أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية الجنرال (دولت وزيري) للصحافة المحلية في كابل عن تفاصيل جديدة حول إسقاط الجيش الأميركي (أم القنابل) ضد مقاتلي تنظيم داعش في منطقة أتشين بولاية ننجرهار شرق أفغانستان، مشيراً إلى أن معلومات الوزارة تفيد بإصابة 90 عنصرا من التنظيم في الهجوم بأكبر قنبلة والتي استهدفت سلسلة كهوف كان التنظيم يستخدمها، وأن بين المصابين قيادات مهمة في التنظيم، وذكر على سبيل المثال شقيق زعيم التنظيم السابق حافظ سعيد عبد الحنان أوركزاي وزعيم «طالبان» باكستان السابق في منطقة (مهمند) شيخ خطاب، دون ذكر مكان وجود هؤلاء الجرحى والجهة التي نقلوا إليها كما لم يشر المتحدث باسم وزارة الدفاع مصدر هذه المعلومات لكنه أشار إلى أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن التنظيم في ولاية ننجرهار تلقى ضربة موجعة.
وتابع المتحدث الأفغاني بأن عمليات تمشيط المنطقة مستمرة من قبل القوات الأفغانية وقوات الحلفاء التي تساند الجيش الوطني بقوة جوية وإسناد جوي. وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت مقتل 96 شخصا على الأقل بينهم ثلاثة عشر قياديا مهما في تنظيم داعش كما أشار إلى أن غالبية القتلى هم مقاتلون باكستانيون وأن من بينهم أفغان و13 هنديا ومقاتلون متشددون من دولة أوزبكستان كما أشارت معلومات مسربة من الجيش والأمن الأفغانيين أن بين القتلى جنسيات أجنبية أخرى وهم فلبينيون ومقاتلون من طاجكستان وروسيا الاتحادية فضلا عن عناصر متشددة من منطقة (الإيغور) التابعة للصين. وعن مدى الخسارة التي لحق بتنظيم داعش في شرق البلاد قال الجنرال دولت وزيري إن ذخيرة كبيرة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة للتنظيم تم تدميرها كما أنه تم تدمير نحو سبعين كيلومترا من الأنفاق والكهوف التي كان التنظيم يستخدمها في المنطقة الجبلية الوعرة.
هذا وتتواصل معارك القوات الأميركية في إقليم أتشين في ولاية ننغرهار شرق أفغانستان بالقرب من الموقع الذي ألقى فيه الجيش الأميركي قنبلة مدمرة على مخبأ قال إنه لتنظيم داعش في 13 أبريل (نيسان)، وذلك بهدف تمشيط المنطقة من جيوب وفلول للتنظيم وتمكين السكان من العودة إلى مناطقهم بعد التهجير القسري منها من قبل مقاتلي التنظيم الذين استخدموا بيوت المواطنين مقرا لعملياتهم وفق شهود عيان الذين تحدثوا أيضاً عن أنواع التعذيب الذي كان مسلحو التنظيم يمارسونها ضد السكان بهدف إجبارهم على ترك البيوت والمزارع .
لكن قوات الأمن تمنع السكان والصحافيين من الاقتراب من المنطقة التي ألقيت فيها القنبلة المسماة (أم القنابل) واستخدمت لأول مرة في الميدان بهدف تطهيرها أولا من بقايا الألغام والمتفجرات التي زرعها تنظيم داعش في المنطقة وفقاً لوزارة الدفاع الأفغانية التي أشارت أيضاً إلى أن العملية العسكرية مستمرة حتى القضاء النهائي على وجود مقاتلي تنظيم داعش في المنطقة والأقاليم المجاورة لها بالشرق القريب من حدود باكستان.
واستهدفت القنبلة وفق المسؤولين الأميركيين والأفغان مغارات ومخابئ يستخدمها المتشددون الذين انضموا إلى تنظيم
داعش بولاية خراسان، وقال السكان إنهم شعروا بما يشبه هزة أرضية على بعد أميال منها.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية إن عشرات مقاتلين إرهابيين قتلوا بينهم قادة ومقاتلون أجانب، وأكدت عدم سقوط ضحايا مدنيين.
وقال المتحدث باسم مهمة «الدعم الحازم» التي ينفذها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان بعد خروج غالبية القوات المقاتلة نهاية عام 2014 للصحافيين: «لا نزال نخوض معارك مع العدو في المنطقة». وأضاف الكابتن بيل سالفين: «القتال مستمر وهناك كثير من العبوات المتفجرة بدائية الصنع يجري العمل لإزالتها». وهذه أول مرة تشارك فيه القوات الأميركية بعملية ميدانية جنبا إلى جنب الجيش الأفغاني في قتالها ضد المتشددين من «طالبان» و«داعش».
من جهته، قال متحدث باسم القوات الخاصة الأفغانية إن الألغام وجيوب المقاومة أبطأت العمليات في المنطقة، ولكنه لم يحدد إن كان المقاتلون ينتمون إلى تنظيم داعش أو جماعة طالبان النشطة في الساحة.
ويؤكد الجنرال مراد علي مراد، مساعد قائد الجيش الأفغاني بأنه القنبلة الأميركية لم تلحق الضرر بالمدنيين وأنه تم تجنيبهم من منطقة الصراع مسبقاً، مشيراً إلى أن الضربة لم تلحق الضرر أيضاً بممتلكات المدنيين من البيوت والمزارع وأن الجيش يسعى إلى تنظيف المكان والتأكد من خلوها من المتفجرات وبقايا الحرب ليعود إليها السكان فيما بعد دون تحديد مدة زمنية للعملية القتالية ضد مواقع تنظيم داعش ولاية خراسان وهل العملية القتالية ستتوسع إلى مناطق أخرى.
إلى ذلك، تشهد كابل صراعاً محتدماً بين أطراف سياسية تنتمي إلى أطياف مختلفة شاركت في العملية السياسية التي نتجت عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية عقب إقالة أحمد ضيا مسعود، وهو شقيق قائد تحالف شمال السابق الذي قتل في أول هجوم انتحاري نسب إلى تنظيم القاعدة قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) وكان (ضيا مسعود) يشغل منصب ممثل الرئيس في شؤون الإصلاحات الإدارية وقد وقف إلى جانب الرئيس أشرف غني أثناء الحملة الانتخابية كأحد الحلفاء من عرقية الطاجيك، إقالته هذه فتحت بابا جديدا من النقاشات السياسية والطائفية حيث هدد مسعود، بأن الرئيس لا يملك صلاحية إقالته من منصبه لأنه يشكل أحد أركان الحكومة التوافقية كما هدد بأن الرئيس في حال عدم سحب قرار الإقالة فإنه سيعمل مع شخصيات أخرى على طرح تشكيل حكومة مؤقتة للبلاد لأن الحكومة الحالية غير مجدية على حد تعبيره، ولم تعلق الرئاسة على تصريحات مسعود غير أن المتحدث باسم الرئاسة قال بأن عملية التنصيب والإقالات من صلاحيات رئيس الجمهورية.
بجانب هذه المناكفات السياسية خرج الرئيس الأفغاني الأسبق حميد كرزاي الذي لا يفوت فرصة إلا ويوجه فيها اتهامات لحلفائه الأميركيين السابقين الذين أوصلوه إلى الحكم لمدة ثلاثة عشر عاماً، وفي أحدث تصريح له قال للصحافيين في كابل إن من حق روسيا التحدث إلى حركة طالبان وإقامة علاقات سياسية معها، لأن «طالبان» على حد وصف كرزاي، تسيطر على نصف جغرافيا أفغانستان وبالتالي يحق لدول الجوار بما فيها روسيا التواصل مع «طالبان» وتنظيم علاقات معها، تأتي هذه التصريحات لمسؤول أفغاني سابق بعد أن أعربت واشنطن عن قلقها من الأنباء التي تتحدث عن وجود علاقات مشبوهة بين جماعة طالبان والحكومة الروسية.
قوات أميركية ما زالت تحارب «داعش» قرب موقع «أم القنابل»
أزمة سياسية جديدة تهدد حكومة الوحدة الوطنية الأفغانية بعد إقالة مسؤول كبير
قوات أميركية ما زالت تحارب «داعش» قرب موقع «أم القنابل»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة