1500 أسير يبدأون إضراباً ضد «الظلم الإسرائيلي»

تنظيم فعاليات فلسطينية مساندة... وتل أبيب تعتبر طلباتهم «غير مقبولة»

1500 أسير يبدأون إضراباً ضد «الظلم الإسرائيلي»
TT

1500 أسير يبدأون إضراباً ضد «الظلم الإسرائيلي»

1500 أسير يبدأون إضراباً ضد «الظلم الإسرائيلي»

أعلن مسؤولون فلسطينيون أن نحو 1500 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، سيبدأون اليوم إضراباً مفتوحاً عن الطعام، للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع في مؤتمر صحافي، أمس: «اقتربت ساعة الصفر... نحو 1500 أسير سيشاركون في العصيان والتمرد على ظلم الجلاد الإسرائيلي وممارساته».
ويقود الإضراب القيادي في حركة «فتح» عضو اللجنة المركزية مروان البرغوثي. وقال قراقع إن «مروان الذي لم يعترف بشرعية محاكم الاحتلال ومورس بحقه تحقيق قاسٍ لمدة مائة يوم وعُزل ألف يوم في زنازين العزل الانفرادي، ولم يهزموه، قادر وهو وزملاؤه والأسرى كافة على أن يهزموا الجلاد والاحتلال». وأكد أن قرار الإضراب «جاء بعد فشل الحوارات والنقاشات التي دارت بين الأسرى وإدارة المعتقلات لتحسين أوضاعهم».
ويهدف الإضراب الذي أعلن عنه البرغوثي سابقاً، إلى تحقيق مطالب عدة أبرزها إنهاء سياسة العزل وسياسة الاعتقال الإداري، إضافة إلى المطالبة بتركيب هاتف عمومي للأسرى للتواصل مع ذويهم، ومجموعة من المطالب التي تتعلق بزيارات ذويهم وعلاجهم وغيرها. واختار الأسرى يوم 17 أبريل (نيسان) باعتباره «يوم الأسير الفلسطيني» الذي أقره المجلس الوطني الفلسطيني في 1974.
ونظمت السلطة الفلسطينية وفصائل ومنظمات شعبية سلسلة من الفعاليات المساندة للإضراب. وقال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: «نعمل على المسارات كلها لإعطاء قضية الأسرى الزخم والدعم الحقوقي والدولي المستحق، للوصول بمعاناتهم وأبناء شعبنا إلى أبعد مكان في هذه الأرض، وضمان إنهاء الاحتلال وكسر قيوده والإفراج عنهم من دون قيد أو شرط».
ووجه رئيس الوزراء في كلمة مقتضبة لمناسبة «يوم الأسير» بثها التلفزيون الفلسطيني: «التحية والتقدير للأسيرات والأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الإسرائيلي». وأضاف: «في هذا اليوم الذي يتجدد فيه شعورنا بآلام الأسرى وقساوة الاحتلال، كما شعورنا بالفخر والاعتزاز بصمود الحركة الأسيرة وتضحياتها، نقف قيادة وشعباً موحدين خلفكم ونرفع رأسنا عالياً أمام معركة الحرية التي تخوضونها بقيادة المناضل مروان البرغوثي وإخوانه من فصائل العمل الوطني والإسلامي كافة، دفاعاً عن حريتكم وحقوقكم وكرامتكم».
ودعا الحمد الله الشعب الفلسطيني والفعاليات والمؤسسات الوطنية كافة إلى «مزيد من التضامن حتى نصل برسالة الأسرى إلى أصقاع العالم كافة، وندفع معاً وسوياً باتجاه أوسع تحرك دولي وشعبي ورسمي للوقوف معهم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الحركة الأسيرة».
وطالب رئيس «نادي الأسير» قدورة فارس، خلال المؤتمر، بمساندة الأسرى «لإنقاذ حياتهم، خصوصاً أن هناك أسرى مرضى سيشاركون في الإضراب»، فيما قال القيادي في «فتح» عضو لجنتها المركزية توفيق الطيراوي إن المعتقلين الفلسطينيين «يخوضون معركة الحرية والكرامة بالنيابة عن الشعب الفلسطيني كله». وأضاف: «يجب أن نكون مع هؤلاء الأبطال الذين يقبعون في سجون الاحتلال».
ويوجد في السجون الإسرائيلية 6500 أسير فلسطيني، يتوزعون على 22 سجناً بين سجون مركزية ومراكز تحقيق وتوقيف. وبين المعتقلين 62 أسيرة، منهن 14 قاصرا، إضافة إلى نحو 300 طفل. أما عدد الأسرى المعتقلين إدارياً فيبلغ نحو 500 أسير. وتحتجز إسرائيل 29 أسيرا منذ قبل التوقيع على اتفاقية أوسلو للسلام في عام 1993.
وقالت فدوى البرغوثي، زوجة قائد الإضراب، إن أهالي المعتقلين كانوا يتمنون أن تلبى المطالب من دون الخوض في الإضراب. وأضافت خلال مشاركتها في المؤتمر الصحافي: «من المؤسف أننا وصلنا إلى هذا... كنا نتمنى أن تتم تلبية مطالبهم... دقت ساعة الاختبار. هذا يوم مفصلي في تاريخ الحركة الأسيرة». وقرر أسرى من حركة «حماس»، أمس، الانضمام إلى الإضراب الذي أعلنته قيادة «فتح» في السجون. وأعلنت «الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس» عن «دعمها ومساندتها الكاملين لإضراب الحرية والكرامة الذي ستخوضه نخبة من الأسرى في سجون الاحتلال لانتزاع حقوقنا المسلوبة، ودفاعاً عن كرامة الأسرى وحريتهم». وأكدت مشاركة أسرى الحركة في سجن هداريم في الإضراب «إلى جانب إخوانهم من مختلف الفصائل».
وأكدت الهيئة أنها «تتابع مع الإخوة في الفصائل كافة تطورات الأحداث على مدار الساعة، ولن تتوانى عن دعم الإضراب ومساندته بكل الوسائل». وحذرت إدارة مصلحة السجون من المساس بالأسرى المضربين، معتبرة أن «أي تأخير في تلبية مطالب الأسرى العادلة سيفجّر الأوضاع في السجون كافة، ويحوّل الحركة الأسيرة إلى جسدٍ واحدٍ في مواجهة كل المتربصين بحقوق الأسرى وكرامتهم».
ولم يصدر تعليق من مصلحة السجون الإسرائيلية حول الإضراب، لكن وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان وصف مطالب الأسرى المضربين بأنها «غير مقبولة ولا منطقية». وقال إن الإضراب «سياسي بامتياز». وأمر أردان، ضمن الاستعدادات لمواجهة الإضراب الكبير، بإقامة مستشفى ميداني قرب معتقل «كتسيعوت» في النقب لنقل المضربين عن الطعام إليه، بدل الاضطرار لنقلهم إلى مستشفيات في إسرائيل، وفق توصية من وزارة الصحة الإسرائيلية.
وأصدر أردان تعليمات لمصلحة السجون باستعداد وحدات القمع لتنفيذ عمليات اقتحام محتملة ونقل أسرى مضربين من سجون إلى سجون أخرى. وقالت مصادر فلسطينية إن مصلحة السجون بدأت أمس بحركة تنقلات في صفوف الأسرى في محاولة لضرب التنسيق بينهم وإحباط الإضراب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».