مقتل 7 بتفجير سيارة ملغومة في مقديشو والحكومة تتهم «الشباب»

تحذيرات من عبور السفن سواحل الصومال بعد تصاعد نشاط القراصنة

مقتل 7 بتفجير سيارة ملغومة في مقديشو والحكومة تتهم «الشباب»
TT

مقتل 7 بتفجير سيارة ملغومة في مقديشو والحكومة تتهم «الشباب»

مقتل 7 بتفجير سيارة ملغومة في مقديشو والحكومة تتهم «الشباب»

لقي أمس سبعة أشخاص على الأقل مصرعهم في أحدث عملية إرهابية بسيارة ملغومة صدمت مقهى في العاصمة الصومالية مقديشو بالقرب من مجمعات تضم وزارتي الأمن والشباب والرياضة. وقال وزير الإعلام الصومالي عبد الرحمن عثمان إن التفجير أسفر عن خسائر مادية لحقت بالمنازل والسيارات القريبة من موقع الانفجار الذي دمر المقهى وألحق أيضا أضرارا بمقهى آخر كما دمر ثلاث سيارات.
لكن عبد القادر عبد الرحمن مدير خدمة أمين للإسعاف قال في المقابل لوكالة «رويترز» إنه تم نقل سبعة قتلى حتى الآن من مكان الانفجار وإن عدد الضحايا قد يزداد، حيث أفاد شهود عيان أنه يمكن رؤية بقع دماء على الأرض، فيما تصاعد الدخان من المكان.
وهز الانفجار المنطقة بالقرب من تمثال الجندي المجهول في مديرية بونديرا بالعاصمة مقديشو، بعدما انفجرت سيارة مفخخة كانت في موقف للسيارات قرب المطعم الذي كان مزدحماً وقت الانفجار، حيث كان أغلب رواده من الشباب.
وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إن الجهات الأمنية بدأت على الفور في إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة ملابسات الحادث، كما طوقت مكانه.
ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الحادث، لكن عبد الفتاح عمر هالاني المتحدث باسم رئيس بلدية مقديشو أبلغ الصحافيين أنه تأكد مقتل سبعة مدنيين في الانفجار على يد حركة الشباب المتطرفة.
والتزمت حركة الشباب الصمت، علما بأنها قد أعلنت في السابق مسؤوليتها عن انفجارات وهجمات بالأسلحة في العاصمة وأماكن أخرى في الصومال، كما تعهدت بقتال الرئيس المنتخب محمد عبد الله فرماجو.
ووقع الانفجار بعد مرور يومين فقط على تولي وزير الأمن الجديد محمد أبو بكر دوعالي في الحكومة التي يترأسها خيري حسن، مهام منصبه وتعهد بوضع خطة لتشديد الإجراءات الأمنية.
وقال دوعالي في مراسم تمت أول من أمس بحضور مسؤولين حكوميين بمناسبة بدء عمله رسميا، إنه بصدد إعداد خطة جديدة من شأنها أن تسهم في تعزيز أمن البلاد بشكل عام والعاصمة مقديشو بشكل خاص، بينما طالبه نائب رئيس الوزراء مهدي خضر بإحداث تطوير وتحسين في الجانب الأمني والحد من الخروقات الأمنية.
وأكد خضر أن حكومته تمنح الأولوية لتوفير حقوق القوات الأمنية بأقسامها المختلفة، على حد تعبيره، في إشارة إلى اعتزام الحكومة احتواء السخط الذي يعانيه عناصر الأمن بسبب تأخر مرتباتهم الشهرية.
وتزامن وقوع الحادث مع تصريحات صحافية لوزير الدفاع الصومالي الجديد عبد الرشيد محمد، دعا خلالها قوات الجيش الوطني إلى إعادة فتح الطرقات أغلقتها ميليشيات حركة الشباب المرتبطة بتنظيم «القاعدة» بالقوة، للمساعدة على إيصال المساعدات إلى المتضررين من موجة الجفاف التي اجتاحت البلاد. وأثنى عبد الرشيد على الدعم الذي تقدمه الدول المشاركة ضمن قوات حفظ السلام الأفريقية (أميصوم) للقوات المحلية لتعزيز الأمن الاستقرار في البلاد.
من جهة أخرى، حث مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والإجرام السفن العابرة لسواحل الصومال للتقيد بنصائح القوات البحرية والمنظمة البحرية الدولية عند اعتزامها عبور المنطقة.
وجاء التحذير بعدما تصاعد الهجمات مؤخرا ضد السفن التجارية قبالة السواحل الصومالية، على نحو يعيد إلى الأذهان شبح وحجم التهديد الذي تمثله القرصنة البحرية في الدولة التي ما زالت تعاني من ضعف مؤسساتها الأمنية والعسكرية.
وقال المدير التنفيذي لهذه الوكالة الأممية يوري فيدوتوف في بيان إنه «بعد ثلاث هجمات أعقبت هدوء دام خمس سنوات، من الواضح أن القراصنة الصوماليين يعتزمون مواصلة هجماتهم ضد السفن»، وأضاف: «أدعو المجتمع الدولي للتحلي باليقظة، والعمل في إطار شراكة وثيقة، ومحاسبة القراصنة».
وما زالت أجزاء واسعة من السواحل الصومالية خارج سيطرة السلطات الأمنية الحكومية، بحسب المنظمة التي طالبت السفن التي تخطط للعبور على المياه الإقليمية للبلاد التقيد بنصائح القوات البحرية والمنظمة البحرية الدولية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.