لقي ضابطان كبيران مواليان للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أمس، مصرعهما في عملية اغتيال وتصفية جسدية في كمين نصب لهما في منطقة تقع بين محافظتي صنعاء والمحويت، أحدهما ابن أخت صالح. وقالت مصادر يمنية إن مسلحين حوثيين نصبوا كمينا لمدير أمن محافظة المحويت، اللواء علي صالح الغني، وقائد قوات الطوارئ في المحافظة. واغتيل مدير أمن محافظة المحويت، اللواء علي صالح الغني، وقائد قوات الطوارئ في المحويت وابن أخت المخلوع صالح، العميد وضاح الشحطري، حيث كان الضابطان في زيارة ميدانية لإحدى الثكنات العسكرية الموالية لصالح في منطقة وادي المنقب.
جاء هذا الحادث في أوج الخلافات بين طرفي الانقلاب (الحوثي - صالح) على إدارة الملفات الانقلابية والسلطات التي ابتكروها، وخاصة في ظل ما يمكن وصفه بالانتهاكات والتهميش والإقصاء الذي يلاقيه أنصار المخلوع على يد الحوثيين.
ولا يستبعد مراقبون أن تلقي حادثة الاغتيال بظلالها على العلاقة الهشة بين شريكي الانقلاب، وأن تتصاعد حدة التوترات بينهما، ويقول المحلل السياسي، وسام محمد، إنه «من المتوقع أن تأخذ التوترات القائمة بين طرفي الانقلاب منحى التصفيات المتبادلة، فالمعطيات أصبحت تقول إن التكتيك، الذي قام عليه تحالف الحوثي وصالح، بات ينهار بفعل خلافات عدة، لكن في المقدمة بفعل الأفق المسدود أمامهما، فقد فشلت كل المحاولات التي أرادت انتزاع اعتراف بسلطتهم الانقلابية، الأمر الذي كان سيمنحهم متنفسا أو، على الأقل، شكلا آخر من الصراع»، ويضيف محمد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى مع وصول التوتر إلى الاغتيالات، فإن التحالف سيبقى قائما في المدى المنظور وللسبب نفسه وهو انسداد الأفق أمامهما وتضاؤل فرص أن يكون لأي منهما مستقبل سياسي، خصوصا مع تقدم الجيش الوطني المدعوم من التحالف باتجاه الحديدة».
ووفقا للمحلل السياسي ذاته، فإن «التشارك الانقلابي قام على تكتيك الثورة المضادة، لكن أيضا وفق استراتيجية المصالح العميقة والرغبة الجامحة في الاستئثار بالسلطة كاملة والاستحواذ على الامتيازات التي تتيحها وإذا كان التكتيك ينهار، فجزء من الاستراتيجية أصبح أيضا محل تنازع خصوصا ما يتعلق بالسلطة، لكن طبيعة تحالف من هذا النوع، تشير إلى أن الصراع سيحافظ على هذا المستوى، الضرب من تحت الحزام، في انتظار أن تتاح لأي من الطرفين فرصة للإطاحة بالأخر».
ومنذ أسابيع، تشهد صنعاء تراشقات إعلامية بين طرفي الانقلاب، وتطورت إلى إجراءات اتخذها الحوثيون بحق الموالين لصالح، بعد سلسلة من الانتقادات العلنية للحوثيين من قبل أنصار صالح في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ويرى الناشط السياسي في الثورة الشبابية (فبراير «شباط» - 2011)، محمد اليزيدي، أنه «ليس من المستغرب أن تصل الأمور بين تحالف الانقلاب إلى حد التصفيات الجسدية بينهما، فالأسس والدوافع التي قام عليها تحالفهما بالانقلاب على السلطة الشرعية وهذا التحالف في الأساس لا أخلاقي أو وطني»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «كل طرف كان يزعم أنه يستخدم الآخر للوصول إلى مبتغاه ومن ثم يعود لإقصائه والتخلص منه وفرض أمر واقع عنوانه الاستفراد بالسلطة المدعومة بقبضة أمنية وعسكرية، غير أن ذلك ظل يتأجل من فترة لأخرى بفعل القوة القاهرة التي واجهتهم ومتمثلة في الجيش الوطني والتحالف العربي والمقاومة الشعبية»، مشيرا إلى أن «الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني وفقدان طرفي الانقلاب سيطرتهما على الأرض أربكهما وشل حركتهما وحال دون تمكن أي منهما من السيطرة والانفراد»، مؤكدا أن تشارك الانقلابيين «مشبوه ومحكوم عليه بنهاية، ستشهد مواجهات ثنائية داخل الانقلاب ذاته وستتخذ طابعها التاريخي الخاص والمعروف في مثل هذه المحطات السياسية المضطربة، وبأشكال وصور مختلفة، والاغتيالات أبرز تلك الأشكال والصور».
اتهامات للحوثيين باغتيال ضابطين مقربين من صالح غرب صنعاء
اتهامات للحوثيين باغتيال ضابطين مقربين من صالح غرب صنعاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة