تعتبر الطاهية الفرنسية آن صوفي بيك من بين 4 طاهيات حصلن على ثلاث نجوم ميشلان عالمياً، وصنفت كأفضل طاهية (أنثى) في العالم من قبل استطلاع ينظمه «أفضل 50 مطعماً في العالم».
«بيك» ورثت مطعم «ميزون بيك» Maison Pic من والدها الشيف أندريه بيك الذي حصل على 3 نجوم ميشلان عام 1934. في بادئ الأمر لم ترد آن صوفي المشي على خطى والدها، فلم تهتم بالمطبخ ولا بالطهي، وتفرغت لدراسة إدارة الأعمال، وعملت في اليابان والولايات المتحدة الأميركية في شركات كثيرة مثل «كارتييه»، ولكنها فجأة وجدت حنينها يشدها إلى فرنسا، وحبها للطهي يأخذها إلى مطبخ أبيها من جديد.
عادت بيك إلى مطعم «ميزون بيك» وهي في سن الـ23، وخضعت لتدريب مكثف من قبل أبيها الذي توفي بعد ثلاثة أشهر من ذلك؛ مما اضطرها إلى مسك زمام الأمور في المطعم وتتحول إلى طاهية محترفة من دون دراسة المهنة على الإطلاق، واليوم هي أفضل طاهية أنثى في العالم، وافتتحت أخيراً مطعمها الأول في لندن داخل فندق «فور سيزونز» في مبنى «ترينتي سكوير» الواقع في شرق العاصمة البريطانية مقابل برج لندن.
وأطلقت على مطعمها الجديد اسم «لا دام دو بيك» La Dame De Pic؛ وهو يضرب عصفورين بحجر من حيث المعنى، فيدخل في الاسم اسم عائلة الطاهية، وبالوقت نفسه التسمية تعني «ملكة البستوني» في لعبة الورق (الكوتشينا).
نبدأ بديكور المطعم، فهو يتناغم مع نمط المبنى الذي يرتكز على مفرداته الهندسية على حقبة الآرت ديكو التي تعزز استخدام المرايا في أثاثه، وتجد في المطاعم أرائك من الجلد الطبيعي، والأجواء العامة في المطعم غير رسمية، ولو أن الأطباق توحي عكس ذلك، على الرغم من الفكرة الرئيسية للائحة الطعام شددت على أن تكون الأطباق الفرنسية «شعبية»، ولكن بصراحة يكفي أن تنظر إلى الأطباق وطريقة تقديمها وهندستها بشكل لا يقبل المناقشة أنه فعلا يستحق النجوم التي بجعبة الطاهية التي تقف وراءه.
وذكرت الهندسة؛ لأن الأطباق تتميز بأشكال هندسية ومربعات وهي أشبه بلوحات فنية، فإذا كنت بانتظار طبق من الدجاج مثل الذي تراه في باقي الأماكن، فتصاب بمفاجأة كبرى؛ لأن آن صوفي لديها القدرة على تغيير شكل أي مكون وتحويله إلى تحفة فنية.
من الأطباق الأولية التي جربناها، طبق يضم أوراق شجر، بعضها حقيقي (ولا يجب أن تأكله) وبعضه الآخر مصنع وصالح للأكل، كما تمزج الطاهية روح الدعابة مع النكهة، وهذا ما يجعلها مميزة، ومن المستحيل أن تصدق أن هذه الطاهية لم تدرس مهنة الطهي، إنما تعتمد على موهبتها النابعة من الداخل.
قد لا تكون أطباقها مصممة لإشباع المعدة على قدر إشباعها للنظر؛ لأن طريقة تقديمها الأنيقة تجعل تركيزك يتمحور حول الشكل وليس المضمون، ولكن وبصراحة فالمذاق يحل في مرتبة الشكل نفسها.
لا تفوتوا عليكم أطباق الحلوى لأنها بالفعل لا تشبه سواها.
الشيف آن صوفي لا تزال تشرف على مطعمها الذي يحمل الاسم نفسه «لا دام دو بيك» في باريس ولديها مطعم «ميزون بيك» في فالانس، ومجيئها إلى لندن واختيار فندق «فور سيزونز» الجديد في مبنى «ترينيتي سكوير» تحول إلى عنوان عريض في المجلات المتخصصة بالأكل، وأصبح حديث النقاد في لندن؛ لأن آن صوفي تعتبر من بين أهم الطهاة في العالم، ولا يوجد في لندن سوى مطعمين يحملان هذا العدد من النجوم، ومطعم واحد في لوزان يحمل نجمتين في «بو ريفاج بالاس».
«لا دام دو بيك» ينضم إلى قافلة مطاعم لندن الفاخرة
آن صوفي بيك رابع طاهية حاصلة على 3 نجوم ميشلان
«لا دام دو بيك» ينضم إلى قافلة مطاعم لندن الفاخرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة