيلي.


أمين عام الأمم المتحدة يحذر من خطر «صراع مجتمعي شامل» في دارفور

غوتيريش: أي هجوم على الفاشر سيكون مدمراً بالنسبة للمدنيين وقد يؤدي إلى صراع مجتمعي شامل (أ.ف.ب)
غوتيريش: أي هجوم على الفاشر سيكون مدمراً بالنسبة للمدنيين وقد يؤدي إلى صراع مجتمعي شامل (أ.ف.ب)
TT

أمين عام الأمم المتحدة يحذر من خطر «صراع مجتمعي شامل» في دارفور

غوتيريش: أي هجوم على الفاشر سيكون مدمراً بالنسبة للمدنيين وقد يؤدي إلى صراع مجتمعي شامل (أ.ف.ب)
غوتيريش: أي هجوم على الفاشر سيكون مدمراً بالنسبة للمدنيين وقد يؤدي إلى صراع مجتمعي شامل (أ.ف.ب)

صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، بأن الهجمات العشوائية التي «تقتل وتصيب وتروع المدنيين» في السودان يمكن أن تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ودق ناقوس الخطر بشأن تصاعد القتال في ولاية شمال دارفور.

ووفق «رويترز»، قال للصحافيين بمناسبة مرور عام على الصراع في البلاد: «التقارير الأخيرة عن تصاعد الأعمال القتالية في الفاشر، عاصمة الولاية، هي سبب جديد للقلق البالغ».

وأضاف: «دعوني أكن واضحاً: أي هجوم على الفاشر سيكون مدمراً بالنسبة للمدنيين، وقد يؤدي إلى صراع مجتمعي شامل في جميع أنحاء دارفور».

واندلعت الحرب في السودان قبل عام بين الجيش و«قوات الدعم السريع» شبه العسكرية.

وقال غوتيريش للصحافيين: «المشكلة الأساسية واضحة... هناك جنرالان اختارا الحل العسكري ويعرقلان حتى الآن جميع جهود الوساطة الجادة».

وقالت الأمم المتحدة إن زهاء 25 مليون شخص؛ أي نصف سكان السودان، في حاجة لمساعدات، وإن نحو ثمانية ملايين فروا من منازلهم. واجتمع مانحون في باريس (الاثنين) للتعهد بتقديم مساعدات إنسانية.

وأوضح غوتيريش أن ميليشيات تابعة لـ«قوات الدعم السريع» هاجمت مطلع الأسبوع وأحرقت قرى غرب الفاشر، عاصمة شمال دارفور.

ومضى قائلاً إن أي هجوم على الفاشر «من شأنه أيضاً الإضرار بعمليات الإغاثة في منطقة على شفا المجاعة بالفعل؛ لأن الفاشر كانت دائماً مركزاً إنسانياً مهماً للأمم المتحدة».

ونبهت هيئة عالمية معنية بالأمن الغذائي تدعمها الأمم المتحدة الشهر الماضي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية «لمنع انتشار الموت على نطاق واسع، والانهيار الكامل لسبل العيش، وتجنب أزمة جوع كارثية في السودان».


الهجوم الإيراني يغيّر الدفاعات الاستراتيجيّة في المنطقة

ملصق ضخم وسط طهران محتفياً بصواريخ عملية «الوعد الصادق» الإيرانية (إ.ب.أ)
ملصق ضخم وسط طهران محتفياً بصواريخ عملية «الوعد الصادق» الإيرانية (إ.ب.أ)
TT

الهجوم الإيراني يغيّر الدفاعات الاستراتيجيّة في المنطقة

ملصق ضخم وسط طهران محتفياً بصواريخ عملية «الوعد الصادق» الإيرانية (إ.ب.أ)
ملصق ضخم وسط طهران محتفياً بصواريخ عملية «الوعد الصادق» الإيرانية (إ.ب.أ)

معلوم أن لكل دولة ثقافة استراتيجيّة تتكوّن بفعل تراكمات عديدة من التجارب التاريخيّة، إن في الحرب أو السلم، وبحسب ما تنظر هذه الدول إلى نفسها ودورها بين مجموع الدول. وعلى هذه الثقافة، تقوم وترتكز كل من العقيدة الاستراتيجيّة، والعقيدة العسكريّة القتاليّة. وذلك إرث تاريخي نادراً ما تتخلّى عنه الدول.

تبعد إسرائيل جغرافيّاً عن إيران ما يقارب 1500 كلم. ولدى إسرائيل الوسائل العسكريّة المتطوّرة للوصول إلى قلب إيران. تعوّض إيران عن البُعد الجغرافيّ عبر شبكة من الوكلاء، تمتدّ من اليمن إلى غزّة، مروراً بالعراق وسوريا ولبنان.

يحتل لبنان في هذه الشبكة مركز الثقل، ما يعيدنا إلى الثقافة الاستراتيجيّة الإيرانيّة التي تقوم على أبعاد متنوعة، أهمها القتال بالواسطة، والسعي الدائم للتوسّع غرباً نحو العراق، والهلال الخصيب.

في المقابل، تعتمد إسرائيل العقيدة الاستراتيجيّة القائمة على مثلث الردع، والإنذار المبكر، والحسم السريع. ولكي يتحقّق الردع، ويمنع العدو من الاستعداد لحرب كبرى ضدّها، تعتمد مبدأ «الحرب بين الحروب».

أما إيران فتعتمد مبدأ الصبر الاستراتيجيّ. بكلام آخر على ما يقول المثل الشعبي: «تمسْكن، حتى تتمكّن»؛ أي الصبر في البناء، والسرعة في الردّ عندما تسمح الجهوزيّة، والعودة بعدها إلى مسار الثقافة الاستراتيجيّة؛ أي الصبر والانتظار، لاستغلال أيّ فراغ استراتيجيّ للاستفادة منه قدر الإمكان.

عملية «الوعد الصادق» الإيرانية

قلبت هذه العملية ولو مؤقّتاً كل المفاهيم الاستراتيجيّة لدى إيران وإسرائيل. فبدل الصبر الاستراتيجيّ، انتقلت إيران إلى الهجوم، مستغلّة الفراغ الاستراتيجيّ، كما استغلال منظومة الوكلاء التي عملت ولا تزال تعمل على تثبيتها.

كذلك الأمر، تيقّنت إيران أن إسرائيل غارقة في حرب غزّة، وهي ليست قادرة على شن حرب عليها، أو حتى على أحد وكلائها وفي طليعتهم «حزب الله» اللبنانيّ. وأخيراً استغلت إيران عدم رغبة الراعي الأميركي في الذهاب إلى حرب إقليميّة لا يريدها.

استعملت إيران في هجومها على إسرائيل، أفضل ما تملك من أسلحة وعلى رأسها المسيّرات، كما الصواريخ البالستيّة. وهي أعطت إشارات مسبقة على نيّتها في الهجوم، عبر تصريحات رسميّة وقنوات سريّة، ما ضرب عنصر المفاجأة، علماً أن مدّة طيران المسيرات من إيران إلى إسرائيل تقدّر بسبع ساعات، ما يضرب أصلاً أي مفاجأة. بالتالي يصح القول إن إيران كانت تخطّط مسبقاً إلى الإبلاغ بأنها وضعت «استراتيجيّة خروج» قبل العملية.

الردع الإسرائيلي

سقط الردع الإسرائيليّ مؤقتاً. كما سقط الردع الأميركيّ خاصة بعد تحذيرات الرئيس بايدن لكل من إيران وإسرائيل. فهو كان قد حذّر إيران من الضربة، وحالياً يحذر نتنياهو من الردّ على الضربة. وفي هذا الإطار، اعتمدت إسرائيل الردع السلبيّ مخالفة بذلك ثقافتها الاستراتيجيّة، وذلك عبر منع المسيرات والصواريخ الإيرانيّة من السقوط على أراضيها. لكنها قريباً قد تعود إلى الردع الإيجابي عبر أخذ المبادرة والهجوم، لكن بعد الأخذ بعين الاعتبار كل التحوّلات التي أحدثها الهجوم الإيراني.

ظهّرت هذه العملية التقدّم التكنولوجي الغربيّ، مقابل التكنولوجيا الإيرانيّة. لكن هذه العملية، سوف تشكّل مسرح اختبار للأسلحة التي استُعملت.

بعد هذه العملية، انتقل مبدأ الصبر الاستراتيجيّ من إيران إلى إسرائيل وإن مُرغمة، ما يخالف كل الثقافة الاستراتيجيّة الإسرائيليّة التي تعتمد مبدأ «الاستباق»، من ضمن مفهوم «الحرب بين الحروب».

وأثبتت هذه العملية، والنجاح الإسرائيليّ والغربيّ أنه يمكن إيجاد وابتكار وسائل تكنولوجية حديثة، تكون قادرة على التعامل مع خطر المسيّرات والصواريخ المستجدّ. وبذلك، قد يمكن لأميركا وإسرائيل ضرب مبدأ «التكافؤ الاستراتيجيّ» الذي تسعى لتحقيقه إيران عبر المسيّرات، والصواريخ البالستيّة، وضمناً شبكة الوكلاء.

اعتمدت إيران المبدأ الذي يقول: إذا كنت غير قادر على مجاراة الآخر والفوز عليه، فما عليك إلا أن تغيّر قواعد اللعبة. فهي تعدّ أنها حتى ولو لم تكن قادرة على خرق الدفاعات الجويّة الإسرائيليّة، فذلك لا ينطبق على دول المنطقة. فهل تشارك بريطانيا وأميركا بالدفاع عن أجواء الحلفاء في المنطقة؟

أرادت إيران عبر هذا الرد استرداد المصداقيّة لدى وكلائها. فهي مديرة المسرح كما وحدة الساحات. فكيف لا تردّ وهي كانت المستهدفة؟

سيناريوهات المرحلة المقبلة

غيّر الهجوم الإيرانيّ الديناميكيّة الاستراتيجيّة في المنطقة. فلا يمكن لإيران التكرار. ولا يمكن لإسرائيل أن تصبر. وعليه، فقد انتقلت الاندفاعة والمبادرة من يد إيران إلى يد إسرائيل وأميركا. حالياً تنتظر إيران الردود، مع محاولة الاستغلال الأكبر خاصة في الخطاب والإعلام لما قامت به. لكن الهجوم الإيراني سيزيد تمسك إسرائيل بضرورة التصدي لأذرع إيران في المنطقة، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق. فإذا كانت إيران قادرة على شن هجوم المسيرات والصواريخ من داخل أراضيها البعيدة عن إسرائيل، فكيف لو تمكنت من نقل هذه الأسلحة إلى حلفائها القريبين من إسرائيل؟! قد تخسر إسرائيل في هذه الحال عنصر الوقت الذي استغلته مع الأميركيين لإسقاط المسيرات قبل وصولها.

وتكمن خطورة العملية الإيرانيّة أيضاً في أنها قد تحوّل الاهتمام العالميّ عمّا يجري في قطاع غزّة، إلى خطورة اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل. وعليه، ولإرضاء نتنياهو، قد توافق أميركا على عملية رفح بمواصفات أميركيّة.


مصر: السجن المشدد 15 عاماً لسائق واقعة «فتاة الشروق»

حبيبة الشماع (صور متداولة على منصة إكس)
حبيبة الشماع (صور متداولة على منصة إكس)
TT

مصر: السجن المشدد 15 عاماً لسائق واقعة «فتاة الشروق»

حبيبة الشماع (صور متداولة على منصة إكس)
حبيبة الشماع (صور متداولة على منصة إكس)

عاقبت محكمة جنايات القاهرة، الاثنين، السائق المتسبب في وفاة الفتاة حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميّاً بـ«فتاة الشروق»، والتي لفظت أنفاسها الشهر الماضي متأثرة بإصابة خطيرة جراء قفزها من سيارة أجرة تابعة لأحد التطبيقات الذكية، بالسجن المشدد 15 عاماً، وغرامة 50 ألف جنيه مصري (حوالي 1000 دولار)، وإلغاء رخصة القيادة الخاصة به، وذلك في أولى جلسات محاكمته.

وشغلت واقعة «فتاة الشروق» الرأي العام المصري ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الماضية، فيما قررت سلطات التحقيق، في 25 مارس (آذار) الماضي، إحالة سائق السيارة، التي قفزت منها الفتاة، إلى محكمة الجنايات المختصة، بعدما نسبت إليه تهم: «الشروع في خطف المجني عليها بطريق الإكراه، وحيازته جوهر الحشيش المخدر في غير الأحوال المصرح بها قانوناً، وقيادته مركبة آلية حال كونه واقعاً تحت تأثير ذلك المخدر».

وخلال أولى جلسات المحاكمة، التي عُقدت الاثنين، وسط إجراءات أمنية مشددة داخل وخارج قاعة المحكمة. ظهر السائق مُمسكاً بالمصحف في يده، فيما قامت المحكمة بسؤاله عن ارتكابه الواقعة فأنكر ذلك.

ووفق تحقيقات النيابة العامة فإن «السائق استغل سيارته لارتكاب جرمه»، وقالت إنه «دفعها للموت دفعاً». بعدما شرع في «خطف المجني عليها داخل سيارته»، وما أن «قفزت من سيارته، غادر موقعه وتناول مخدره». وطالبت النيابة المحكمة بالقصاص للمجني عليها.

من جانبه، طلب دفاع السائق، ببراءة موكله، وفند الاتهامات الموجهة له، بداعي «خلل في التحريات»، نافياً «نية الخطف»؛ لأنه لم يغلق أبواب السيارة.

واستمعت المحكمة إلى دفاع الشماع، الذي أكد أن «المتهم لديه عدة سوابق في التحرش بالفتيات ومضايقتهن، حتى وصلت الشكاوى ضده خلال عام 2020 فقط إلى 13 شكوى».

وكانت الفتاة (24 عاماً) دخلت على أثر الواقعة في غيبوبة لمدة 21 يوماً، فيما اتهمت أسرتها السائق بـ«محاولة خطفها»، بينما قالت تحريات أجهزة الأمن إن السائق المتهم كان ينوي التحرش بها.

وقالت النيابة العامة، في بيان عن تحقيقاتها بالواقعة، إنه بسؤال أول من شاهد المجني عليها، محاولاً إسعافها بعد أن ألقت بنفسها من سيارة المتهم، ذكرت له أن المتهم أراد خطفها، وقالت نصاً: «كان عايز يخطفني».

ولفتت إلى أن الممثل القانوني لشركة النقل الذكي شهد أن المتهم أُغلق حسابه عبر تطبيق الشركة من قبل، لكثرة شكاوى مستخدمي التطبيق ضده، إلا أنه أنشأ حساباً آخر عن طريق استخدام رقم قومي (بطاقة هوية) آخر، استطاع من خلاله إعادة استخدام التطبيق.

وحسب التحقيقات، فإن المتهم تعاطى «حشيشاً مخدراً» ظهر في تحليل عينتي الدم والبول المأخوذتيْن منه، وأثبت ذلك تقرير الطب الشرعي.

الخبير القانوني والمحامي بالنقض محمود البدوي، أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن عقوبة الخطف بالتحايل، كما جاء بواقعة «فتاة الشروق»، تشير إليه المادة 290 من قانون العقوبات، والتي استندت إليها هيئة المحكمة، حيث تنص على أن «كل من خطف بالتحايل أو الإكراه شخصاً، يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن عشر سنين، فإذا كان الخطف مصحوباً بطلب فدية تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن 15 سنة ولا تزيد على 20 سنة، أما إذا كان المخطوف طفلاً أو أنثى، فتكون العقوبة السجن المؤبد، ويحكم على فاعل جناية الخطف بالإعدام إذا اقترنت بها جريمة مواقعة المخطوف أو هتك عرضه».

وعن واقعة حيازة المتهم لمواد مخدرة، أوضح أن العقوبة استندت إلى المادة 37 من القانون نفسه، التي تنص على أن «يسجن الشخص الذي توجد في حيازته مخدرات بالحبس المشدد، كما ينص القانون أيضاً على الحكم على المتعاطي للمخدرات بالغرامة المالية والتي تتراوح بين 10 و50 ألف جنيه»، حيث إن قيمة الغرامة المالية تحدد من قبل المحكمة التي تنظر في القضية.

ويبيّن «البدوي» أنه فيما يخص جريمة القيادة تحت تأثير المخدر، فإن المادة 76 من قانون المرور الجديد نصت على معاقبة كل من قاد مركبة وهو تحت تأثير مخدر أو مسكر أو السير عكس الاتجاه في الطريق العامة داخل المدن أو خارجها بالحبس مدة لا تقل عن سنة.


غروندبرغ يدعو إلى فصل الأزمة اليمنية عن الصراع في المنطقة

المبعوث الأممي إلى اليمن يخشى من انهيار مساعي السلام وعودة الاقتتال (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن يخشى من انهيار مساعي السلام وعودة الاقتتال (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ يدعو إلى فصل الأزمة اليمنية عن الصراع في المنطقة

المبعوث الأممي إلى اليمن يخشى من انهيار مساعي السلام وعودة الاقتتال (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن يخشى من انهيار مساعي السلام وعودة الاقتتال (الأمم المتحدة)

دعا المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن، الاثنين، إلى فصل الأزمة اليمنية عن قضايا الصراع في المنطقة، معبّراً عن انزعاجه من التصعيدين الميداني والاقتصادي بين الحكومة اليمنية والحوثيين.

واعترف المبعوث بأن جهوده الرامية إلى إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية تعثرت بفعل التطورات الإقليمي، في إشارة الأحداث في غزة ودخول الحوثيين على خط مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، وتصنيفهم بشكل خاص على لائحة الإرهاب الأميركية.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

وقال: «إننا نجتمع في لحظة خطيرة بشكل خاص في الشرق الأوسط. إن الحاجة إلى وقف التصعيد الإقليمي باتت ضرورة ملحة. وأشاطر الأمين العام قلقه بشأن خطر التصعيد الإقليمي ودعوته جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس».

وأضاف: «يتعيّن على المنطقة، وبدعم المجتمع الدولي، أن تسعى إلى إيجاد سبل للتعايش تعتمد على بناء الثقة بشكل تدريجي، و الأمن المشترك والابتعاد عن عقلية المحصلة الصفرية المتمثلة في تحقيق النصر على حساب الآخرين».

وشدد غروندبرغ على أنه يتوجب ضمان ألا يتم ربط حل الصراع في اليمن بتسوية القضايا الأخرى، وقال: «يجب ألا نجازف بفرصة اليمن في تحقيق السلام وتحويلها خسائر ثانوية».

وعبّر المبعوث عن خيبة أمله هذا العام لعدم إطلاق المزيد من الأسرى والمحتجزين اليمنيين، وتابع بالقول: «تم إطلاق سراح أكثر من 900 معتقل في العام الماضي؛ مما سمح لهم بقضاء العيد مع عائلاتهم وأحبائهم. وللأسف، هذا العام، لم يتم إطلاق سراح المعتقلين الذين كنا نأمل أن يتم إطلاق سراحهم في الوقت المناسب لقضاء العيد مع أهاليهم. والأحباء لا يزالون رهن الاحتجاز».

وبدلاً من تضييق الخلافات وبناء الثقة بين الحكومة اليمنية والحوثيين كشف المبعوث الأممي، عن أنه «يشعر بالانزعاج من التباين المتزايد الواضح بين الطرفين».

عملة معدنية غير قانونية سكّها الحوثيون أخيراً وأثارت غضب الحكومة اليمنية (إكس)

وقال: «على الصعيد الاقتصادي، ينخرط الطرفان في إجراءات أحادية تهدّد بزيادة تشعّب النظام الاقتصادي. إن التحديات التي يواجهها الاقتصاد اليمني تتطلب استجابة استراتيجية ومنسقة تتماشى مع التسوية طويلة المدى للصراع».

وكان الحوثيون قاموا بسكّ عملة نقدية معدنية من فئة 100 ريال بشكل غير قانوني؛ وهو ما أثار سخط الحكومة اليمنية التي ردت بإمهال المصارف 60 يوماً لنقل مقارّها الرئيسية من صنعاء وبقية المناطق الخاضعة للحوثيين.

قلق من التصعيد

وأشار غروندبرغ إلى التصعيد الميداني في اليمن، وقال: «بينما لا يزال الوضع العسكري في جميع أنحاء البلاد تحت السيطرة مقارنة بالوضع قبل أبريل (نيسان) 2022، فقد شهدنا مؤخراً تصعيداً للأعمال العدائية على جبهات أمامية عدة».

وشدد على أن «ما يحتاج إليه اليمنيون في نهاية المطاف هو وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وتحسين الظروف المعيشية، واستئناف عملية سياسية شاملة تشرك بشكل هادف مجموعة واسعة من الأصوات، بما في ذلك النساء والشباب والمجتمع المدني والفئات المهمشة».

وأعاد التذكير بأن الأطراف اليمنية أعربت له في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عن استعدادها لتفعيل مجموعة من الالتزامات من خلال خريطة طريق الأمم المتحدة. واعترف بالقول: «لسوء الحظ، تعثر الزخم نحو التوصل إلى اتفاق بسبب الأحداث الإقليمية، التي أدت إلى تعقيد مجال الوساطة بشكل كبير».

أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين صادرتها واشنطن ونقلتها إلى أوكرانيا (الجيش الأميركي)

وتابع: «في غياب وقف إطلاق النار في غزة والإنهاء الكامل للهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن، فإن التهديد بمزيد من التصعيد لا يزال قائماً. التطورات الأخيرة المتعلقة بإيران وإسرائيل تؤكد مدى إلحاح هذه المسألة».

وأشار إلى أنه «يجب على المنطقة، بدعم من المجتمع الدولي، أن تبحث عن سبل للتعايش على أساس بناء الثقة المتزايد والأمن المتبادل والخروج عن عقلية المحصلة الصفرية المتمثلة في تحقيق النصر على حساب النصر». وفق تعبيره.

وأضاف: «أعتقد بقوة أننا مدينون لليمنيين بضمان ألا يكون حل الصراع في اليمن مشروطاً بحل القضايا الأخرى. لا يمكننا المخاطرة بفرصة اليمن في تحقيق السلام وتحولها أضراراً جانبية».

وحذّر المبعوث الأممي إلى اليمن من مغبة ترك الأزمة اليمنية دون حل، وقال: «إذا تركنا العملية السياسية في اليمن في غرفة الانتظار... فإن العواقب يمكن أن تكون كارثية، ليس فقط على اليمن، ولكن أيضاً على المنطقة الأوسع. إن التعامل مع الأطراف بشأن خريطة الطريق وعناصرها يمكن أن يساعد في فتح مساحة للحوار».

ودعا غروندبرغ الأطراف اليمنية إلى «الامتناع عن الإجراءات التصعيدية الأحادية الجانب والانخراط في حوار بحسن نية تحت رعاية الأمم المتحدة لإيجاد حلول مشتركة من خلال التعاون، وتحويل النزاعات فرصاً للسير على الطريق نحو الرخاء المشترك». وفق تعبيره.

وكان المبعوث الأممي عبّر في إحاطته السابقة أمام مجلس الأمن عن مخاوفه من عودة القتال في اليمن على نطاق واسع، حيث باتت مساعيه أكثر صعوبة في ظل التطورات الإقليمية وهجمات الحوثيين على السفن.


بايدن والسوداني يدعوان لتجنب تمدد الصراع بالشرق الأوسط

الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة الاثنين (أ.ف.ب)
الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة الاثنين (أ.ف.ب)
TT

بايدن والسوداني يدعوان لتجنب تمدد الصراع بالشرق الأوسط

الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة الاثنين (أ.ف.ب)
الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة الاثنين (أ.ف.ب)

رحب الرئيس الأميركي جو بايدن، برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في البيت الأبيض، ظُهر الاثنين، في أول زيارة يُجريها السوداني إلى البيت الأبيض وأول لقاء مع الرئيس الأميركي.

وقال بايدن في بداية اللقاء إنه يريد مناقشة الوضع في منطقة الشرق الأوسط في أعقاب هجمات إيران ضد إسرائيل، حيث تعاونت الولايات المتحدة مع إسرائيل على التصدي لهذه الهجمات. وكرر الرئيس الأميركي دعم بلاده لأمن إسرائيل، وشدد على أن إدارته ملتزمة حماية أمن شركائها في المنطقة بما في ذلك العراق، ووصف الشراكة بين البلدين بأنها بالغة الأهمية، وأن كلاً من العراق والولايات المتحدة سيعملان معاً لهزيمة تنظيم «داعش».

وأثنى بايدن على جهود العراق في تحقيق الاستقلال الذاتي في مجال الطاقة، كما تعهَّد بالعمل على وقف إطلاق النار في غزة بما يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن ويمنع اتساع نطاق الصراع.

من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي إن زيارته جاءت في وقت حساس ودقيق: «تشهد العلاقة بين العراق والولايات المتحدة منعطفاً مهماً، حيث نبحث الأسس المستدامة لشراكة شاملة وطويلة الأمد مع الولايات المتحدة والانتقال إلى علاقة قائمة على أسس الاقتصاد والأمن والتعليم وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين، وضمان الهزيمة المستمرة لـ(داعش)».

وأضاف: «لقد انتصرنا على (داعش) بفضل جهود الشعب العراقي ومساعدة المجتمع الدولي، واليوم العراق يمر بدورة تعافٍ ويشهد مشروعات خدمية، ونتطلع إلى شراكة مستدامة وفق استراتيجية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية. وأكد السوداني: «حكومتي جادة في تنفيذ هذه الاستراتيجية وأريد النهوض بواقع بلدي وتحقيق الأمان والازدهار، والتقدم نحو الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة وتحديث البنية التحتية وجذب الاستثمارات الأميركية»

وشدد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، معترضاً على استمرار القصف الإسرائيلي في قطاع غزة والاعتداء على المدنيين خصوصاً النساء والأطفال، مؤكداً على أهمية إيقاف الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 6 أشهر وراح ضحيتها الآلاف من الضحايا وترسيخ نظام دولي يحترم المبادئ والقيم.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يلتقي رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن العاصمة الاثنين (أ.ف.ب)

تجنُّب تمدّد الصراع بالشرق الأوسط

هذا وأكد الرئيس الأميركي عزمه على تجنّب تمدّد النزاع في الشرق الأوسط إلى «أبعد مما هو عليه الآن»، مع الحرب في غزة والهجوم الذي شنّته إيران على إسرائيل رداً على استهداف قنصليتها في دمشق. وقال بايدن: «نحن ملتزمون التوصل إلى وقف لإطلاق النار يعيد الرهائن (لدى حماس منذ هجوم 7 أكتوبر - تشرين الأول) إلى منازلهم ويمنع تمدد النزاع إلى أبعد مما هو عليه الآن».

من جهته، شدد رئيس الوزراء العراقي على رغبة بلاده في وقف اتساع الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، معرباً عن أمله في التزام كل الأطراف المعنية ضبط النفس.

وبحث السوداني مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في وقت سابق أهمية دعم الجهود الساعية إلى منع اتساع الصراع في قطاع غزة في المنطقة.

وذكر بيان لمجلس الوزراء: «شهد اللقاء التباحث في أهمّ قضايا المنطقة، وما يجري في غزة»، حيث جدد السوداني تأكيد «موقف العراق الواضح من العدوان، والمسؤولية المشتركة القانونية والأخلاقية إزاء حماية المدنيين العزّل»، وأهمية «دعم الجهود الساعية إلى منع اتساع الصراع، والحيلولة دون سقوط مزيد من الضحايا بين صفوف الشعب الفلسطيني». وقال البيان إنه جرى خلال اللقاء أيضاً بحث عدد من الجوانب الاقتصادية والفرص الاستثمارية للشركات الأميركية، خصوصاً في مجالات الطاقة، وإمكانية توسعة الشراكة مع القطاع الخاص العراقي في مجالات مهمة للسوق العراقية.

ويزور رئيس وزراء العراق واشنطن للقاء الرئيس جو بايدن.

ودعا نائب رئيس الوزراء العراقي محمد علي تميم، خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل.

