السقوط أمام يونايتد يهز «عرش» تشيلسي ويجدد آمال توتنهام

مورينيو يشيد بلاعبيه بعد الانتصار الثمين ويؤكد التزامه بخططه الفنية

الهزيمة على ملامح كونتي مدرب تشيلسي ومهاجمه كوستا (رويترز)
الهزيمة على ملامح كونتي مدرب تشيلسي ومهاجمه كوستا (رويترز)
TT

السقوط أمام يونايتد يهز «عرش» تشيلسي ويجدد آمال توتنهام

الهزيمة على ملامح كونتي مدرب تشيلسي ومهاجمه كوستا (رويترز)
الهزيمة على ملامح كونتي مدرب تشيلسي ومهاجمه كوستا (رويترز)

هل اشتعل حقاً الصراع على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بتقلص الفارق الذي يفصل المتصدر عن أقرب مطارديه لـ4 نقاط، بعدما افترض البعض أن تشيلسي ضمن الفوز باللقب بالفعل؟
يوحي جدول مباريات تشيلسي بأن المتصدر لن يواجه صعوبة في إنهاء الموسم متفوقاً على توتنهام هوتسبير أقرب منافسيه. ولكن الأمور الغريبة يمكن أن تحدث في كرة القدم عندما يصل الضغط لأقصى درجاته، وبكل تأكيد ما حدث في ملعب «أولد ترافورد» أول من أمس خير دليل على ذلك.
وتحدث أنطونيو كونتي، مدرب تشيلسي، بلهجة غير معتادة مع وسائل الإعلام بعد الخسارة 2 - صفر أمام مانشستر يونايتد في ثاني هزيمة يتعرض لها المتصدر خلال 4 مباريات، وقال: «أظهروا رغبة أكبر في الفوز وطموحا وحافزا أكبر. الأمر بسيط للغاية. ولكن في هذه الحالة اللوم يقع على المدرب... هذا يعني أن المدرب لم يكن قادراً على نقل اللاعبين للحالة الذهنية المطلوبة والرغبة والطموح للفوز بهذه المباراة».
وربما كانت هذه واحدة من المرات القليلة التي يحمل فيها مدرب نفسه مسؤولية الخسارة، ولكنها قد تكون طريقة ذكية للوم لاعبيه على عدم إظهار حماسهم للفوز بالمباراة التي لم يسددوا فيها ولو كرة واحدة على مرمى المنافس. لكن لماذا يبدو لاعبوه بحاجة للتحفيز في هذه المرحلة المهمة من الموسم؟.
ويأتي الرد من كونتي على هذا الأمر في حديثه عن مواجهة توتنهام غريمه اللندني، وأقرب منافسيه على لقب الدوري، يوم السبت المقبل في الدور قبل النهائي بكأس الاتحاد الإنجليزي.
وقال: «لن تكون مواجهة سهلة لأنني أعتقد أن توتنهام الآن هو الفريق الأفضل ولاعبوه في حالة جيدة وحماسهم كبير. يشعرون أن بإمكانهم كتابة التاريخ ومن المهم إدراك ذلك».
لذا وبحسب كونتي فإن هناك فريقين أحدهما تراجع لديه الحافز وهو تشيلسي، وآخر هو الأفضل في إنجلترا حالياً وأمامه فرصة لتحقيق المجد وهو توتنهام.
يضاف إلى ذلك تقييم كونتي لما يفعله تشيلسي هذا الموسم مقارنة بالنتائج المتواضعة التي حققها الموسم الماضي، وهو ما يترك انطباعا بأنه يحاول خفض سقف التوقعات المرتفع للغاية حاليا. وبالتأكيد فإن تشيلسي لا يبدو قريباً من إنهاء الموسم في أفضل مستوياته بينما يقدم توتنهام أداء رائعا بالفعل.
ولكن نظرة واحدة على جدول المباريات من شأنها أن تخفف من التوتر لدى تشيلسي، حيث سيخوض 4 من بين آخر 6 مباريات في الموسم على أرضه في ستامفورد بريدج، وسيخوض مباراتين من المباريات المتبقية أمام ميدلسبره وسندرلاند المهددين بالهبوط، كما سيخوض المباراتين الأخريين أمام ساوثهامبتون وواتفورد المنتميين لمنطقة وسط الجدول اللذين يمكن للمتصدر الفوز عليهما.
ورغم ذلك فإن المباراتين المتبقيتين خارج ملعبه ستكونان أصعب أمام إيفرتون الذي فاز بثماني مباريات متتالية على ملعبه والمفعم بالثقة، بينما يحتل وست بروميتش ألبيون المركز الثامن، ولن يكون لقمة سائغة على ملعبه بكل تأكيد.
وتتبقى لتوتنهام مباراتان فقط على ملعبه، إحداهما أمام يونايتد الذي لم يخسر في 22 مباراة، والأخرى في قمة محلية أمام آرسنال الذي يعاني، ولكنه سيود أن ينهي آمال غريمه المحلي في الفوز باللقب.
ولكن توتنهام يملك الزخم عكس تشيلسي؛ إذ فاز في آخر 12 مباراة على ملعبه، وبكل تأكيد لا يشعر مدربه ماوريسيو بوكيتينو بالقلق بشأن انخفاض الحافز والرغبة في الفوز لدى لاعبيه. وبكل تأكيد زادت حظوظ توتنهام في الفوز باللقب ولكن كما قال جوزيه مورينيو مدرب يونايتد، في رده على سؤال بشأن فريقه السابق، فإن تشيلسي يظل المرشح الأقرب للتتويج باللقب. وقال: «أعتقد أنه في مكانة ينشدها الجميع... مركز تشيلسي أفضل من توتنهام. بكل تأكيد».
وعن فريقه والانتصار على تشيلسي أشار مورينيو إلى أنه لم يجر أي تغيير على خطته التي اعتمد عليها خلال مباراة الفريقين بدور الثمانية لبطولة كأس الاتحاد الإنجليزي الشهر الماضي على ملعب «ستامفورد بريدج»، وانتهت بفوز الفريق اللندني بهدف نظيف. وقال: «لقد واجهنا تشيلسي في بطولة الكأس بالفكر الخططي نفسه. فرضنا سيطرتنا المطلقة على مجريات المباراة حينما كنا نلعب بـ11 لاعبا، ولكن قرارا وحيدا تسبب في معاناتنا باللعب بـ10 لاعبين طوال الشوط الثاني بأكمله، بالإضافة لـ10 دقائق في الشوط الأول، وهو ما منح تشيلسي الفرصة للاستحواذ على الكرة في أغلب الفترات»؛ في إشارة منه إلى طرد آندير هيريرا لاعب الفريق لحصوله على الإنذار الثاني في مباراة الكأس.
واعتمدت خطة مورينيو للمباراة على قيام هيريرا بفرض رقابة لصيقة على البلجيكي إيدين هازارد صانع ألعاب تشيلسي، وقد نجح في مهمته، بل سجل هدفاً وصنع الآخر لزميله راشفورد.
وأضاف مورينيو: «كنا ندرك أن اللعب بتلك الطريقة سيصعب كثيرا من مهمتهم. لقد ظهر راشفورد بصورة مذهلة».
وارتفع رصيد مانشستر يونايتد، الذي يسعى للتأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل من خلال التواجد ضمن المراكز الأربعة الأولى في المسابقة المحلية، إلى 60 نقطة في المركز الخامس، وما زال يمتلك مباراتين مؤجلتين.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».