كوريا الشمالية تعتقل مواطناً أميركياً لأسباب غير معلنة

مناورات مشتركة بين حاملة طائرات أميركية والبحرية اليابانية

الأمن الكوري الشمالي اعتقل مواطنين أميركيين هما الطالب أوتو وارمبيير (يسار) والقس الكوري - الأميركي كيم دونغ - شول في مارس وأبريل 2016 (أ.ب)
الأمن الكوري الشمالي اعتقل مواطنين أميركيين هما الطالب أوتو وارمبيير (يسار) والقس الكوري - الأميركي كيم دونغ - شول في مارس وأبريل 2016 (أ.ب)
TT

كوريا الشمالية تعتقل مواطناً أميركياً لأسباب غير معلنة

الأمن الكوري الشمالي اعتقل مواطنين أميركيين هما الطالب أوتو وارمبيير (يسار) والقس الكوري - الأميركي كيم دونغ - شول في مارس وأبريل 2016 (أ.ب)
الأمن الكوري الشمالي اعتقل مواطنين أميركيين هما الطالب أوتو وارمبيير (يسار) والقس الكوري - الأميركي كيم دونغ - شول في مارس وأبريل 2016 (أ.ب)

اعتقلت السلطات الكورية الشمالية مواطناً أميركياً أثناء محاولته مغادرة بيونغ يانغ؛ ما يرفع عدد الأميركيين المعتقلين لدى الدولة الشيوعية إلى ثلاثة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» أمس.
ولم يصدر تأكيد رسمي لمعلومات «يونهاب» بشأن الاعتقال الذي يأتي على وقع تصاعد التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ. ونقلت «يونهاب» عن مصادر لها أن الرجل الذي لم يتم التعريف عنه إلا باسم عائلته كيم، أوقف الجمعة الماضي في مطار بيونغ يانغ الدولي، فيما كان يغادر. وأضافت أن «كيم»، وهو أستاذ في الخمسينات من عمره عمل في جامعة يانبيان للعلوم والتكنولوجيا الصينية، كان شارك في برامج مساعدات لكوريا الشمالية. وأفادت أيضاً بأنه كان في كوريا الشمالية لمدة شهر لمناقشة تقديم مساعدات إنسانية، ولم تتضح بعد أسباب اعتقاله.
ولم يتمكن جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي، ولا وزارتا التوحيد والخارجية، من تأكيد هذه المعلومات، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. ولكن مدير «مركز أبحاث العالم وكوريا الشمالية»، الذي يتخذ من سيول مقراً له، أفاد بأن مصادره في بيونغ يانغ أكدت اعتقال كيم.
وقال «أهن شان - إيل» لوكالة الصحافة الفرنسية إن «كوريا الشمالية لم تعلن شيئاً لأنها لم تنته بعد من التحقيقات». وأضاف: «من الضروري لهم أن يقبضوا على مواطن أميركي في الوقت الحالي، ليمنعوا واشنطن من إسقاط كيم جونغ - أون»، في إشارة إلى مخاوف بيونغ يانغ من إمكان شن الولايات المتحدة ضربة عسكرية سرية. وأضاف أن توقيف الأستاذ الجامعي ينطوي على رسالة إلى الولايات المتحدة والصين - في وقت واحد - كونه مواطناً أميركياً عمل في الصين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب حض الصين على الضغط على كوريا الشمالية لوقف برامجها النووية والصاروخية. وحذر نائب ترمب، مايك بنس، خلال جولة في المنطقة من أن «جميع الخيارات مطروحة» في التعاطي مع طموحات بيونغ يانغ النووية مع تزايد المخاوف من استعدادها لإجراء تجربة نووية جديدة.
وتحتجز كوريا الشمالية مواطنين أميركيين آخرين، هما الطالب الجامعي أوتو وارمبيير، والقس الكوري الأميركي كيم دونغ - شول بعدما حكمت عليهما بالسجن مدداً طويلة.
من جهته، دعا وزير الخارجية الصيني أمس إلى نزع الأسلحة النووية بشكل كامل من شبه الجزيرة الكورية. وقال «وانغ يي» للصحافيين في أثينا بعد لقاء مع نظيره اليوناني، نيكوس كوتسياس، إن «الصين تدعم بحزم نزع الأسلحة النووية من المنطقة باسم الاستقرار والسلام».
وأضاف: «قد لا نملك مفتاح الحل في هذه المسألة (...)، ولكننا سعداء بأن مزيداً من الأطراف يوافقون على وجهة نظرنا».
وبينما تصعد كوريا الشمالية خطابها متوعدة باستهداف حلفاء إقليميين للولايات المتحدة مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، بدأت حاملة الطائرات الأميركية «كارل فينسون» والقطع المواكبة لها أمس مناورات مشتركة مع البحرية اليابانية في غرب المحيط الهادي، كما أعلنت وزارة الدفاع اليابانية بعد أيام من الغموض عن مكان تواجدها.
وتواكب حاملة الطائرات مدمرتان قاذفتان للصواريخ وطراد قاذف للصواريخ. أما المناورات التي تشارك فيها قطعتان حربيتان يابانيتان ستستمر أياماً عدة، بحسب وزارة الدفاع اليابانية؛ وهي المرة الثالثة التي تشارك فيها البحرية اليابانية في مناورات بحاملة الطائرات هذه بعد مناورتين في مارس (آذار) الماضي.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».