تعزيزات إلى تخوم صنعاء وغارات على جبل النهدين

تعزيزات إلى تخوم صنعاء وغارات على جبل النهدين
TT

تعزيزات إلى تخوم صنعاء وغارات على جبل النهدين

تعزيزات إلى تخوم صنعاء وغارات على جبل النهدين

كثفت مقاتلات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، غاراتها الجوية على مواقع تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وصالح في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد يوم من وصول تعزيزات عسكرية كبيرة، تتضمن مختلف أنواع الأسلحة إلى تخوم المدينة (شرقا). وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن غارات جوية عنيفة استهدفت مقر «الفرقة الأولى مدرع» (سابقا) والخاضعة لسيطرة الميليشيات. وطالت غارات أخرى مواقع عسكرية في جبل النهدين المطل على دار الرئاسة.
تأتي الغارات على مواقع عسكرية بصنعاء، في وقت رجح فيه مراقبون اقتراب معركة الحسم في كل الجبهات، وخاصة في صنعاء التي تواصل قوات التحالف العربي الدفع بتعزيزات عسكرية نحوها، منذ نحو أسبوعين. وقال محسن خصروف، رئيس دائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة لـ«الشرق الأوسط»، إن استعدادات معركة الحسم جارية على قدم وساق في كل الجبهات. وأضاف أن هناك تغييرات دراماتيكية في جبهات القتال ستغير من موازين الأرض.
من جهته، قال عضو المركز الإعلامي لمقاومة صنعاء، صالح القطيبي، إن تعزيزات عسكرية ضخمة من قوات التحالف العربي والمنطقة العسكرية الأولى في سيئون، وصلت، أول من أمس (الجمعة)، إلى جبهة نهم (شرق صنعاء). وأضاف القطيبي أن المدفعية والكاتيوشا، التي عززت بها جبهة نهم، قادرة على الوصول إلى أهداف مهمة داخل صنعاء. وأشار إلى أن هناك ترتيبا لمعركة فاصلة، قريبا، يتم من خلالها دحر الميليشيات والوصول إلى ضواحي العاصمة.
وتشمل تلك التعزيزات كاسحات ألغام ومدرعات، ومن المتوقع أن تصل تعزيزات إضافية إلى مواقع قوات الجيش الوطني خلال الأيام القليلة المقبلة، وفقا لما قاله القطيبي.
وكانت الميليشيات قد قامت، أول من أمس، بتفجير مركز طبي (مستوصف) في منطقة بران بمديرية نهم في محافظة صنعاء، بعد التسلل والوصول إلى المنطقة. وقالت المصادر العسكرية، إن قوات الجيش الوطني المسنودة بمقاومة شعبية تمكنت من دحر الميليشيات التي فرت من مواقع تمركزت فيها سابقا.
إلى ذلك، تواصلت معارك الكر والفر بين قوات الجيش من جهة، والميليشيات من جهة أخرى، في مناطق متفرقة في عسيلان بمحافظة شبوة، في وقت يتبادل فيه الطرفان القصف المدفعي العنيف. وقالت مصادر محلية إن غارات جوية عنيفة استهدفت تجمعا للميليشيات شمال بيحان، ثاني أكبر مدن محافظة شبوة.
ومنذ عدة أيام تحاول الميليشيات التسلل وشن هجمات على مواقع سيطرت عليها قوات اللواء 19 واللواء 26، غير أنها تواجه بصد عنيف.
في السياق ذاته، شنت مقاتلات التحالف العربي خلال الـ24 الساعة الماضية، غارات عنيفة على مواقع الميليشيات في مناطق الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية في محافظة حجة. وقالت مصادر ميدانية، إن الغارات طالت مواقع في الجمنة وشرق مثلث عاهم في حرض، بالتزامن مع تحليق طائرة الأباتشي ومشاركتها في استهداف الميليشيات في حرض وحيران وعبس.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.