«حماس» تتعهد بالإفراج عن المساجين عشية إحياء يوم الأسير الفلسطيني

أسرى «فتح» يبدأون غداً إضراباً مفتوحاً عن الطعام

«حماس» تتعهد بالإفراج عن المساجين عشية إحياء يوم الأسير الفلسطيني
TT

«حماس» تتعهد بالإفراج عن المساجين عشية إحياء يوم الأسير الفلسطيني

«حماس» تتعهد بالإفراج عن المساجين عشية إحياء يوم الأسير الفلسطيني

أكد خالد مشعل، رئيس حركة حماس، أن حركته تعمل على تبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، وذلك عشية إحياء الفلسطينيين يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف غدا الاثنين.
وقال مشعل في كلمة مسجلة إن «المعيار لدينا ليس تخفيف معاناة الأسرى، لكن الهدف الكبير والذي يشكل معيار النجاح لنا هو تبيض السجون من الأسرى. وعندما نخطط لشيء نخطط له بجدية، وعندما تقرر القيادة شيئا تسعى إلى تنفيذه بكل عزم وإصرار»، مضيفاً أن «لدى حماس والمقاومة أوراقها القوية التي ستجبر العدو على الإفراج عن أسرانا».
وعد مشعل أن الوصول لصفقة جديدة مع إسرائيل هي مسألة وقت، لكنه قال إن المسألة ما زالت معقدة وطويلة، وقال بهذا الخصوص: «الحرب خدعة وما يجري الآن جزء من إدارة الصراع والحرب النفسية، وما يميز (حماس) حينما تمارس الحرب النفسية والتكتيك الإعلامي الذي يصاحب أداءها الميداني هو أن ذلك ينم عن رصيد حقيقي لديها».
وأكد مشعل وجود عدة وساطات لعقد صفقة جديدة، بقوله: «أخبرنا الوساطات كافة بأن كل معلومة بثمن، ومن بين العقبات أمام الوساطات الآن هو اللامبالاة التي تظهر عليها إسرائيل، لكن نحن رفضنا التفاوض قبل الإفراج عن الأسرى الذين اعتقلهم الاحتلال بعد صفقة شاليط».
وتابع مشعل موضحاً: «هناك تربص متبادل، وأسرانا يعانون، ولا شك أن أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة أيضاً يعانون. وقيادة (حماس) جادة وتستشعر المسؤولية، ونحن نرى لحظة الحرية قريبة، فليطمئن الأسرى وعوائلهم بأننا نسعى جادين من أجل تحقيق أهدافنا في التحرير والعودة والتخلص من الاحتلال، والإفراج عن الأسرى، فلحظة الحرية قريبة والنصر صبر ساعة».
وجاء حديث مشعل قبل يومين من إحياء الفلسطينيين ليوم الأسير الفلسطيني، الذي يصادف الـ17 من أبريل (نيسان) كل عام، حيث قرر أسرى حركة فتح هذا العام بدء إضراب مفتوح عن الطعام لتحسين ظروف اعتقالهم.
وأصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير والجهاز المركزي للإحصاء أمس بيانا بالمناسبة قالوا في إن 6500 أسير يقبعون في السجون الإسرائيلية، بينهم 57 امرأة و300 طفل.
وبحسب البيان، فإن العشرات من بين هؤلاء الأسرى أمضوا أكثر من 20 عاما قيد الاعتقال، ويتعرضون لحملات قمع وتضييق، ويتم احتجاز المئات منهم دون محاكمة بموجب إجراءات الاعتقال الإداري.
ورصد التقرير تاريخ حركة أسر الفلسطينيين قائلاً إنه بدأ مع بدايات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1948، حيث سجلت نحو مليون حالة اعتقال على مدار سنين الاحتلال. وأوضح التقرير أن 210 «استشهدوا» أثناء اعتقالهم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأعدموا خارج إطار القانون، وفي السجون نتيجة الإهمال الطبي المتعمد أو نتيجة لعمليات القمع والتعذيب، كان آخرهم «الشهيد» محمد الجلاد من محافظة طولكرم الذي «استشهد» في فبراير (شباط) 2017.
ومع إحياء يوم الأسير غداً الاثنين، يبدأ نحو ألف أسير من حركة فتح في السجون الإسرائيلية إضرابا مفتوحا عن الطعام لتحسين ظروف الاعتقال، ويفترض أن يتزايد العدد تدريجيا. ويهدف الإضراب إلى تحقيق عدد من حقوق الأسرى أبرزها: إنهاء سياسة العزل وسياسة الاعتقال الإداري، والتواصل مع ذويهم وعدد من المطالب الخاصة بعلاجهم ومطالب أخرى.
وقال مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي أعلن عن الإضراب بداية في رسالة من زنزانته أمس، إنه يخوض مع آلاف الأسرى الإضراب دفاعاً عن حق الأسير في الحرية والكرامة، موضحاً أن «الإضراب يأتي للتصدي لسياسات الاحتلال الغاشمة المستمرة والمتصاعدة من اعتقال تعسفي وطويل المدى، واختطاف وتعذيب وتنكيل، وإجراءات تعسفية وعقابية ضد الأسرى ومعاناتهم من الإهمال الطبي، وانتهاك حقوقهم وحقوق ذويهم بالزيارة والتواصل الإنساني. وإننا إذ نؤكد بقرارنا على خوض هذه المعركة مهما كانت التضحيات والعذابات والآلام، فإننا على ثقة أن أسرى فلسطين الذين يتشرفون بالانتماء لهذا الشعب قادرون على الصمود والثبات والانتصار، وإنجاز حقوقهم التي تكفلها المواثيق الدولية والقانون والاتفاقيات».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».