المغرب يستدعي سفير الجزائر للاحتجاج على ترحيل سوريين عبر حدوده

أطلعه على صور ووثائق تثبت ترحيلهم قسراً

المغرب يستدعي سفير الجزائر للاحتجاج على ترحيل سوريين عبر حدوده
TT

المغرب يستدعي سفير الجزائر للاحتجاج على ترحيل سوريين عبر حدوده

المغرب يستدعي سفير الجزائر للاحتجاج على ترحيل سوريين عبر حدوده

وجّه المغرب مرة أخرى أصابع الاتهام إلى السلطات الجزائرية بشأن طرد لاجئين سوريين ومحاصرتهم في المنطقة العازلة بين البلدين لإجبارهم على عبور حدوده، وذلك على أثر ضبط 54 سورياً، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، حاولوا عبور الحدود الجزائرية في اتجاه المغرب يومي 17 و19 أبريل (نيسان) الحالي.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية المغربية، أنه «من غير الأخلاقي استغلال المعاناة النفسية والجسدية لهؤلاء الأشخاص من أجل زرع الاضطراب على مستوى الحدود المغربية - الجزائرية»، مشيرا إلى أن «مثل هذه الممارسات لا تهدف سوى إلى لفت الانتباه، والتسبب في موجة هجرة مكثفة وخارج السيطرة نحو المغرب».
وهذه ليست هي المرة الأولى خلال السنوات الأربع الماضية التي يضبط فيها المغرب لاجئين سوريين يتم ترحيلهم قسرا من الجزائر عبر حدوده. وسبق للخارجية المغربية أن نشرت صورا لعناصر الجيش الجزائري وهم يقودون 32 لاجئا سورياً، بينهم نساء وأطفال، إلى الحدود المغربية وإجبارهم على اجتيازها في مارس (آذار) 2014. وقبل ذلك بشهرين كانت الخارجية المغربية قد استدعت السفير الجزائري بالرباط، خلال يناير (كانون الثاني) 2014 للاحتجاج على ضبط أكثر من مائة لاجئ سوري، ضمنهم نساء وأطفال في وضعية هشة، أثناء محاولة لعبور الحدود بين البلدين في اتجاه المغرب. واشتكت الرباط مرات عدة خلال السنوات الماضية من اقتياد السلطات الجزائرية للاجئين السوريين والأفارقة إلى المناطق الحدودية وحصارهم هناك دون زاد أو ماء، علما بأن الحدود المغربية - الجزائرية مغلقة بقرار أحادي من الجزائر منذ سنة 1992.
ومرة أخرى، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية، أنها استدعت السفير الجزائر بالرباط، أول من أمس، للتعبير له «عن القلق البالغ للسلطات المغربية إثر محاولة 54 مواطنا سورياً، ما بين 17 و19 أبريل الحالي، الدخول بشكل غير شرعي، انطلاقا من الجزائر، إلى المغرب، على مستوى المنطقة الحدودية لمدينة فجيج». وأشار بيان الخارجية المغربية إلى أنها أطلعت «سفير الجزائر بالرباط على شهادات وصور تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء الأشخاص عبروا التراب الجزائري قبل محاولة الدخول للمغرب»، وأشار البيان إلى أنه «نظرا للظروف المناخية الحالية وطول المسافة، لم يكن بإمكان هؤلاء الأشخاص التنقل عبر التراب الجزائري من دون أن تكون السلطات على علم بذلك أو تعترض سبيلهم».
وأضاف البيان، أنه «يجب على الجزائر أن تتحمل مسؤوليتها السياسية والأخلاقية إزاء هذه الوضعية»، مشددا على أن المأساة الإنسانية التي يعيشها هؤلاء السوريون لا يجب أن تشكل عنصرا للضغط أو الابتزاز في إطار الحسابات الثنائية.
وأشار بيان الخارجية المغربية إلى المجهودات التي يبذلها المغرب لصالح اللاجئين السوريين، بتعليمات من العاهل المغربي الملك محمد السادس، سواء على أرض المغرب أو خارج حدوده.
وأشار إلى أن خمسة آلاف لاجئ سوري دخلوا المغرب استفادوا من المرحلة الأولى لتسوية وضعيتهم القانونية، كما حصل مئات آخرين على وضعية لاجئ. وذكّر البيان بالمستشفى العسكري الذي أنشأه المغرب لفائدة اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن، وما يوفره من خدمات طبية وإنسانية.
وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية والتعاون الدولي ستعقد اجتماعات مع السفارات والمنظمات الدولية المعتمدة بالمغرب من أجل لفت انتباهها إلى هذه الوضعية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».