نائب رئيس الوزراء العراقي محمد علي تميم خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، أضاف تميم في بداية اجتماع لجنة التنسيق الأميركية - العراقية العليا في واشنطن أن «حكومة العراق تُحذر من أن يتحول التصعيد في المنطقة إلى حرب أوسع نطاقاً تهدد الأمن والسلامة الدوليين».

وتابع: «ولذلك ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام قواعد العمل الدبلوماسي وكذلك القوانين الدولية».

من جانبه، أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن واشنطن لا تريد أن ترى أي تصعيد في الأعمال العدائية مع إيران لكنها ستواصل الدفاع عن إسرائيل بعد الهجوم الذي شنته طهران رداً على استهداف قنصليتها في دمشق.

وقال بلينكن في مستهلّ اجتماعه مع تميم: «لا نريد تصعيداً لكننا سنواصل الدفاع عن إسرائيل وحماية طواقمنا في المنطقة».

وكان رئيس الوزراء العراقي قد أكد للصحافيين قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة، صباح يوم السبت، أن «هذه الزيارة تأتي في ظرف دقيق وحساس على مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة، وكذلك على مستوى ظروف المنطقة وما يحصل في الأراضي الفلسطينية من جرائم تجاه الأبرياء، فضلاً عن المخاوف من اتساع نطاق الصراع». وتابع قائلاً: «لقاء الرئيس بايدن سيتناول بحث ظروف المنطقة وما تشهده من تصعيد، والدور المشترك في العمل على التهدئة ومنع الصراع من الاتساع بما يؤثر في مجمل الاستقرار في العالم».


الحوثيون يقرّون بغارتين في تعز... وواشنطن تحبط هجمات مساندة لإيران

حشد من أنصار الحوثيين في صنعاء استجابة لدعوة زعيم الجماعة لإظهار القوة (أ.ب)
حشد من أنصار الحوثيين في صنعاء استجابة لدعوة زعيم الجماعة لإظهار القوة (أ.ب)
TT

الحوثيون يقرّون بغارتين في تعز... وواشنطن تحبط هجمات مساندة لإيران

حشد من أنصار الحوثيين في صنعاء استجابة لدعوة زعيم الجماعة لإظهار القوة (أ.ب)
حشد من أنصار الحوثيين في صنعاء استجابة لدعوة زعيم الجماعة لإظهار القوة (أ.ب)

أقر الحوثيون المدعومون من إيران بتلقي مواقع في المناطق الخاضعة لهم من محافظة تعز اليمنية، الاثنين، غارتين وصفتهما وسائل إعلام الجماعة بـ«الأميركية والبريطانية»، فيما أكد الجيش الأميركي تدمير صاروخ باليستي و7 مسيرات حوثية على الأرض كانت تستهدف إسرائيل، إلى جانب 4 مسيرات كانت تستهدف سفن الشحن.

وتزعم الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل دعماً للفلسطينيين في غزة، منذ بدء الهجمات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهي السردية التي تنفيها الحكومة اليمنية، إذ تتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران وخدمة أهدافها في المنطقة.

وأفاد إعلام الجماعة بتلقي غارتين، الاثنين، استهدفتا مواقع في محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، دون الحديث عن آثارهما، فيما لم يتبن الجيش الأميركي على الفور هاتين الغارتين، حيث يرجح أنهما ضمن الضربات الاستباقية الرامية للحد من هجمات الحوثيين البحرية.

في غضون ذلك، أوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس» أن قواتها نجحت في 13 و14 أبريل (نيسان)، في الاشتباك وتدمير أكثر من 80 طائرة من دون طيار وستة صواريخ باليستية على الأقل كانت موجهة لضرب إسرائيل من إيران واليمن.

وأفاد البيان بأن ذلك يشمل صاروخاً باليستياً كان على منصة الإطلاق وسبع طائرات من دون طيار تم تدميرها على الأرض قبل إطلاقها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران.

وقال البيان إن «استمرار سلوك إيران غير المسبوق والخبيث والمتهور يعرض الاستقرار الإقليمي وسلامة قوات الولايات المتحدة وقوات التحالف للخطر».

وأضاف أن القيادة المركزية الأميركية «تظل في وضع يسمح لها بدعم دفاع إسرائيل ضد هذه الأعمال الخطيرة التي تقوم بها إيران»، وأنها ستواصل العمل مع جميع شركاء واشنطن الإقليميين لتعزيز الأمن الإقليمي.

وفي تحديث آخر للتطورات، أكد الجيش الأميركي، أنه في حوالي الساعة 7:00 مساءً (بتوقيت صنعاء) في 13 أبريل، أطلق الحوثيون صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن باتجاه خليج عدن دون أن تنجم عنه أي أضرار.

وأضاف أن قواته نجحت بين الساعة 4:00 صباحاً و9:15 مساءً (بتوقيت صنعاء) في 14 أبريل، في تدمير أربع طائرات من دون طيار؛ دفاعاً عن النفس في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

122 هجوماً

وذكر الجيش الأميركي في بيان سابق أن الولايات المتحدة تتخذ وبالتنسيق مع الحلفاء والشركاء خطوات عسكرية ودبلوماسية واقتصادية لتشكيل عملية ضغط على قيادة الحوثيين، وتقليص قدرتهم على شن هجمات على خطوط الشحن التجاري.

وأوضح أنه منذ ديسمبر (كانون الأول) 2023 انضمت أكثر من 20 دولة إلى الدوريات البحرية المتزايدة في المنطقة لحماية الشحن التجاري.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إنه منذ نوفمبر الماضي قام المسلحون الحوثيون بمهاجمة أو تهديد السفن التجارية والسفن البحرية الأميركية 122 مرة. وفي خلال الفترة نفسها قامت البحرية الأميركية بـ50 ضربة للدفاع عن النفس ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

مقاتلة أميركية من طراز إف 18 على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)

وأشار البيان إلى أن الحوثيين استخدموا في هجماتهم صواريخ باليستية وصواريخ كروز مضادة للسفن وأنظمة جوية من دون طيار لاستهداف السفن.

ونقلت القيادة المركزية الأميركية عن المستشار الأقدم للتكامل الإقليمي دانيال شابيرو قوله: «على الرغم من مزاعم الحوثيين، فإن هذه الهجمات لا علاقة لها على الإطلاق بإسرائيل وخطوط الشحن المرتبطة بإسرائيل، ولكي نكون واضحين، فإن أي هجمات من هذا القبيل ستكون غير شرعية تماماً على أي حال. هذه الهجمات العشوائية هي بمثابة عمليات قرصنة لخطوط التجارة البحرية».

وطبقاً للجيش الأميركي، أثرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي. ودفعت هذه الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة، والأهم من ذلك تعريض حياة البحارة الأبرياء وأفراد الخدمة الأميركية للخطر.

تصعيد مستمر

وفي حين تربط الجماعة الحوثية توقف الهجمات بنهاية الحرب على غزة وإنهاء حصارها من قبل تل أبيب، ترى الحكومة اليمنية أن الضربات الغربية ضد الحوثيين غير مجدية، وأن الحل هو دعم قواتها الشرعية لاستعادة كامل الأراضي اليمنية، بما فيها الحديدة وموانئها.

وفي أحدث تصريحات لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، قال إن الحل الوحيد لإيقاف التهديدات وتأمين البحر الأحمر هو دعم الحكومة الشرعية اليمنية وقدراتها، لكي تستعيد المناطق الواقعة تحت سيطرة من وصفها بـ«الميليشيات الإيرانية، التي تهاجم اليوم الملاحة الدولية»، في إشارة إلى الحوثيين.

مسيرات حوثية تستخدمها الجماعة في شن هجماتها ضد السفن (رويترز)

وشدّد العليمي على أن إيقاف التهديدات وحماية الملاحة الدولية لن يتحققا إلا بوجود مسؤولية وطنية تتحمل مسؤوليتها الحكومة الشرعية؛ لأنها هي المسؤولة عن حماية السيادة اليمنية، وفق تعبيره.

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض.

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت أكثر من 400 غارة على الأرض ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

وتعهد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في أحدث خطبه، بالاستمرار في شن الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، وتبنت جماعته مهاجمة نحو 100 سفينة منذ بدء التصعيد الذي قُتل فيه 37 عنصراً من مسلحيها، وجُرح 30 غيرهم.

وأُصيبت 16 سفينة على الأقل خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر، بالتدريج.

كما تسبب هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي في مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

يزعم الحوثيون أنهم يساندون الفلسطينيين في غزة وهو ما تنفيه الحكومة اليمنية (إ.ب.أ)

ومع تجمد مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن، بسبب الهجمات الحوثية والضربات الغربية، يخشى المبعوث هانس غروندبرغ من عودة القتال بين القوات الحكومية والجماعة المدعومة من إيران، بعد عامين من التهدئة الميدانية.

ويشارك الاتحاد الأوروبي ضمن مهمة «أسبيدس» في حماية السفن من الهجمات الحوثية، وفي أحدث تصريح لقائد المهمة الأدميرال اليوناني فاسيليوس غريباريس قال إن سفن الاتحاد اعترضت 9 طائرات حوثية مُسيَّرة، وقارباً مُسيَّراً، وأربعة صواريخ باليستية.

ولدى الاتحاد 4 سفن عسكرية، ومن بين دوله المشاركة في المهمة: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، إلى جانب فرقاطة دنماركية عادت من المهمة إلى قاعدتها؛ إثر تعرضها لعطل في نظام الأسلحة إثر هجوم حوثي.


الجامعة العربية تحذر من تفاقم معاناة الشعب السوداني

الأمين العام المساعد حسام زكي خلال المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه في باريس (الجامعة العربية)
الأمين العام المساعد حسام زكي خلال المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه في باريس (الجامعة العربية)
TT

الجامعة العربية تحذر من تفاقم معاناة الشعب السوداني

الأمين العام المساعد حسام زكي خلال المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه في باريس (الجامعة العربية)
الأمين العام المساعد حسام زكي خلال المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه في باريس (الجامعة العربية)

حذرت جامعة الدول العربية، الاثنين، من تفاقم معاناة الشعب السوداني وصعوبة نجاح التفاوض بين الأطراف السودانية، ما لم تتحقق الشروط اللازمة لوقف إطلاق نار شامل ومستدام في البلاد.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي، في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عن الأمين العام أحمد أبو الغيط، أمام المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه في باريس: «من دون نجاح للمساعي الوطنية والإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الشروط السياسية والعسكرية لتحقيق وقف إطلاق نار شامل، سيظل إنشاء منبر تفاوضي ناجح بين الأطراف السياسية أملاً صعب المنال».

وأضاف أنه من دون تحقيق ذلك أيضاً، «ستتعمق معاناة الشعب السوداني، وسيدخل السودان نفقاً سبقته إليه دول أخرى علت فيها مصالح أمراء الحرب وانتماءاتهم الجهوية والإثنية والقبلية على حساب الانتماء للدولة والمواطنة الرشيدة، لتصبح ساحة جذب لكل فكر متطرف أو أنشطة خارج القانون».

وأشار الأمين العام المساعد إلى أن الجامعة العربية أكدت في جميع قراراتها، ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية والحيلولة دون انهيارها أو المساس بسلامة وسيادة السودان، ودعم جهود تحقيق شروط وقف إطلاق نار شامل ومستدام، وتحقيق الاستجابة الإنسانية الفورية.

كما شددت الجامعة على «ضرورة عقد مسار سياسي سوداني شامل، بقيادة سودانية، دون تجاهل أهمية استصحاب الدولة السودانية في أي مبادرات يجري إطلاقها»، فضلاً عن تطوير وتسريع التعاون التجاري بين الجامعة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لعلاج الأزمة، بحسب زكي.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد توتر على مدى أسابيع، إثر خلافات حول خطط دمج الدعم السريع في الجيش، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.

وخلال عام واحد، أدّت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في إحدى مدن غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

كما دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلاً، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.


وفاة الطفلة ملاك حفيدة إسماعيل هنية بعد استهداف سيارة عائلتها بغزة

ملاك مع والدها محمد هنية (المؤسسة الفلسطينية للإعلام)
ملاك مع والدها محمد هنية (المؤسسة الفلسطينية للإعلام)
TT

وفاة الطفلة ملاك حفيدة إسماعيل هنية بعد استهداف سيارة عائلتها بغزة

ملاك مع والدها محمد هنية (المؤسسة الفلسطينية للإعلام)
ملاك مع والدها محمد هنية (المؤسسة الفلسطينية للإعلام)

أعلنت المؤسسة الفلسطينية للإعلام «فيميد»، اليوم الاثنين، مقتل ملاك محمد هنية، حفيدة رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، متأثرة بجراحها، بعد تعرض سيارة أفراد من عائلتها للاستهداف، في أول أيام عيد الفطر بمخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة.

وتسببت الغارة بمقتل ثلاثة من أبناء هنية، وحفيدين آخرين، وبذلك تكون ملاك هنية سادس الضحايا.

ووفق «رويترز»، قال هنية، يوم الخميس الماضي، إن أبناءه الذين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي لم يكونوا مقاتلين في الحركة. وأضاف، عندما سئل عما إذا كان مقتلهم سيؤثر على المحادثات: «شعبنا الفلسطيني مصالحه مقدَّمة على أي شيء، وأبناؤنا وأولادنا هم جزء من هذا الشعب، وجزء من هذه المسيرة».


الهجوم الإيراني يتسبب في أكبر اضطراب لرحلات الطيران منذ 11 سبتمبر

تحية مائية لطائرة تتبع خطوط طيران إمبراير في مطار شانغي بسنغافورة (أ.ف.ب)
تحية مائية لطائرة تتبع خطوط طيران إمبراير في مطار شانغي بسنغافورة (أ.ف.ب)
TT

الهجوم الإيراني يتسبب في أكبر اضطراب لرحلات الطيران منذ 11 سبتمبر

تحية مائية لطائرة تتبع خطوط طيران إمبراير في مطار شانغي بسنغافورة (أ.ف.ب)
تحية مائية لطائرة تتبع خطوط طيران إمبراير في مطار شانغي بسنغافورة (أ.ف.ب)

واجهت شركات الطيران العالمية اضطرابات في الرحلات الجوية، اليوم الاثنين، بعد أن أدت الهجمات التي شنّتها إيران على إسرائيل بصواريخ وطائرات مُسيّرة إلى تقليص الخيارات أمام الطائرات التي تُحلّق بين أوروبا وآسيا.

وتسبَّب الهجوم الإيراني على إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ وطائرة مُسيّرة، والتي أسقطت أنظمةُ الدفاع الجوي الإسرائيلية معظمها بدعم من الولايات المتحدة، في حدوث فوضى بقطاع الطيران.

واضطر ما لا يقل عن اثنتي عشرة شركة طيران إلى إلغاء أو تعديل مسار رحلاتها، خلال اليومين الماضيين، بما في ذلك شركات «كانتاس»، و«لوفتهانزا» الألمانية، و«يونايتد إيرلاينز»، و«إير إنديا».

كان هذا أكبر اضطراب للسفر الجوي منذ الهجوم على مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وفقاً لمارك زي، مؤسس «أو.بي.إس جروب» التي تراقب المجال الجوي والمطارات.

وقال زي، لوكالة «رويترز»: «منذ ذلك الحين لم نواجه موقفاً، حيث جرى إغلاق عدد من المجالات الجوية المختلفة بهذا التتابع السريع، وهذا يخلق الفوضى»، مضيفاً أن الاضطرابات من المرجح أن تستمر بضعة أيام أخرى.

وتشكل مشكلات تغيير مسار الرحلات، في الآونة الأخيرة، ضربة لقطاع يواجه بالفعل مجموعة من القيود بسبب الصراع بين إسرائيل وحركة «حماس»، وروسيا وأوكرانيا.

وقال زي إن المجال الجوي الإيراني يستخدم من قِبل شركات الطيران التي تسافر بين أوروبا وآسيا، وستكتفي تلك الشركات باستخدام مسارين بديلين قابلين للتطبيق، إما عبر تركيا، أو عبر مصر والمملكة العربية السعودية.

وأغلقت إسرائيل مجالها الجوي، يوم السبت، قبل أن تعيد فتحه، صباح أمس الأحد، كما استأنف الأردن والعراق ولبنان الرحلات الجوية فوق أراضيها.

وقالت شركات الطيران الكبرى بالشرق الأوسط، بما في ذلك طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية والاتحاد للطيران، أمس الأحد، إنها ستستأنف عملياتها في المنطقة بعد إلغاء أو تغيير مسار بعض الرحلات.

وقال بريندان سوبي، محلل الطيران المستقل، إنه لم يتضح بعدُ ما إذا كانت الاضطرابات في الآونة الأخيرة ستؤثر على طلب الركاب الذي ظل قوياً على الرغم من الصراعات المستمرة في أوكرانيا وغزة.

وأضاف: «إذا استمر الوضع السياسي والصراعات في التصاعد، فسيشعر الناس في مرحلةٍ ما بالقلق بشأن السفر، لكن هذا لم يحدث حتى الآن».