تراجع مناطق سيطرة «داعش» في العراق إلى أقل من 7%

التحالف الدولي: قواتنا ستبقى بعد تحرير الموصل

الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم قوات التحالف الدولي
الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم قوات التحالف الدولي
TT

تراجع مناطق سيطرة «داعش» في العراق إلى أقل من 7%

الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم قوات التحالف الدولي
الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم قوات التحالف الدولي

أعلن مسؤول عسكري عراقي كبير أمس، أن تنظيم داعش لم يعد يسيطر سوى على 6.8 من مساحة العراق بعد أن استولى على أربعين في المائة من البلاد خلال عام 2014.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في مؤتمر صحافي في بغداد، أن «المساحة المسيطر عليها من (داعش) حتى 31 مارس (آذار) 2017 تبلغ 6.8 في المائة من مساحة العراق» بعدما كانت «تبلغ 108.405 ألف كلم مربع، أي 40 في المائة من مساحة العراق، بعد تمدده في العاشر من يونيو (حزيران) 2014».
بدوره، تعهد الكولونيل جون دوريان، المتحدث باسم قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، خلال المؤتمر الصحافي بعدم التخلي عن العراق بعد استعادة الموصل. وقال: «بعد استكمال المهمة، ستبقى قوات التحالف هنا لدعم شركائنا العراقيين في قضائهم على (داعش) في كل زاوية من زوايا العراق».
وتعرضت قوات التحالف إلى جملة انتقادات إثر مقتل عدد كبير من المدنيين في ضربة جوية أقرت بأنها قد تكون مسؤولة عنها. وأوضح دوريان «كل ضربة ننفذها، نستخدم فيها قنابل موجهة بدقة، وتتم بالتنسيق المباشر مع القوات العراقية». وتابع: «نحن حذرون، ولا نستهدف بأي شكل من الأشكال المدنيين». ونقلت وكالة «رويترز» عن دوريان قوله إن القتال في غرب الموصل صعب لكن مقاتلي «داعش» ليس أمامهم سبيل للفرار. وأضاف: «لا تغفلوا أبدا حقيقة أنه برغم أن القتال سيكون صعبا للغاية فإن العدو محاصر تماما. لن يهربوا لأي مكان».
إلى ذلك، أعلنت الشرطة الاتحادية في بيان أمس، أنها تعزز مواقعها في غرب الموصل تأهبا لهجوم على جامع النوري الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي زعيم «داعش» إقامة ما يسمى «الخلافة» في عام 2014.
وتخوض القوات العراقية منذ عدة أسابيع معارك ضارية حول المدينة القديمة في الموصل آخر أكبر معاقل المتطرفين في العراق، لكنها تواجه مقاومة شديدة أدت إلى تباطؤ تقدمها. وبدأت القوات العراقية في 19 فبراير (شباط) عملية كبيرة استعادت خلالها السيطرة على عدد كبير من الأحياء والمواقع المهمة في الجانب الغربي من الموصل. وتمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من استعادة السيطرة على أغلب المناطق التي استولى عليها تنظيم داعش في 2014.
إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية عراقية أمس بأن نحو 38 مدنيا عراقيا قتلوا جراء انفجار منازل مفخخة تخضع لسيطرة (داعش) وسط مدينة الموصل. وقال الرائد عبد الله عبد الملك، من قيادة شرطة نينوى، لوكالة الأنباء الألمانية إن «عناصر (داعش) أقدمت على تفخيخ منطقة الكور القديمة خشية تقدم القوات العراقية، وإن عددا منها انفجر مما تسبب بمقتل نحو 38 شخصا بينهم أطفال ونساء وكبار سن وتدمير عدد من المنازل وإحراق عدد من السيارات». وأضاف أن جثث الضحايا ما زالت تحت الأنقاض مع صعوبة إخماد النيران المندلعة.



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.