وزراء خارجية دول الجوار السوري يدعون لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بأزمة اللاجئين

طالبوا بزيادة دعم البلدان المستضيفة لهم.. واتفقوا على اجتماع رابع في لبنان

وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ونظيره العراقي هوشيار زيباري خلال اجتماع دول الجوار السوري في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ونظيره العراقي هوشيار زيباري خلال اجتماع دول الجوار السوري في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن أمس (أ.ف.ب)
TT

وزراء خارجية دول الجوار السوري يدعون لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بأزمة اللاجئين

وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ونظيره العراقي هوشيار زيباري خلال اجتماع دول الجوار السوري في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ونظيره العراقي هوشيار زيباري خلال اجتماع دول الجوار السوري في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن أمس (أ.ف.ب)

أكد وزراء خارجية دول الجوار السوري، خلال افتتاح الاجتماع الثالث للدول المستضيفة للاجئين السوريين، الذي عقد، أمس، في مخيم الزعتري بمحافظة المفرق الأردنية، ضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة حول الأزمة السورية، خاصة في الجوانب المتعلقة بالمعاناة الإنسانية الناجمة عنها.
وشددوا خلال مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، الذي عقد بمشاركة وزراء خارجية الأردن، ناصر جودة، والعراق، هوشيار زيباري، وتركيا، أحمد داود أوغلو، ووزير الشؤون الاجتماعية اللبناني، رشيد درباسي، ونائب وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، حمدي لوزا، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بدعم اللاجئين السوريين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم، وللدول والمجتمعات التي تستضيفهم. وأكدوا ضرورة اتخاذ خطوات عملية للتعامل مع تحديات الأزمة السورية على بلدانهم، مطالبين بزيادة الدعم المقدم للدول المستضيفة للاجئين لمساعدتها على تحمل تداعيات الأزمة. واتفقوا على عقد الاجتماع الوزاري الرابع للدول المستضيفة للاجئين السوريين في لبنان في 20 يونيو (حزيران) المقبل الذي يصادف الاحتفال باليوم العالمي للاجئين.
وقال وزير الخارجية الأردني إن «استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين تستدعي النظر في خيارات قابلة للتطبيق ومخاطبة المجتمع الدولي بأساليب مختلفة لتبقى المعاناة الإنسانية للاجئين السوريين في صلب اهتمام وتركيز المجتمع الدولي». وأكد جودة ضرورة تطبيق قرار الأمم المتحدة 1139 الداعي لتوصيل الإمدادات الإنسانية إلى الداخل السوري، خاصة أن الأزمة السورية متفاقمة، مما يعني استمرار تدفق اللاجئين السوريين.
والأردن واحد من أربع دول تمثل الجوار المباشر لسوريا، بالإضافة إلى لبنان وتركيا والعراق التي غمرت باللاجئين الذين فروا من الحرب الأهلية الدائرة رحاها في سوريا. وتستضيف المملكة الأردنية حاليا ما يقرب من 600 ألف لاجئ سوري. ويقيم عدد كبير من اللاجئين السوريين في الأردن بمخيم الزعتري الذي يؤوي زهاء 130 ألف لاجئ سوري.
من جانبه، عبر أوغلو عن أسفه لعرقلة تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بالأزمة السورية، محملا النظام السوري مسؤولية تفاقم الأزمة وعدم وصول المساعدات إلى السوريين في الداخل. وأعرب عن خشيته من أن يزداد تدفق اللاجئين السوريين إلى بلدان الجوار، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة العنف والاعتداءات التي يرتكبها النظام ضد المواطنين. وأكد أوغلو أن «الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة ستفشل أي فرصة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة».
بدوره، قال زيباري إن العراق سيفعل كل ما في استطاعته لتقديم المساعدات للسوريين، مطالبا بتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بالأزمة السورية. وأشار إلى أن المشاركين في الاجتماع الثالث اتفقوا على العمل على مساعدة اللاجئين السوريين للعودة إلى بلادهم، وأن التدخلات العسكرية تعوق توصيل المساعدات لمناطق الصراع داخل سوريا.
ودعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس، المجتمع الدولي إلى زيادة دعم بلدان الجوار السوري، التي تستضيف فوق أراضيها آلاف اللاجئين السوريين. وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع، إن الدعم الذي تلقته هذه الدول لحد الآن كان ضئيلا، وعلى المجتمع الدولي أن يرفع من دعمه لها، وبشكل تصاعدي في الأيام القليلة المقبلة.
وأوضح أن هذه الدول تستضيف نحو ثلاثة ملايين لاجئ سوري، ما بين مسجل وغير مسجل لدى المفوضية، مشددا على ضرورة دعم ميزانيات حكومات الدول المعنية، وعلى ضرورة تطوير مشاريع في قطاعات التعليم والصحة والمياه والكهرباء والبنيات التحتية داخل المجتمعات المحلية، للتخفيف من أعباء استضافة اللاجئين السوريين. وأوضح أن المشكل بالنسبة للبلدان المستضيفة للاجئين السوريين ليس إنسانيا فقط، بل أصبح مشكلا هيكليا على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدا أنه على باقي بلدان العالم، وليس فقط بلدان الجوار السوري، أن تنهج سياسة الحدود المفتوحة أمام اللاجئين السوريين، وأن تقدم لهم المزيد من التسهيلات للدخول إلى أراضيها.
واعتبر غوتيريس أنه «ليس هناك حل إنساني ولا عسكري للأزمة السورية، بقدر ما يجب إيجاد حل سياسي لها، لوضع حد للحرب السورية، التي ليس هناك رابح أو خاسر فيها»، مبرزا أهمية توصيل المساعدات الإنسانية لجميع السوريين في الداخل السوري. ووصف الأزمة السورية بأنها أكبر أزمة إنسانية تتعامل معها الأمم المتحدة منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.