أبو الغيط يبحث مع السبسي دفع جهود دول الجوار لحل الأزمة الليبية

باريس تشجع تونس على مواصلة الإصلاحات الاقتصادية

الرئيس التونسي مستقبلا رئيس الحكومة الفرنسية في تونس العاصمة أمس (أ ف ب)
الرئيس التونسي مستقبلا رئيس الحكومة الفرنسية في تونس العاصمة أمس (أ ف ب)
TT

أبو الغيط يبحث مع السبسي دفع جهود دول الجوار لحل الأزمة الليبية

الرئيس التونسي مستقبلا رئيس الحكومة الفرنسية في تونس العاصمة أمس (أ ف ب)
الرئيس التونسي مستقبلا رئيس الحكومة الفرنسية في تونس العاصمة أمس (أ ف ب)

التقى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مع أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها الأمين العام إلى تونس للمشاركة في اجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب. وتناول اللقاء سبل دفع جهود دول جوار ليبيا للتوصل لإنهاء الأزمة في البلاد، فيما أكد المبعوث العربي في ليبيا أن جهوده تنصب على تقليص التدخلات الخارجية التي تدعم الميليشيات.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن اللقاء ركز على المعالجات العربية لقضايا سوريا وليبيا، في ظل المحاولات التي تجرى حاليا لجمع أطراف الأزمة، وخاصة توفيق وجهات النظر بين المستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، الذي يزور تونس حاليا للتشاور مع القيادة التونسية حول مستجدات الوضع على الساحة الليبية، وإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الفرنسي، الذي يزور تونس أيضا.
ومن المقرر أن تنطلق جولة أخرى لدول الجوار الليبي في الجزائر خلال الشهر الجاري للنظر في دعوة القوى السياسية للحوار، خاصة في ظل تعثر تنفيذ الدعوة التي أطلقها المستشار عقيلة صالح لإجراء الانتخابات، حيث أكد رئيس الهيئة العليا للانتخابات صعوبة إجراء الانتخابات وتفضيل تنفيذ اتفاق الصخيرات.
وتضم اجتماعات دول جوار ليبيا كلا من مصر وتونس والجزائر وتشاد والنيجر والسودان.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن مبعوث الأمين العام للجامعة صلاح الدين الجمالي، سوف يبدأ جولة إلى بعض دول الجوار الليبي، وهي النيجر، وتشاد، والسودان.
وفى تصريحات خاصة للسفير صلاح الدين الجمالي لـ«الشرق الأوسط» أوضح أن أهم عنصر لإنجاح مهمته كمبعوث عربي هو تحقيق الانسجام في المواقف والدعم العربي لليبيا وتقليص مساحات التدخلات الخارجية التي تدعم عمل الميليشيات.
من جانبه، أوضح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن اللقاء مع الرئيس التونسي شهد تبادل وجهات النظر حول آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة العربية، خاصة ما يتعلق بالأزمة السورية، وذلك في ضوء التطورات التي شهدتها هذه الأزمة خلال الأيام الأخيرة، إضافة إلى تناول أبعاد الوضع في ليبيا، والجهود المختلفة المبذولة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية وإحلال كامل الأمن والاستقرار في هذا البلد العربي، بما في ذلك الجهود التي تبذلها دول جوار ليبيا، ومن بينها تونس، في هذا الصدد، وعمل الآلية الرباعية المعنية بالوضع في ليبيا، التي تضم كلا من الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، والاتصالات التي يجريها الممثل الخاص لأمين عام الجامعة العربية المعني بالوضع في ليبيا.
وأشار إلى أن اللقاء شهد أيضا استعراض أهم نتائج القمة العربية الثامنة والعشرين التي عقدت بالأردن، وكيفية العمل على تنفيذ مقررات هذه القمة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وبما يمكن أن يسهم في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك خلال المرحلة المقبلة، حيث حرص الرئيس التونسي على الإشارة إلى أهمية دور الجامعة العربية في هذا الإطار، مع الإعراب عن مساندته للجهود التي يبذلها الأمين العام من أجل تنشيط عمل الجامعة وانخراطها في تناول مختلف القضايا العربية ذات الأولوية، خاصة تلك المتعلقة بالأزمات التي مرت بها المنطقة العربية على مدار السنوات الأخيرة.
وأضاف أن الأمين العام للجامعة حرص بدوره على تأكيد تطلعه لاستمرار التواصل والحوار القائم مع الرئيس السبسي، ومع الجانب التونسي بشكل عام، حول التطورات الجارية في الساحة العربية، مع الإعراب عن تقديره للجهود التونسية الهامة الرامية لدعم العمل العربي، وهو ما تجسد خلال رئاسة تونس للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في الفترة السابقة على انعقاد القمة العربية الأخيرة.
شجع رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف أمس الجمعة أثناء زيارته إلى تونس حكومة هذا البلد على مواصلة الإصلاحات، مكررا تأكيد دعم باريس المالي و«ثقتها» في هذه الديمقراطية اليافعة التي يعاني اقتصادها من ضعف.
وقال كازنوف أثناء طاولة مستديرة مع ممثلي المجتمع المدني التونسي: «نقدم مساعدتنا، وشركاتنا حاضرة لم تغادر، ولن تغادر».
أضاف: «في الوقت نفسه يجب إجراء إصلاحات اقتصادية بحيث تستفيد شركاتنا أيضا من نظام حيوي يضمن لها مردودا على جهودها الاستثمارية»، مؤكدا أن تونس تسير «على طريق إيجابية جدا» من هذا المنطلق.
كما شدد مع مطالبة المشاركين في اللقاء فرنسا بذل المزيد لصالح تونس، على أن باريس «تتقدم بأشواط» على غيرها بصفتها «أول جهة مانحة» لتونس التي قدمت لها 1.2 مليار يورو على خمس سنوات.
أضاف أن «ما بنيناه حتى الآن راسخ ولا يمكن إعادة النظر فيه» بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.