إسرائيل تعلن إفشال قرصنة إلكترونية إيرانية ضخمة

إسرائيل تعلن إفشال قرصنة إلكترونية إيرانية ضخمة
TT

إسرائيل تعلن إفشال قرصنة إلكترونية إيرانية ضخمة

إسرائيل تعلن إفشال قرصنة إلكترونية إيرانية ضخمة

أعلنت «السلطة الوطنية لحماية السيبر»، في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنها تمكنت في الأيام الأخيرة من إفشال قرصنة إلكترونية ضخمة، وإنها تعتقد أن ضخامة الهجوم ودقته تدل على أن مجموعة هاكرز منظمة توجهها دولة تقف وراءه.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إنه تمت بلورة هذا الافتراض بعد تحليل الوسائل التكنولوجية التي استخدمها منفذو الهجوم، وكذلك تحليل الأهداف التي حاولوا مهاجمتها. وتعتقد شركة حماية السيبر، «كاسبارسكي»، أن المجموعة التي وقفت وراء الهجوم مجموعة إيرانية تحمل اسم «OilRig»، وقد استهدف هجومها 120 هدفاً، شملت مؤسسات أكاديمية ووزارات وشركات تجارية وشخصيات مستقلة، يجمع بينها العمل في الدراسات والتطوير التكنولوجي المتقدم، ومن بينه المجال الطبي.
وأضاف المسؤول: «نحن لا نعرف من وقف وراء ذلك، لكننا نعرف أنه هجوم ذكي ودقيق، وأن العدو ركز جداً في اختيار الأهداف التي ترتبط كلها بجهات البحث والتطوير المدني في إسرائيل؛ هذا يمكن أن يثير اهتمام كثير من الجهات في العالم».
وقال رايف فرانكو، رئيس قسم رفيع في «السلطة الوطنية لحماية السيبر»، إن المعلومات الأولية حول الهجوم بدأت بالتراكم في مركز المراقبة في السلطة قبل أكثر من أسبوع. وقد وصلت المعلومات من مراكز مراقبة سلطات السيبر الأميركية والبريطانية، وشركات الحماية الخاصة التي بدأت بتشخيص دلائل الهجوم، وكذلك من وزارة مدنية في إسرائيل قامت بالتبليغ عن الاشتباه بتعرضها للهجوم.
وأضاف فرانكو أن المركب المميز للهجوم الحالي يكمن في الذكاء التنفيذي، فقد جرى إرسال «الفيروس» من عنوان بريدي إلكتروني يتبع لمؤسسة أكاديمية حقيقية، حيث قام المهاجم بزرع «الفيروس» من خلال التسلل إلى مراسلات جارية بين بريدين إلكترونيين، وإرسال ملف «وورد» ملوث بالفيروس. وبهذه الطريقة، لم يتم اكتشاف الهجوم بواسطة برنامج مكافحة الفيروس، ولم تشتبه الجهات التي تم إرسال البريد إليها بأي شيء. وفي اللحظة التي وصلت فيها المعلومات الأولية، جرى الاتصال مع كل الجهات التي تعرضت للهجوم من أجل تحذيرها، وفحص ما إذا كانت حواسيبهم قد تعرضت للضرر، من أجل تزويدهم ببرنامج يسد الثغرة الأمنية.
وخلال الفحص، تبين أن 3 أهداف من بين الـ120 هدفاً التي هوجمت، قامت بفتح الرسائل، ووقعت ضحية لمهاجمة حواسيبها، لأن الثلاثة كانوا مواطنين مستقلين يعملون في مجال الأكاديمية والطب. وقال فرانكو: «حسب تقديرنا، هذه هي الموجة الأولى فقط، وستجري محاولات أخرى للهجوم. لقد شوشنا خطوة للمهاجمين، وأصبنا المعدات التكنولوجية التابعة لهم، ونحن نقدر أنه يسود الإحباط الكبير لديهم».
وكان ديوان نتنياهو قد نشر، بعد ظهر أول من أمس، بياناً جاء فيه: «إن السلطة الوطنية لحماية السيبر صدت هجوماً واسعاً ضد شبكات الحواسيب التابعة لجهات كثيرة في المجال المدني الإسرائيلي». وأضاف البيان أن الجهة التي تقف وراء الهجوم تظاهرت بأنها تنظيم، وقامت بإرسال بريد إلكتروني لـ120 تنظيماً ومؤسسة ومكاتب وزارية ومؤسسات رسمية وجهات مستقلة، من خلال استخدام شهادة حماية مزورة. وتبين من تحليل الهجوم أن مصدره يوجد على ملقم البريد الإلكتروني التابع لمؤسسة أكاديمية، وملقم آخر يتبع لشركة تجارية.
وتابع البيان: حاول المهاجم استغلال الثغرات الأمنية لبرنامج «وورد»، وأرسل البريد الذي تضمن وثيقة تعرض الحاسوب للهجوم، ولم تكشف سلطة السيبر عن الجهة التي تقف وراء الهجوم. وفي أعقاب ذلك، نشرت السلطة توجيهات إلى الجهات المدنية، حول كيفية الاحتماء على الشبكة.
ويعتبر بيان ديوان رئيس الحكومة استثنائياً، لأنه لم يصدر عنه تقريباً أي بيان حتى اليوم، يفصل صد هجوم سيبر من قبل «السلطة الوطنية لحماية السيبر». وقالت سلطة السيبر إن شركة ميكروسوفت أصدرت تحديثاً للحماية، يمكن من خلاله الاحتماء من الهجوم.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.