رونالدو يقود الريال لنصف النهائي... وأتلتيكو يعيد ليستر إلى أرض الواقع

بايرن ميونيخ يلوم التحكيم في خروجه من دوري الأبطال وأنشيلوتي يطالب باعتماد تقنية الفيديو

رونالدو يحتفل بعد تسجيل ثلاثية في مرمى بايرن ميونيخ (رويترز) - لاعبو ليستر يحيّون جماهيرهم بعد أن  ودّعوا دوري الأبطال مرفوعي الرأس
رونالدو يحتفل بعد تسجيل ثلاثية في مرمى بايرن ميونيخ (رويترز) - لاعبو ليستر يحيّون جماهيرهم بعد أن ودّعوا دوري الأبطال مرفوعي الرأس
TT

رونالدو يقود الريال لنصف النهائي... وأتلتيكو يعيد ليستر إلى أرض الواقع

رونالدو يحتفل بعد تسجيل ثلاثية في مرمى بايرن ميونيخ (رويترز) - لاعبو ليستر يحيّون جماهيرهم بعد أن  ودّعوا دوري الأبطال مرفوعي الرأس
رونالدو يحتفل بعد تسجيل ثلاثية في مرمى بايرن ميونيخ (رويترز) - لاعبو ليستر يحيّون جماهيرهم بعد أن ودّعوا دوري الأبطال مرفوعي الرأس

سجل كريستيانو رونالدو ثلاثية ليقود ريال مدريد الإسباني على بايرن ميونيخ 4-2 بعد وقت إضافي في مباراة مثيرة للجدل تحكيميا، في حين انتهت قصة ليستر سيتي بطل إنجلترا الخيالية في دوري أبطال أوروبا بعدما تعادل بملعبه 1 - 1 مع أتلتيكو مدريد ليودّع المسابقة من الدور ربع النهائي.
على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد، أكد رونالدو عودته إلى قمة تألقه في فترة حاسمة من مسيرة الريال بتسجيله ثلاثية منحت فريقه بطاقة العبور إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونيخ، وجعلت منه أول لاعب يجتاز عتبة المائة هدف في المسابقة.
وقال رونالدو عقب اللقاء «أشعر وكأنني فوق القمر»، تعبيرا عن سعادته بأهدافه الخمسة التي سجلها في مرمى البايرن ذهابا وإيابا.
وبدأ الفصل الأخير من رحلة الأهداف المائة من إقليم بافاريا ذهابا الأسبوع الماضي، عندما قلب رونالدو (32 عاما) تخلف فريقه إلى فوز نادر 2 - 1 بثنائية رشحت حامل اللقب لمتابعة مشواره نحو تعزيز رقمه القياسي والتتويج للمرة الثانية عشرة.
وكما في الذهاب، بقي رونالدو متحفظا في الشوط الأول لمباراة الإياب على ملعب سانتياغو برنابيو في مدريد؛ إذ كان التعادل أو حتى الخسارة صفر - 1 سيمنحان متصدر الدوري الإسباني بطاقة العبور على حساب متصدر الدوري الألماني وحامل لقبه. وفي الشوط الثاني، انقلبت كل السيناريوهات، حيث تقدم بايرن من ركلة جزاء، فعادل رونالدو برأسية، قبل أن يسجل قائد ريال سيرخيو راموس هدفا بالخطأ في مرماه ليتقدم البايرن مجددا؛ ما دفع المباراة إلى شوطين إضافيين خاضهما بايرن بعشرة لاعبين إثر طرد لاعبه التشيلي أرتورو فيدال في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي؛ لنيله بطاقة صفراء ثانية مثيرة للجدل.
في الوقت الإضافي، عمل «محرك» رونالدو بكامل طاقته، فسجل هدف التعادل وأتبعه بهدف ثالث، قبل أن يقضي البديل ماركو أسينيسو على «أستاذ» ريال مدريد السابق والمدرب الحالي لبايرن الإيطالي كارلو أنشيلوتي. إلا أن المباراة شهدت اعتراضات عدة على قرارات الحكم المجري فيكتور كاساي، ولا سيما من قبل بايرن على خلفية طرد فيدال، ثم الهدف الثاني لرونالدو الذي أظهرت لقطات الإعادة التلفزيونية أنه كان متسللا.
إلا أن ذلك لم يحُل دون إظهار النجم البرتغالي فرحته العارمة، وقال: «أنا محظوظ لتسجيل ثلاثة أهداف مهمة، وأشعر كأنني فوق القمر»، ولا سيما أن أهدافه ساهمت في حجز فريقه بطاقة نصف النهائي للمرة السابعة على التوالي.
ولدى الحديث عن رونالدو، يقول مدربه الفرنسي زين الدين زيدان: «لا أعرف إذا يمكن تصنيفه ضمن فئة معينة. ما يقوم به كريستيانو مذهل. الأهداف، الطريقة التي يسجل بها في مباريات حاسمة كهذه، يعرف دائما متى تأتي الفرص الخطرة. قليل من اللاعبين في مقدورهم صناعة ما قام به، كلنا نعرف ذلك».
مع هدفه الثاني في مرمى بايرن، رفع رونالدو رصيده إلى 100 هدف في دوري الأبطال، وليصبح أول لاعب يحظى بهذا الشرف.
ويقول رونالدو: «قلت بعد مباراة الذهاب إنني أعدّ نفسي لأبلغ نهاية الموسم بلياقة بدنية جيدة. هذا أمر عانيته في السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة. لكن الأهم أني أشعر بالراحة على أرض الملعب، وأن فريقي يلعب جيدا».
ولرونالدو خبرة واسعة في دوري الأبطال؛ إذ توج بلقب المسابقة مع فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي في 2008، ثم مرتين مع ريال مدريد في 2014 و2016.
ويتقدم رونالدو (103 أهداف في جميع البطولات الأوروبية) على غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم برشلونة صاحب 94 هدفا.
رد رونالدو بقوة على منتقديه ومشجعي فريقه في آن واحد، الذين اعتبروا أنه لا يجتهد كثيرا للحصول على الكرة، قائلا: «أطالب فقط بألا يطلقوا صافرات استهجان ضدي، لا أطالب بإطلاق اسمي على أحد الشوارع، الشيء الوحيد الذي أطلبه هو ألا يطلقوا الصافرات؛ لأنني أقدم أفضل ما لدي، وعندما لا أحرز أهدافا أسعى إلى مساعدة زملائي».
في المقابل، وضح الحزن على معسكر البايرن، حيث أجمع الجهاز الفني والفريق على أن قرارات الحكم كان لها تأثيرها على تحويل دفة المباراة لصالح الريال.
وطالب المدرب كارلو أنشيلوتي الاتحاد الأوروبي للعبة بإدخال تقنية الفيديو لمساعدة التحكيم، في إشارة للهدف الثاني لرونالدو الذي أثبتت الإعادة التلفزيونية أنه كان متسللا، إضافة إلى البطاقة الصفراء الثانية التي نالها فيدال، وأدت إلى طرده قبل خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي.
وقال أنشيلوتي عقب المباراة: «أعتقد أننا كنا نستحق أكثر من ذلك، ثمة قرارات عاقبتنا بشكل كبير... البطاقة الثانية التي نالها أرتورو لم تكن صحيحة، ثم سجل رونالدو هدفين من موضع تسلل، نحن غير سعداء». وأضاف: «في ربع النهائي عليك أن تضع حكما أفضل، أو أنه حان الوقت لاعتماد تقنية الفيديو في التحكيم؛ لأنه ثمة أخطاء كبيرة». واعتبر أنشيلوتي الذي خاض مباراته الأولى على ملعب سانتياغو برنابيو منذ إقالته من تدريب ريال مدريد عام 2015، أنه «لو لم يرتكب الحكم أخطاء، لكان هناك أمور مختلفة، مرارا تساورنا شكوك حول بعض القرارات، لكن في هذه المباراة لم يكن ثمة شك. لم نكن في حاجة إلى إعادة لنرى أن أرتورو لمس الكرة ولم يؤذِ أسينيسو.
ووجه فيدال، كلمات قاسية للحكم المجري فيكتور كاساي، وقال عقب المباراة: «عندما تقدمنا في نتيجة المباراة 2 – 1، شعر لاعبو ريال مدريد بالانزعاج، لكن الحكم بدأ في القيام باستعراضه الخاص، وعندما أصبحنا أقل عددا زادت الأمور صعوبة، الفارق كان كبيرا، هذه السرقة لا يمكن أن تحدث في دوري الأبطال». وأشار فيدال، إلى أن خروجه من الملعب لم يكن عادلا، كما انتقد تسجيل ريال مدريد هدفين من تسلل في الوقت الإضافي.
وأضاف: «هذا كان واضحا للغاية، لقد كان أمرا قبيحا، لعبنا مباراة الذهاب في ظل نقص عددي وهنا أيضا؛ ولهذا تثور الشكوك»، في إشارة إلى طرد زميله خابي مارتينيز في المباراة الأولى في ميونيخ.
واستطرد قائلا: «عندما يلعب فريقان من الفئة الأولى لا يمكن أن يقوم الحكم بدور المهرج ليقدم عرضا في المباراة، ويمنح الأفضلية لريال مدريد».
إلا أن الفرنسي زين الدين زيدان، المدرب الحالي لريال والمساعد السابق لأنشيلوتي في النادي الملكي، رأى أن الهدف الثاني لبايرن (الذي سجله راموس خطأ) نجم أيضا عن حالة تسلل، وقال: «للحكم مهمة صعبة جدا قيل لي إن هدفهم الثاني كان تسللا أيضا، هذه هي كرة القدم».
وفي ليستر، أنهى أتلتيكو مدريد مغامرة بطل إنجلترا عندما تعادل معه 1 - 1 في إياب الدور ربع النهائي، وذلك لسابق فوز أتلتيكو 1 - صفر ذهابا. وسجل ساؤول نيغويز في الدقيقة الـ26 هدف أتلتيكو مدريد، وجيمي فاردي في الدقيقة الـ61 هدف ليستر سيتي.
وهي المرة الثالثة التي يبلغ فيها أتلتيكو مدريد الدور نصف النهائي للمسابقة في المواسم الأربعة الأخيرة، علما بأنه خاض المباراة النهائية مرتين عامي 2014 و2016، وخسر أمام مواطنه وجاره ريال مدريد.
في المقابل، خرج ليستر سيتي مرفوع الرأس في مشاركته الأولى في تاريخه في المسابقة.
وأعرب ساؤول، لاعب أتلتيكو، عن سعادته بإحراز هدف حاسم في مرمى ليستر، وقال: «تسجيل الهدف الذي أوصلنا إلى قبل النهائي كان أمرا رائعا، أتمنى أن أسجل هدفا آخر أكثر أهمية». وتابع: «نحن سعداء بتواجدنا مرة أخرى بين الأربعة الكبار، المباراة حسمت بفارق بسيط، لقد كانت قوية للغاية، وبخاصة في الشوط الثاني، إنهم يجيدون التعامل مع الكرات الطويلة وسنحت لهم الكثير من الفرص». واختتم قائلا: «كنا نعرف أنهم ليستر قوي للغاية على ملعبه وأمام جماهيره، يستحقون أن نرفع لهم القبعة، عليهم أن يشعروا بالفخر» وأبدى دييغو سيميوني، المدير الفني لأتلتيكو، سعادة بالغة، وأكد شعوره بالفخر إثر انتزاع فريقه بطاقة التأهل للدور قبل النهائي، وقال: «العاطفة تغمرني وأشعر بالفخر إزاء الأداء الذي قدمه الفريق».
على الجانب الآخر، تحسر فاردي على الخروج، وقال: «لقد قدمنا كل ما لدينا، وبخاصة في الشوط الثاني. وللأسف لم نجنِ الثمار. قدمنا كل شيء على الملعب، ثم تركنا كل شيء عليه لدى خروجنا».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».