أعلنت تركيا، أمس، أنها قد تتدخل عسكرياً في العراق من أجل منع حزب العمال الكردستاني من إقامة قاعدة له في سنجار في محافظة نينوى شمال العراق، على غرار ما فعل في جبال قنديل في المثلث الحدودي التركي - العراقي الإيراني. وقال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية في مقابلة تلفزيونية، أمس، إن بلاده قد تتدخل عسكرياً في العراق، إذا اقتضت الضرورة وإذا رأت أن هناك ما يهدِّد أمنها القومي نتيجة ما سماه تمركز تنظيمات إرهابية في المنطقة، كما أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من جانبه الأمر نفسه، قائلا: «سنتدخل عسكرياً في العراق لوقف تهديدات المنظمات الإرهابية».
وأضاف جاويش أوغلو أن حزب العمال الكردستاني يريد إنشاء قاعدة عسكرية في مدينة سنجار شمال العراق، وتحويلها إلى قنديل ثانٍ (في إشارة إلى وجود الحزب في جبال قنديل)... ونحن لن نسمح بذلك، لافتاً إلى أن حزب العمال الكردستاني يستهدف تركيا، وتركيا تكافح ضد هذا التنظيم خارج وداخل البلاد. وكان جاويش أوغلو أعلن الأحد الماضي، عقب زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى أنقرة، أنه بحث مع نظيره الأميركي موضوع شن عملية عسكرية على سنجار شمال العراق، وأن تيلرسون أكد استعداد بلاده للتعاون مع تركيا في هذه العملية.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه مصادر إعلامية قريبة من الحكومة التركية عن وجود خطط لتنفيذ عملية عسكرية واسعة للجيش التركي ضد حزب العمال الكردستاني في مدينة سنجار. وذكرت صحيفة «يني شفق» التركية القريبة من الحكومة أن الأسابيع المقبلة سوف تشهد عملية للجيش التركي تحمل اسم «درع دجلة» لطرد مسلحي العمال الكردستاني من سنجار التي تقطنها غالبية إيزيدية، والقريبة من تلعفر حيث تعيش أغلبية تركمانية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر توقُّعَها أن تنطلق العملية في أواخر أبريل (نيسان) الحالي أو في مايو (أيار)، بعد الانتهاء من الاستفتاء حول التعديلات الدستورية التي تتضمن تحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي، الذي سيجري في 16 أبريل، بمشاركة مئات من الدبابات والمدرعات العسكرية وناقلات الجند والمدفعية.
وذكرت المصادر أن العملية تهدف بالدرجة الأولى إلى قطع الاتصال بين سنجار ومنطقة جبال قنديل التي يتخذها العمال الكردستاني منطلقاً لشن هجماته ضد تركيا، إضافة إلى منع التعاون بين مسلحي العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال سوريا. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أعلن (الثلاثاء)، أن عملية درع الفرات التي نفذتها القوات التركية مع فصائل من الجيش السوري الحر في شمال سوريا اختتمت مرحلتها الأولى لكن ذلك لن يكون نهاية المطاف فستكون هناك عمليات أخرى في سوريا والعراق. كما أعطى إردوغان مؤشراً في لقاء جماهيري للدعاية للتعديلات الدستورية، الخميس، إلى أن الصيف المقبل قد يشهد عمليات عسكرية في سوريا والعراق قائلا إن «الإرهابيين الذين يستهدفون تركيا عليهم أن يعلموا أن صيفاً ساخناً في انتظارهم». وفي رد فوري على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن التدخل العسكري في العراق أعلنت الحكومة العراقية أنها لن تسمح لأي طرف خارجي بالقيام بدور عسكري ميداني على الأرض، وأنها تنتظر من تركيا الوفاء بالتزاماتها وسحب قواتها من معسكر بعشيقة في شمال العراق تزامناً مع تحرير الموصل من تنظيم داعش. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي، في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية أمس: «موضوع التنسيق العسكري والأمني في أي دولة وفي العراق يمر عبر التنسيق مع الحكومة، والحكومة ليست عازمة على السماح لأي طرف خارجي بالقيام بدور عسكري ميداني على الأرض كقوات مقاتلة برية لا من تركيا ولا من أي دولة أخرى».
وأضاف المتحدّث أن موضوع الوجود في معسكر بعشيقة نوقش أيضاً في زيارة الوفد التركي في يناير (كانون الثاني) الماضي، والبيان الذي صدر بعيد الزيارة وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الوزراء العراقي مع نظيره التركي بن علي يلدريم حيث جرى الاتفاق على سحب القوات التركية من الأراضي العراقية بالتزامن مع تحرير الموصل وتحقيق سيطرة القوات العراقية على هذه المدينة وإخراج الإرهابيين منها، ونحن ننتظر أن تفي الحكومة التركية بالتزامها بهذا الصدد.
وكان يلدريم أعلن عقب عودته من العراق أن تركيا ستقوم بسحب قواتها من بعشيقة في الوقت الذي تراه مناسباً. وأثارت مسألة الوجود التركي في بعشيقة توترا بين أنقرة وبغداد تصاعد قبل عملية تحرير الموصل التي انطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتسبب في حرب كلامية بين البلدين إلى أن هدأ حدة التوتر بعد زيارة يلدريم وعدد من الوزراء في حكومته إلى العرق في يناير.
أنقرة تهدد بالتدخل العسكري في العراق... وبغداد ترفض
وسط تقارير عن عملية «درع دجلة» تركية وشيكة في سنجار
أنقرة تهدد بالتدخل العسكري في العراق... وبغداد ترفض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة