الرقاقات الإلكترونية لا تحمل الأوامر الكومبيوترية أو الرموز الخاصة بالبيانات فحسب، بل إنها تطورت لكي تحمل أدوات للفحوصات المختبرية بهدف التشخيص الطبي... وحديثاً، فإنها قد تحمل «أعضاء» بشرية على متنها، مثل تلك التي يطورها بعض الشركات الأميركية.
ووفقاً لأحدث ما أعلنته وكالة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه) أمس، فإن التوجهات الحالية لوضع أجزاء من الجسم البشري على رقاقة إلكترونية لا يزيد حجمها على حجم بطارية صغيرة للأجهزة الإلكترونية، تثير اهتمام الباحثين في الوكالة الذين أعلنوا نيتهم في تقييم الجوانب العلمية والهندسية، لتصميم مثل هذه الرقاقة وتقييم سلامتها وخطورة استخدامها قبل إجازتها للتسويق.
وتحتوي «رقاقة الأعضاء» المصنوعة من البوليمرات المرنة على قنوات صغيرة جداً تضم في داخلها خلايا بشرية حية قابلة للتكاثر وإنتاج الدم وتمرير الهواء، كما هو حال الخلايا في الجسم البشري. وتصنع الرقاقة بشكل شفاف، الأمر الذي يسمح للباحثين بفرصة التدقيق بسهولة في العمليات الحالية داخل الأجزاء الحية الموضوعة عليها.
وقالت الوكالة في رسالة إلكترونية تلقتها «الشرق الأوسط» إنها قد وقعت أمس اتفاقاً طويل الأمد حول الأبحاث والتطوير مع شركة «إميوليت إنك» يهدف إلى تقييم تقنيات «رقاقات الأعضاء» التي تعمل الشركة على إنتاجها. وسوف يجري التقييم داخل مركز سلامة الغذاء والتغذية التطبيقية التابع للوكالة.
وسوف يبدأ أول الأبحاث على «رقاقة الكبد»، إلا أن الاتفاق البحثي بين الطرفين قد يتوسع في المستقبل لدراسة رقاقات الأعضاء الأخرى، ومن بينها رقاقات الكلى والرئتين والأمعاء الدقيقة.
ويكمن الهدف الأساسي من الأبحاث إلى وضع التوقعات حول استجابة الأعضاء البشرية، أي ردات فعلها، لدى تعرضها للعناصر الكيميائية التي يحتمل أن تكون خطرة، الموجودة في الغذاء أو مساحيق التجميل أو المكملات الغذائية، مثل حبوب الفيتامينات، بشكل أدق من الإجراءات التي تستخدم حالياً مثل عمليات زراعة الخلايا أو التجارب على الحيوانات.
وتجدر الإشارة إلى أن أبحاث تطوير «رقاقات الأعضاء» انطلقت منذ 5 سنوات بتحالف وكالة الغذاء والدواء مع وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة ومعاهد الصحة الوطنية وعدد من الشركات والجامعات الأميركية؛ من بينها جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وتمول جامعة هارفارد شركة «إميوليت» التي تطور الرقاقات الجديدة. وقد صنعت هذه الرقاقات ابتداء لتقييم فاعلية العقاقير الدوائية، إلا أن الباحثين أخذوا في تطويرها كتقنية مفيدة لتقييم سلامة الغذاء ومنتجات التجميل، وذلك لتقييم كيفية تعامل الجسم مع العناصر الموجودة في المكملات أو العناصر الكيميائية الموجودة في منتجات التجميل، وكيفية تأثير نوع أو توليفة من السموم على الخلايا، الأمر الذي يوفر للباحثين فرصة أفضل لتقييم مخاطر تلك المنتجات على الإنسان.
«رقاقات الأعضاء»... ترصد بدقة سلامة الأغذية ومنتجات التجميل
تحتوي على خلايا حية من الكبد والكلى والرئتين
«رقاقات الأعضاء»... ترصد بدقة سلامة الأغذية ومنتجات التجميل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة