ألقت الولايات المتحدة أمس الخميس في أفغانستان أكبر قنبلة غير نووية تُطلق عليها تسمية «أم القنابل»، مستهدفة تنظيم داعش، وذلك في أول استخدام لها أثناء المعارك، في عملية عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن فخره بها، وتعد الثانية من هذا النوع بعد قصف مطار الشعيرات السوري الأسبوع الماضي بـ59 صاروخا من طراز توماهوك، وبالتزامن أيضاً مع تصعيد كبير مع كوريا الشمالية.
وقال ترمب للصحافة «أنا فخور جدا بجنودنا. هذا نجاح جديد». أضاف: «أعطيتهم تفويضاً مطلقاً، بصراحة، هذا هو السبب في إحرازهم نجاحات كثيرة في الآونة الأخيرة. إذا قارنتم ما حدث في الأسابيع الثمانية الفائتة مع السنوات الثماني الماضية، سترون أنّ هناك فارقاً كبيراً».
ولاحقاً أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أن أكبر قنبلة غير نووية ألقتها الولايات المتحدة في أفغانستان أدت إلى مقتل 36 مسلحا على الأقل من تنظيم داعش باستهدافها شبكة أنفاق عميقة للجهاديين، مستبعدة سقوط مدنيين في القصف. أضافت: «نتيجة للقصف، دمرت مخابئ ونفق عميق متشعب ومعقد».
والضربة التي شُنّت بواسطة قنبلة «جي بي يو – 43» التي تُمثّل نحو أحد عشر طنا من مادة «تي إن تي»، استهدفت «شبكة أنفاق» في ولاية ننغرهار (شرق أفغانستان)، حيث كان جندي أميركي قد قُتل في عملية خلال نهاية الأسبوع الماضي. ويتمّ التحكّم بهذه القنبلة الضخمة بواسطة نظام تحديد المواقع «جي بي إس»، ويبلغ طولها أمتاراً عدّة، وقد تمّ إطلاقها من الباب الخلفي لطائرة النقل «سي – 130»، في أول استخدام لها أثناء المعارك.
ووفقاً لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، تم إطلاق هذه القنبلة دعماً للقوات الأفغانية والأميركية العاملة في المنطقة.
وقال إسماعيل شينواري حاكم منطقة أشين، حيث تم إسقاط القنبلة، لوكالة الصحافة الفرنسية «هذا أكبر انفجار رأيته. لقد غزت المكان ألسنة لهب عالية جدا». وننغرهار ولاية حدودية مع باكستان، وفيها ظهَرَ للمرة الأولى عام 2015 تنظيم داعش في أفغانستان، بعدما كان أعلن «الخلافة» في سوريا والعراق عام 2014.
واعتبر قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون أنه مع «تفاقم خسائر» تنظيم داعش فإنّ هذه القنبلة هي «الذخيرة المناسبة» لتقليل المخابئ والأنفاق التي يستخدمونها بشكل أكبر.
وقال هانز كريستنسن الخبير في اتحاد العلماء الأميركيين والمتخصص في مراقبة ترسانة الجيش الأميركي، إنّ قوة القنبلة تساوي تقريباً 1-30 من قوة أصغر قنبلة نووية تملكها الولايات المتحدة حالياً ألا وهي قنبلة «بي 61 - 12». ووفقاً لسلاح الجو الأميركي، تسبب آخر اختبار لقنبلة «جي بي يو - 43» في العام 2003 بسحابة من الغبار والدخان كان ممكناً رؤيتها على بعد أكثر من 32 كيلومتراً.
ومنذ أغسطس (آب) 2016. شنت القوات الأميركية على هذه المنطقة غارات جوية عدة استهدفت معاقل الجهاديين الذين جنّدوا خصوصاً عناصر في حركة طالبان، من الأفغان أو الباكستانيين. وأدّت الجهود المشتركة للقوات الأفغانية والأميركية إلى تراجعهم.
في الآونة الأخيرة، رجّح حلف شمال الأطلسي أن يكون هناك بين 600 و800 مقاتل من تنظيم داعش في البلاد، مقابل ثلاثة آلاف في بداية 2016. وتبنّى التنظيم اعتداءات عدّة في أفغانستان خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك الهجوم الدموي ضد أكبر مستشفى عسكري في البلاد في مارس (آذار). غير أنّ السلطات تشكك بمسؤوليته عن الهجوم على المستشفى، وتنسبه إلى حركة طالبان.
ونشرت الولايات المتحدة نحو 8400 جندي في أفغانستان يدرّبون ويقدّمون المشورة ويدعمون القوات الأفغانية في حربها ضد طالبان وتنظيم داعش. وفي مارس، عبّر الجنرال الأميركي جو فوتيل الذي يقود القوات الأميركية في الشرق الأوسط، عن تأييده تعزيز هذه القوات، خلافاً للاتجاه الذي ساد في السنوات الأخيرة.
واشنطن تستعرض قوتها العسكرية وتلقي «أم القنابل» في أفغانستان
واشنطن تستعرض قوتها العسكرية وتلقي «أم القنابل» في أفغانستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة