في وقت تصاعدت فيه أعمال القمع الاحتلالية في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وبدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الإعداد لإغلاق المناطق الفلسطينية طيلة الأسبوع المقبل خلال عيد الفصح العبري، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، شاؤول موفاز، عن أنه ورئيس وزرائه آنذاك، آرائيل شارون، خططا لطرد الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، من الضفة الغربية.
وقال موفاز، في مقابلة مع القناة الإسرائيلية الأولى للتلفزيون الرسمي، أمس، خلال برنامج خصص للذكرى السنوية الخامسة عشرة للاجتياح الإسرائيلي ومحاصرة عرفات حتى آخر أيام حياته، إن عملية الاجتياح التي سميت يومها بعملية «السور الواقي» عام 2002، اشتملت على خطة أعدها مع شارون لاقتحام المقاطعة، والقبض على عرفات، وطرده إلى مكان بعيد عبر طائرة خصصت لهذا الغرض. وأضاف موفاز أن المخابرات الإسرائيلية، كانت تمتلك معلومات كافية عن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لدرجة القدرة على التسلل إلى مخدعه والقبض عليه وهو نائم، وطرده مع طاقم مصغر من مقربيه، بالإضافة لطبيبه، إلى مكان بعيد جداً عن حدود إسرائيل، على حد تعبيره. ولكن المخطط لم ينفذ بسبب مرض عرفات ووفاته.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت، أمس الجمعة، أنها في عيد الفصح، الذي يعتبره اليهود «عيد الحرية» و«تحرر بني إسرائيل من الظلم الفرعوني في مصر»، سوف تغلق الضفة الغربية لأكثر من أسبوع من التاسع وحتى السابع عشر من أبريل (نيسان) الحالي. وبررت هذا الكبت للفلسطينيين بالحاجة إلى ضمان حرية الاحتفالات الإسرائيلية الآمنة بعيد الفصح.
وتمهيدا لهذا الإغلاق، بادرت قوات الاحتلال إلى سلسلة عمليات اقتحام واجتياح في مدن وقرى الضفة الغربية، بحجة «ردع التنظيمات الفلسطينية عن تنفيذ عمليات مسلحة ضد إسرائيل، كما اعتادت في كل عيد يهودي». ومن أبرز عمليات الاقتحام، ما تم فجر أمس، في بلدة سلواد شمال شرقي مدينة رام الله، حيث اعتقلت سبعة من المواطنين، ومنعت الأهالي من أداء صلاة الفجر.
وأفاد شهود عيان بأن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت البلدة عند الساعة الثالثة فجراً، وانتشرت في طرقاتها وسط إطلاق قنابل الصوت، كما داهمت عددا من منازل المواطنين وعبثت بمحتوياتها وصادرت عددا من المركبات للمواطنين. وأكد المواطنون أن مواجهات عنيفة أعقبت عملية الاقتحام في أزقة البلدة وحاراتها، وقامت قوات الاحتلال على إثرها بالاستعانة بتعزيزات إضافية لمواجهة المواطنين الغاضبين.
وفي خضم هذه العملية، اعتقلت قوات الاحتلال والد الأسير مالك حامد، الذي يشتبه بأنه نفذ عملية الدهس التي وقعت أول من أمس قرب مستوطنة «عوفرا» المقامة على أراضي بيت لحم، وشقيقه موسى. كما أخذت قياسات المنزل الذي يعيش فيه الشاب مع أهله، تمهيدا لهدمه.
واعتقلت قوات الاحتلال خلال مداهمتها المنازل، محمد عمر حامد (23 عاما) بعد مداهمة منزله وتفتيشه وإخضاعه وشقيقه للتحقيق، وصادرت مركبتين للعائلة، كما صادرت مركبة وديع حماد. وبعد الاقتحام شكا الأهالي من فقدان مبلغ من المال، يقدر بـ1500 دولار، كما داهمت منزل الأسير جهاد غليون وفتشته بالكامل. وسحبت عشرات تصاريح العمل من العمال سكان البلدة.
وفي السياق، نقل محامي نادي الأسير الفلسطيني، أمس الجمعة، عن الأسير مالك حامد (22 عاماً)، إثر زيارة أجراها له في معتقل «المسكوبية» حيث يُحتجز، إنه «تعرض للضرب على يد قوات الاحتلال، وقد قاموا بتعريته أثناء عملية اعتقاله». وقال المحامي إن سلطات الاحتلال أعلنت أنه أصيب بجراح خفيفة، مع أنه لم يتعرض لأي إصابة، مما يثير الشبهات بأنهم خططوا لضربه حتى تبدو إصابته من عملية الدهس.
مسؤول إسرائيلي كبير يكشف عن خطط لاعتقال عرفات وترحيله قبيل وفاته
كانت معدة ضمن عملية «السور الواقي» عام 2002
مسؤول إسرائيلي كبير يكشف عن خطط لاعتقال عرفات وترحيله قبيل وفاته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة