«داعش» يتبنى هجوماً قرب دير سانت كاترين بجنوب سيناء

الجيش المصري أعلن مقتل عنصرين «تكفيريين» في الشمال

دير سانت كاترين في جنوب سيناء (أ.ف.ب)
دير سانت كاترين في جنوب سيناء (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يتبنى هجوماً قرب دير سانت كاترين بجنوب سيناء

دير سانت كاترين في جنوب سيناء (أ.ف.ب)
دير سانت كاترين في جنوب سيناء (أ.ف.ب)

تبنى تنظيم داعش الإرهابي هجوما على كمين أمني قرب دير سانت كاترين في جنوب سيناء أمس، أسفر عن مقتل شرطي وإصابة أربعة آخرين، فيما أعلنت القوات المسلحة المصرية اليوم (الأربعاء)، عن مقتل اثنين من العناصر التكفيرية خلال حملات قوات إنفاذ القانون بالجيش الثاني الميداني بالتعاون مع القوات الجوية والتي استهدفت القضاء على باقي العناصر الإرهابية بشمال سيناء.
وقال المتحدث العسكري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي - في بيان له على «فيسبوك» - إنه تم خلال الحملة تدمير سيارتي ربع نقل خاصة بالعناصر التكفيرية، مؤكدا مواصلة القوات بالتعاون مع عناصر القوات الجوية جهودها للقضاء على باقي البؤر الإرهابية واقتلاع جذور الإرهاب بشمال سيناء.
وأعلن تنظيم داعش عبر وكالة «أعماق» التابعة له، تبنيه الهجوم على كمين للأمن مكلف بحماية دير سانت كاترين في جنوب سيناء مساء أمس (الثلاثاء)، ما أسفر عن مقتل شرطي وجرح أربعة آخرين.
ونادرا ما شن مسلحو «داعش» هجمات في جنوب سيناء قبل هجوم اليوم الذي وقع بالقرب من مزار سياحي عالمي هو دير سانت كاترين.
وقالت وزارة الداخلية المصرية إن المسلحين أطلقوا النار على القوات من أعلى المنطقة الجبلية المواجهة للكمين «فبادلتهم القوات إطلاق النيران حتى تمت السيطرة على الموقف وإصابة بعضهم وإجبارهم على الفرار... أسفر ذلك عن (استشهاد) أمين شرطة وإصابة ثلاثة آخرين».
وذكرت مصادر أمنية أن نقطة التفتيش تقع على بعد نحو 800 متر من الدير.
وجاء الهجوم بعد نحو أسبوع من مقتل 45 شخصا في تفجيرين استهدفا كنيستين في مصر أعلن تنظيم داعش المسؤولية عنهما.
ومن المقرر أن يزور البابا فرنسيس مصر في نهاية أبريل (نيسان) الحالي.
وفي أواخر مارس (آذار) حثت إسرائيل مواطنيها على مغادرة شبه جزيرة سيناء على الفور قائلة إن هناك تهديدا كبيرا يتعلق بشن هجمات بإيعاز من «داعش» أو جماعات متشددة أخرى.
ومنذ سنوات ينشط مسلحون موالون لتنظيم أنصار بيت المقدس أو ولاية سيناء الفرع المصري لتنظيم داعش الإرهابي، في محافظة شمال سيناء المجاورة وقتلوا مئات من قوات الجيش والشرطة. ويقول الجيش إنه قتل مئات منهم في حملة تشارك فيها الشرطة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.