المبعوث العربي إلى ليبيا: الحل السياسي معقد بسبب أمراء الحرب والمصالح الأجنبية

الجمالي قال لـ «الشرق الأوسط» إن تعديل اتفاق الصخيرات يخضع للمراجعة

صلاح الدين الجمالي
صلاح الدين الجمالي
TT

المبعوث العربي إلى ليبيا: الحل السياسي معقد بسبب أمراء الحرب والمصالح الأجنبية

صلاح الدين الجمالي
صلاح الدين الجمالي

كشف المبعوث العربي إلى ليبيا، صلاح الدين الجمالي، عن نتائج زيارته إلى طرابلس وطبرق قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن الأزمة تحتاج إلى حوار وإعادة الثقة بين الأطراف، لافتا إلى تعطيل أطراف للحل والاستفادة من الوضع الراهن، خصوصا منهم أمراء الحرب والميليشيات المتمردة والأجندات الأجنبية.
وقال إن مارتن كوبلر، المبعوث الأممي، لديه إمكانيات للتحرك المكثف، منها طائرة خاصة يدخل بها إلى المدن الليبية دون استئذان ويعمل معه نحو 190 موظفا ومقرا دائما في تونس، وأسطولا من السيارات. وأوضح أن المشكلة بين المستشار عقيلة صالح وفايز السراج والمشير حفتر شكلية أكثر منها جوهرية، وأن إعادة بناء الثقة والحوار بات أمرا مهما أكثر من أي وقت مضى لإنجاز المرحلة الانتقالية، التي تمهد في حالة نجاحها لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
وحول الوضع الأمني في طرابلس، قال الجمالي إن «الوضع صعب، لا يوجد سيطرة من جيش أو شرطة بالشكل الحاسم والمحكم، ولهذا قام رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بتأسيس ما يسمى بالحرس الرئاسي لتأمين المنشآت الحكومية والسفارات، بعد أن تحولت بعض الكتائب إلى ميليشيات متمردة تعمل تحت إمرة عشر ميليشيات تسيطر على طرابلس. وهي معروفة، ولا داعي لذكر اسمها، ولهذا قامت عدة الدول بتدريب وتمويل الحرس الرئاسي».
ودعا الجمالي إلى حوار بين جميع الأطراف: «حتى يمكن الوصول إلى مرحلة بناء الثقة فيما بين القيادات»، وقال إن هناك جهودا لحل عقدة التواصل بين الأطراف الثلاثة (حفتر وعقيلة والسراج)، لأن ما حدث من رفض تلك الأطراف للحوار كان أكبر خطأ وقد أدى مؤخرا إلى حالة من الإحباط واليأس. وتابع أنه «على كل الأطراف أن تراجع مواقفها مما حدث، وإجراء التعديلات التي يعتبرها البعض عائقا أمام تنفيذ اتفاق الصخيرات». وتوقع الجمالي تفعيل لجنة الحوار التي تتألف من 15 شخصية من مجلس النواب، و15 شخصية من مجلس الدولة، لإقرار التعديلات المطلوبة على اتفاق الصخيرات تتعلق بالمجلس الرئاسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة والفصل بين رئيس الحكومة والمجلس الرئاسي وتشكيل الحكومة.
وأشار الجمالي إلى أن الخلافات شكلية أكثر منها جوهرية، ولهذا المطلوب هو بذل مزيد من الجهود لحل عقدة التواصل بعد رفض الأطراف الجلوس معا. كما نوه إلى ضرورة تركيز خريطة الطريق على المصالحة، لكنه حذر مما سماه أمراء الحرب ورؤساء الميليشيات وبعض المصالح الأجنبية الخطيرة، والتي قال إنها «تعطل الحل، وتعزز وجودها بسبب غياب دور الدولة».
ونوه المبعوث العربي إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها ليبيا، من حيث الإنفاق والرواتب والخدمات في المستشفيات، نظرا لعدم وجود السيولة المادية، وقال إن «ما يحصل عليه المواطن من البنك المركزي لا يتجاوز مائتي دينار، ويبقى بعدها مدة طويلة في انتظار الحصول على دفعة أخرى».
وحول الطرح الذي عرضه المستشار عقيلة صالح، رئيس البرلمان، عن الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية العام المقبل، قال الجمالي إن «هذا الطرح سابق لأوانه، خصوصا أن السراج ليس لديه نية للتمسك بالسلطة، وأن هدفه ينصب على وضع القطار على السكة والسير نحو دعم استقرار الدولة». وتابع أنه «إذا أراد المستشار صالح إجراء الانتخابات، فإن تنفيذ ذلك يتطلب أيضا أن يبحث الطرفان المجلس الرئاسي والبرلمان إمكانية العمل معا وصولا إلى هذا الإجراء، لكن يبدو أن الوقت غير مناسب، وقد التقيت مع رئيس هيئة الانتخابات وأكد لي صعوبة تنفيذ ما يدعو إليه المستشار صالح، مفضلا السير في تنفيذ اتفاق الصخيرات أولا».
وأضاف أن «حفتر قائد عسكري، والجميع يشيد بجهوده في مكافحة الإرهاب ومحاولة فرض الأمن والاستقرار. ويمكن أن يتقدم للانتخابات، ومن يرغب في الوصول إلى السلطة يكون عن طريق صناديق الانتخابات عندما تأتي مرحلة ليبيا الجديدة، وإنهاء الحروب الإعلامية وغيرها».
وأشار إلى أن تقليص دور التدخلات الخارجية في الأزمة الليبية يتطلب حوارا رباعيا تقوم به الجامعة العربية مع الاتحاد الأوروبي والأفريقي والأمم المتحدة، لتخفيف التدخل السلبي بالتدريج.
وبخصوص زيارته لطبرق ولقائه المستشار عقيلة صالح، قال إن صالح اعترض على تقليص الميزانية الخاصة بالمنطقة الشرقية، وأوضح أنهم لا يحصلون على حصتهم بالكامل من النفط ولديهم مشاكل اقتصادية كبيرة، إضافة إلى وجود خلافات وتناقضات بين نواب البرلمان.
وبشأن إمكانية تشكيل الجامعة العربية لقوات حفظ سلام في ليبيا بدلا من الشركات الأمنية، قال إن مشكلة الجامعة العربية اليوم تكمن في غياب انسجام في الموقف العربي باستثناء بعض الأمور، وأهمها أن الجميع ضد التدخل الأجنبي ومع عودة السلام والسلم والاستقرار للشعب الليبي. لكن المواقف العربية والأوروبية مختلفة رغم إصدار البيانات، فالأوروبيون مرة مع الجنوب وأخرى مع الشرق، وبالتالي نرى أن ليبيا تعاني من مستنقع التناقضات والإرهاب والمصالح.



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.