مصادر أمنية: 3 مجموعات «داعشية» تسللت إلى مصر خلال الأشهر اﻷخيرة

بينهم عناصر من تنظيم «أنصار بيت المقدس»

مصادر أمنية: 3 مجموعات «داعشية» تسللت إلى مصر خلال الأشهر اﻷخيرة
TT

مصادر أمنية: 3 مجموعات «داعشية» تسللت إلى مصر خلال الأشهر اﻷخيرة

مصادر أمنية: 3 مجموعات «داعشية» تسللت إلى مصر خلال الأشهر اﻷخيرة

كشفت 3 مصادر أمنية في القاهرة لـ«الشرق الأوسط»، أمس، عن رصد السلطات المصرية بالتعاون مع جهات ليبية، تسلل مجموعات «داعشية» مصرية من ليبيا إلى مدينة الإسكندرية ومنطقة الدلتا في شمال العاصمة، خلال الأشهر اﻷخيرة، من بينهم عناصر من تنظيم «أنصار بيت المقدس» الموالي لـ«داعش» في سيناء.
وشهدت كنيسة «مار جرجس» في طنطا بالدلتا والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، تفجيرات أمس راح ضحيتها عشرات القتلى. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجيرات.
ويعمل اثنان من هذه المصادر مع جهازين أمنيين كبيرين في مصر، ويعمل الثالث في المخابرات الليبية. وربطت هذه المصادر النشاط التخريبي الأخير بمصر مع نشاط «داعش» في ليبيا، بمن فيه من عناصر مصرية. ووفقا للمصدرين المصريين، فقد بدأت عملية مداهمات واسعة أمس بحثاً عن العناصر المشتبه في تورطها في العمليات الإرهابية. وقال المصدر الأمني الليبي: «نحاول ضبط الحدود بين البلدين، والتعاون مع الجانب المصري لمكافحة لإرهاب».
ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من المصادر الأمنية، فإن أولى طلائع المجموعات الداعشية بدأت في التسلل عبر الحدود البرية إلى مصر منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من أجل تنفيذ عمليات تخريبية بالتزامن مع دعوات للتظاهر ضد الغلاء كان مقررا لها يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلا أنها لم تتمكن من القيام بأي هجمات بسبب القبضة الأمنية الشديدة التي واكبت الأيام السابقة واللاحقة ليوم المظاهرات التي لم تتم حينذاك.
وأفادت المعلومات بأن «هذه المجموعة تضم خليطا من متشددين مصريين، ويقودها رجل ليبي من أصول مصرية يدعى (ديكنة)، ويعد من عناصر خلية إرهابية قديمة، كانت موالية لتنظيم القاعدة، في الإسكندرية».
ووصلت المجموعة الثانية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وتمكنت من الوصول إلى القاهرة، بعد أن عبرت الحدود البرية بين ليبيا ومصر، بينما تمكنت المجموعة الثالثة من الدخول إلى منطقة الدلتا، خلال شهر مارس (آذار) الماضي، ومطلع شهر أبريل (نيسان) الحالي. وأضافت المصادر أن المجموعة الأخيرة يشرف عليها، من داخل ليبيا، متطرف يدعى «الدكام» كان يقوم بتدريب المتشددين المصريين الفارين من بلادهم، في مدينة درنة في الشرق الليبي.
وتقوم السلطات المصرية والجهات الليبية المعنية، بتتبع تحركات مجموعة «ديكنة» منذ خروجها من مقر يعود لإحدى الجماعات المتطرفة في مدينة مصراتة الليبية، وحتى دخولها إلى مدينة الإسكندرية يوم 12 أكتوبر الماضي. وقالت المصادر إنه كانت هناك عملية متابعة لهذه التحركات، إلا أنه كان من الصعب تحديد الأماكن التي استقرت فيها المجموعة داخل الإسكندرية.. «لقد انقطع خط التواصل بين مجموعة الإسكندرية ومقر المتابعة المشار إليه في مصراتة».
وقال المصدر الليبي إن ضباطا في المخابرات العسكرية بمدينة مصراتة هم أول من التقط خيط مجموعة «ديكنة»، ومن يقف وراءها من جهات عابرة للحدود، مما أدى إلى وقوع خلافات بين عدد من هؤلاء الضباط، وجماعات متشددة في المدينة التي تعج بالميليشيات المسلحة. وأضاف أن إصابة آمر الاستخبارات العسكرية في مصراتة ومناطق شرق طرابلس، العميد إبراهيم بيت المال، في إحدى العمليات العسكرية مطلع هذا العام، تسبب في تراجع كبير في مسألة التعاون بشأن مآل مجموعة «ديكنة».
وفي المقابل فرض تنظيم داعش وتنظيمات أخرى معادية للسلطات المصرية، تتمركز في ليبيا، طوقاً من السرية على تحركات «ديكنة» في الإسكندرية حتى يوم 10 نوفمبر الماضي، وذلك تمهيدا لما كانت مجموعته تعتزم القيام به من عمليات تخريبية يوم 10 من الشهر نفسه. وقال المصدر الأمني المصري إنه كانت هناك عملية تتبع لتحركات «ديكنة» في الإسكندرية بناء على المكالمات التي كان يجريها مع أعضاء في مكتب يعود للمتطرفين في مصراتة، ومع زوجته في طرابلس، إلا أن اتصالاته توقفت فجأة، مما أدى إلى صعوبة تحديد موقعه في المدينة.
ووفقا للمصادر الأمنية، يُعتقد أن مجموعة «ديكنة» كانت لها علاقة بتفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة في 11 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقال أحد المصادر إن «ديكنة» أجرى اتصالا بزوجته في طرابلس من مكان ما في مصر يوم 17 من الشهر نفسه، كما اتصل بعد ذلك بيومين بالمجموعة المسؤولة عنه في ليبيا، وتحدث عن أنه أصبح يخشى من قرب إلقاء القبض عليه من جانب السلطات المصرية، وجرى نصحه بالانتقال إلى القاهرة الأكثر ازدحاما من الإسكندرية، واستخدام وسائل الاتصال الإنترنتية التي تصعب مراقبتها، مثل «فايبر» و«واتساب»، بدلا من الهواتف. وقال المصدر الأمني المصري إن «ديكنة» والمجموعة الداعشية التي معه اختفوا في القاهرة منذ ذلك الوقت.
وأضاف المصدر أن المجموعات الثلاث التي دخلت إلى مصر في أكتوبر وديسمبر (كانون الأول) ومارس، لم يكن بينها أي اتصالات، وأنها تتبع الطريقة العنقودية، حيث يتولى الربط بينها وترتيب تحركاتها من داخل ليبيا أحد الشخصيات المتطرفة.
وتسللت المجموعة الثانية من الحدود البرية مع مصر. وقالت المصادر إن هذه المجموعة كانت تتكون من نحو 13 شخصا من أعضاء تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذين فروا من سيناء إلى ليبيا في بداية العام الماضي، ودخلوا إلى مصر بواسطة مهربين على الحدود الليبية، بمقابل مادي. وتعتقد السلطات أن هذه العناصر انتقلت بعد ذلك من الحدود، إلى باقي المدن المصرية عن طريق ركوب سيارات الأجرة بواقع شخص واحد في كل سيارة حتى يصعب اكتشافهم من قبل البوابات الأمنية المنتشرة على الطرق الغربية بمصر.
وقالت المصادر إن التحقيقات كشفت أيضا عن أن المجموعة الثالثة التي تسللت إلى داخل البلاد، كانت في أواخر مارس ومطلع أبريل الحالي، وهي المجموعة التي تطلق عليها المصادر الأمنية نفسها «مجموعة الدكام»، نسبة لمتطرف كان يعمل مع مجموعات مصرية من تنظيم «أنصار بيت المقدس» في مدينة درنة، وهي أول مدينة ليبية يعلن فيها تنظيم «أنصار الشريعة» المصنف لدى الأمم المتحدة تنظيما إرهابيا، موالاته لتنظيم داعش.
وقال المصدر الأمني: «لا توجد تأكيدات عما إذا كانت جنسية (الدكام) مصرية أم ليبية، لكن اللهجة التي يتحدث بها هي اللهجة المنتشرة على جانبي الحدود المصرية - الليبية». وأضاف أن «الدكام» نفسه لم يدخل إلى مصر، ولكن مهمته كانت الإشراف على إدخال مجموعة من المتطرفين إلى مصر عبر الحدود. وأضاف أن متطرفي درنة المنتمين لـ«داعش»؛ سواء من الليبيين أو المصريين أو الجنسيات الأخرى، كانوا قد فروا إلى مدن الغرب الليبي، وأن إعادتهم إلى الشرق الليبي، تمهيدا لإدخالهم إلى مصر، تمت بطريقة معقدة بسبب سيطرة الجيش الليبي بشكل شبه تام على الجانب الشرقي من ليبيا.
وتابع قائلا إن مجموعة «الدكام» المكونة من نحو 20 عنصرا من المصريين، جرى نقلها عبر سفينة شحن بضائع من ساحل مصراتة، إلى المياه الدولية المقابلة لمنطقة البردي على الحدود المصرية - الليبية، ونقلهم من السفينة عبر زوارق بحرية، إلى البر. ومن هناك تسللوا إلى داخل مصر عبر المنطقة الحدودية الهشة بين واحتي جغبوب الليبية وسيوة المصرية. وأضاف أن مجموعة «الدكام»، وخلافا للمجموعتين السابقتين، دخلت إلى مصر وهي تحمل مواد متفجرة متقدمة جلبتها من مصراتة بعد أن وصلت في طرود إلى مطار طرابلس الدولي عقب افتتاحه، وهو مطار لا يخضع للسلطات في البلاد.
وكشف عن أن السلطات المصرية وبالتعاون مع الجهات الليبية المعنية، حصلت على معلومات عن مجموعة «الدكام»، بعد دخولها إلى مصر بنحو أسبوعين. وأضاف أن عناصر «الدكام» بدأوا في التسلل من جغبوب بما معهم من متفجرات بداية من يوم 13 مارس الماضي وحتى مطلع أبريل الحالي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.