تتخلى حركة «إيتا» الانفصالية، اليوم، عن أسلحتها، في قرار أحادي الجانب، بعد أكثر من 5 عقود من العمل المسلح، لكنها حذرت في إعلانها من أن أعداءها قد يعرقلون تلك العملية. جاء ذلك في خطاب للحركة حصلت هيئة البث البريطاني (بي بي سي) على نسخة منه، ما أكد تقارير سابقة عن خطط الحركة لإلقاء سلاحها.
ويقول خطاب الحركة، الموقع بتاريخ السابع من أبريل (نيسان) الحالي: «بعد التخلي عن كل أسلحتها إلى ممثلي المجتمع المدني لإقليم الباسك، فإن (إيتا) الآن حركة غير مسلحة».
وجاء تقرير الـ«بي بي سي» حول نية الحركة إلقاء سلاحها من مدينة سانت سبستيان الباسكية، في شمال غربي إسبانيا، لكن الحركة حذرت في خطابها من أن «عملية إلقاء السلاح لم تكتمل بعد، ويوم إلقاء السلاح هو غداً (اليوم) السبت». ومن المتوقع أن تكون مدينة بايون، وهي تقع في منطقة الباسك الفرنسية، محور عملية التخلي عن السلاح.
وقتل مسلحو الحركة أكثر من 800 شخص، وأصابوا آلافاً آخرين، خلال نشاطاتهم التي وصفت بالإرهابية بهدف استقلال إقليم الباسك عن إسبانيا. وكانت «إيتا» قد أعلنت وقفاً لإطلاق النار عام 2011، لكنها لم تتخل عن سلاحها، لكن ترفض الحكومة الإسبانية التفاوض مع الحركة المسلحة.
تأسست حركة إيتا قبل نحو 50 عاماً، في عهد الديكتاتور الإسباني الراحل فرانثيسكو فرانكو، ونفذت أول عملية قتل معروفة لها عام 1968، حينما استهدفت قائد الشرطة السرية، ميليتون مانزاناس، الذي قتل بإطلاق الرصاص عليه في مدينة سان سيباستيان، بإقليم الباسك الإسباني. وفي عام 2014، قالت لجنة تحقيق دولية تضم مفتشين دوليين إن «إيتا» وضعت جانباً بعض أسلحتها، لكن الحكومة الإسبانية نفت ذلك، ووصفت الخطوة بـ«المسرحية».
ومنذ عام 1968 حتى عام 2010، شاركت المنظمة في حملة دموية لإقامة دولة مستقلة في إقليم الباسك بأجزاء من شمال إسبانيا وجنوب فرنسا. وفي نهاية عام 2011، أعلنت المنظمة انتهاء نزاعها المسلح، ولم ترتكب أي هجمات منذ ذلك الحين، إلا أن نزع السلاح لم ينفذ حتى الآن.
وأضاف خطاب «إيتا»: «نحذر من أن عملية إلقاء السلاح لا تزال عرضة للاستهداف من جانب أعداء السلام. الضمان الحقيقي الوحيد لنجاح العملية هو آلاف الأشخاص الذين سيحتشدون غداً في مدينة بايون (جنوب غربي فرنسا) لتأييد عملية إلقاء السلاح».
ولكن سيناريو هذه العملية لا يزال غامضاً، إذ إن مصادر قريبة من المنظمة الانفصالية قالت إن هناك «مفاوضات جارية مع السلطات الفرنسية» بهذا الخصوص.
وخلال السنوات الأخيرة، وضعت الشرطة الفرنسية والإسبانية حركة إيتا تحت ضغط قوي، وألقت القبض على مئات المسلحين، بمن فيهم شخصيات قيادية، وصادرت كميات كبيرة من أسلحة الحركة. وتتوقع وسائل الإعلام الإسبانية أن حركة إيتا لم يعد لديها كثير من الأسلحة، بعد كثير من العمليات الأمنية الناجحة ضدها.
وقالت صحيفة «الباييس» الإسبانية إن اللحظة المهمة، إذا مضت «إيتا» في عملية نزع سلاحها، ستكون عندما تخبر لجنة التحقق الدولية فرنسا بمواقع مخازن أسلحتها. وقالت أمس حكومة إقليم الباسك، التي تتمتع بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي بموجب القانون الإسباني، إن هذه المواقع ستبقى سرية.
وقالت صحيفة «لوموند» الفرنسية، الشهر الماضي، إن منظمة بيزي البيئية، المؤيدة لاستقلال إقليم الباسك، أعطيت المسؤولية عن عملية إلقاء السلاح، وذلك نقلاً عن ناشط بالمنظمة.
وقال وزير الداخلية الإسباني، خوان إغناثيو ثويدو، إن حركة إيتا لن تحصل على أي شيء مقابل تخليها عن السلاح. وعلق الوزير الإسباني على تقرير صحيفة لوموند قائلاً: «ما يجب على (إيتا) فعله هو أن تحل نفسها وتختفي». ونقلت صحيفة الباييس عن مصادر بحكومة الباسك قولها إنهم يفضلون أن تحل حركة إيتا نفسها رسمياً، بدلاً من الانتظار حتى تتفكك تدريجياً. وترى تلك المصادر أن حل الحركة رسمياً سيسهل إقناع الحكومة الإسبانية بنقل مسلحي الحركة المسجونين إلى سجون قريبة من عائلاتهم في إقليم الباسك، كما قد يسهم أيضاً في تسهيل ظروف سجنهم.
«إيتا» الباسكية تسلم سلاحها بعد 5 عقود من العمل المسلح
المنظمة الإسبانية الانفصالية حذرت من أن «أعداء السلام» قد يعرقلون تلك العملية
«إيتا» الباسكية تسلم سلاحها بعد 5 عقود من العمل المسلح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة