70 مليون بيضة تستهلكها النمسا في عيد الفصح

رمز لانطلاقة الحياة

متسوقة تتفحص أطباق البيض الملون في سوق عيد الفصح بفيينا (أ.ف.ب)
متسوقة تتفحص أطباق البيض الملون في سوق عيد الفصح بفيينا (أ.ف.ب)
TT

70 مليون بيضة تستهلكها النمسا في عيد الفصح

متسوقة تتفحص أطباق البيض الملون في سوق عيد الفصح بفيينا (أ.ف.ب)
متسوقة تتفحص أطباق البيض الملون في سوق عيد الفصح بفيينا (أ.ف.ب)

تفيض الأسواق النمساوية والمحال التجارية هذه الأيام بأنواع مختلفة من أدوات الزينة والملابس والأغطية صفراء اللون؛ وذلك باعتبار أن اللون الأصفر لون عيد الفصح.
هذا، بينما تفيض متاجر بيع الأغذية «السوبر ماركت» بكميات مهولة من البيض الملون بجانب منتجات من الشوكولاته والمخبوزات على هيئة حملان وأرانب؛ باعتبارها رمز الخصوبة والرزق الوفير.
من جانبها، تنشط السلطات الصحية في تسيير حملات فجائية فرضا لرقابة لصيقة على نوعية الألوان المستخدمة في تلوين البيض وجودته، وللتأكد من صحة الديباجات الملصقة، سواء على البيض أو اللحوم والخضراوات، التي تقول إن «المنتج عضوي».
تستهلك النمسا خلال أيام العيد نحو 70 مليون بيضة، في حين لا يزيد عدد سكانها على 8.7 مليون نسمة، وذلك ما يعادل 10 في المائة من استهلاكهم السنوي للبيض.
تنتج البيض تجاريا مئات الشركات، ويقل عدد تلك المختصة فقط بالتلوين، وأشهرها أربع فقط تنتج أكبرها 50 في المائة من البيض الملون الذي يحتاج إلى مكننة بالغة الدقة، عكس ما يحدث منزليا عندما تنشط الأمهات والجدات في سلق البيض بالطرق التقليدية المتوارثة، ثم تلوينه بصحبة الصغار في متعة شديدة.
يرش البيض قبل التلوين تجاريا ببخار ساخن، ثم يسلق في حمامات مائية في درجات حرارة منخفضة حتى يصبح قاسيا، ثم يلون وهو ساخن بألوان صالحة للأكل، وبعد أن يجف تختم كل بيضة بتاريخ إنتاجها وترقم، ثم يغلف في عبوات حسب اللون أو العدد.
يعود تقليد البيض الملون إلى اعتقاد سائد بأنه رمز للخروج للحياة بشق «الكتكوت» القشر والخروج منه، بيد أن مصادر تقول إن الكنيسة البروتستانتية هي أول من لون البيض باللون الأحمر رمزا لدم المسيح.
مع طغيان الروح التجارية لزيادة الاستهلاك وجني مزيد من الربح سادت عادات تلوين البيض بمختلف الألوان والرسومات، بما في ذلك نقوشات دقيقة للغاية؛ مما يضاعف من سعره، وبخاصة أن البعض يستخدم ألوان طلاء لزيادة العمر الافتراضي للبيض. وتختلف المصادر حول ذلك العمر الافتراضي!
في سياق مواز، ومع تطور فنون صناعة الشوكولاته والمهارة في تشكيلها، ظهر بقوة إنتاج بيض من الشوكولاته بأحجام مختلفة يتم تغليفه بأوراق مذهبة ومنمنمة، كما ظهرت بيضات خشبية وأخرى ورقية وبلاستيكية للزينة.
من جانبهم، يعشق الصغار ألعاب ومنافسات «دس البيض وتخبئته بالحدائق المنزلية، ثم الخروج يوم العيد للبحث عنه» كما يعشقون المخبوزات المشكلة على صورة حملان وأرانب.
ولا تعرف عن المطبخ النمساوي تلك الأطباق المطبوخة من لحم الأرانب، مفضلين في هذا الموسم لحم الضأن، ويقدر ما يستهلكون من لحوم الضأن والماعز خلال أسبوعي العيد بـ230 طنا، في حين تهبط النسبة بصورة ملحوظة خلال باقي أيام السنة.
مع زيادة الوعي الصحي زاد الاهتمام والحرص على تناول مواد غذائية عضوية، أي تلك التي تنمو طبيعيا دون أي مواد كيماوية أو مدخلات صناعية غير طبيعية من مبيدات حشرية أو أسمدة أو اللجوء لتقنية تسرع من الإنتاج وتضاعفه. ومعلوم أن الإنتاج العضوي تجاريا لا بد أن يتم وفق معايير حكومية يعرض نقضها لمساءلات قانونية ومحاكم.
إلى ذلك، ومع روعة الطقس بحلول فصل الربيع واستعدادا لعيد «فصح صديق للبيئة» انتشرت بالنمسا أخيرا حملات تدعو ربات البيوت إلى الاستفادة من مخلفات الطعام بتحويلها إلى أسمدة عضوية بإمكانهن استخدامها وبأقل تكلفة لتخصيب الحدائق المنزلية وأحواض زراعة الخضراوات.
في هذا السياق، تبيع مزارع متخصصة أنواعا معينة من «الديدان» تعيش في درجات حرارة ما بين 15 و20 مئوية يمكن وضعها وسط مخلفات الطعام وأوراق الخضراوات الجافة والفاكهة، فتتغذى عليها وعلى ما تحتويه من كربون ونيتروجين، وتتوالد وتختمر فتتحول إلى أسمدة طبيعية. علميا تعرف هذه الطريقة بـ«الكمر الهوائي».
ولتشجيع ربات البيوت على فصل المخلفات والبقايا داخل المطابخ وتحويلها إلى أسمدة عضوية بالاستعانة بالديدان قامت بعض شركات الأثاثات بتصميم مكبات نفايات «براميل زبالة» على شكل مقاعد خفيفة وأنيقة محكمة الإغلاق، سهلة النظافة ومنجدة بفرشات ملونة زاهية توضع داخل المطابخ، وتستخدم لجلوس مريح، إضافة إلى ما ينتج داخلها من أسمدة عضوية؛ مما يقلل من القمامة ويدرأ الاحتباس الحراري والتلوث البيئي، ويزيد من منتجات الحدائق ونباتاتها بصورة طبيعية 100 في المائة.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.