العاهل المغربي ينصب حكومة العثماني... وتغييرات في حقائب الداخلية والخارجية والعدل

تتكون من 39 عضواً ضمنهم 9 نساء

العاهل المغربي الملك محمد السادس يتوسط وزراء حكومة سعد الدين العثماني أمس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس يتوسط وزراء حكومة سعد الدين العثماني أمس (ماب)
TT

العاهل المغربي ينصب حكومة العثماني... وتغييرات في حقائب الداخلية والخارجية والعدل

العاهل المغربي الملك محمد السادس يتوسط وزراء حكومة سعد الدين العثماني أمس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس يتوسط وزراء حكومة سعد الدين العثماني أمس (ماب)

بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على إعلان نتائج اقتراع 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس الأربعاء في القصر الملكي بالرباط، أعضاء حكومة الدكتور سعد الدين العثماني.
وضمت الحكومة الجديدة 39 وزيرا ووزيرا منتدبا وكاتبا للدولة (وزير دولة)، وتسعة نساء ضمنهن مونية بوستة، التي عينت كاتبة دولة لدى وزارة الخارجية، وهي وكيلة سابقة لوزارة التجارة والصناعة. يذكر أن حكومة عبد الإله ابن كيران كانت تتكون من 39 وزيرا.
وعرفت حكومة العثماني تغييرات كبيرة على مستوى الوزارات الأساسية، مثل الخارجية التي آلت إلى ناصر بوريطة الوزير المنتدب السابق في الخارجية، بينما تولى وزارة الداخلية عبد الوافي الفتيت، والي (محافظ) الرباط العاصمة الذي خلف محمد حصاد الذي عين وزيرا للتربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأُطر. في حين أبعد الشرقي الضريس الوزير المنتدب في الداخلية، وحلّ محله نور الدين بوطيب وكيل وزارة الداخلية السابق.
ومعروف عن وزير الداخلية الجديد أنه من أشد خصوم حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية.
وخلف محمد أوجار، سفير المغرب في جنيف، مصطفى الرميد في وزارة العدل والحريات، بينما عيّن الرميد وزيرا للدولة مكلفا حقوق الإنسان. أما الأمانة العامة للحكومة، فقد عين على رأسها محمد الحجوي، الوكيل السابق لرئاسة الحكومة، خلفا لإدريس الضحاك الذي يرتقب أن يعين رئيسا لمجلس السلطة القضائية. يذكر أن «وزير الدولة» في المغرب أعلى درجة من منصب الوزير.
في غضون ذلك، احتفظ محمد بوسعيد بحقيبة المالية، وخلت حكومة العثماني من حقيبة الوزارة المكلفة الموازنة. كما احتفظ أحمد التوفيق بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعبد اللطيف الوديي بالوزارة المكلفة الدفاع الوطني. وخلف الحسن الداودي، وزير التعليم العالي السابق، محمد الوفا في وزارة الشؤون العامة والحكامة.
وحصل حزب العدالة والتنمية على 10 حقائب وزارية هي: وزارة الدولة مكلفة حقوق الإنسان (مصطفى الرميد)، ووزارة الطاقة والمعادن (عزيز الرباح)، ووزارة التجهيز والنقل (عبد القادر عمارة) ووزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية (بسيمة حقاوي)، ووزارة التشغيل والإدماج المهني (محمد يتيم)، ووزارة الشؤون العامة والحكامة، ووزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني والناطق الرسمي باسم الحكومة (مصطفى الخلفي) والوزارة المنتدبة المكلفة النقل (نجيب بوليف)، وكتابة الدولة لدى وزير السياحة المكلفة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي (جميلة مصلي)، وكتابة الدولة في التعليم العالي (خالد الصمدي) وكتابة الدولة المكلفة التنمية المستدامة (نزهة الوافي).
بينما حصل التجمع الوطني للأحرار على 7 حقائب وزارية، ضمنها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات (عزيز أخنوش)، ووزارة العدل (محمد أوجار)، والشباب والرياضة (رشيد الطالبي العلمي)، وكاتبة الدولة المكلفة الصيد البحري (مباركة بوعيدة، وزيرة منتدبة سابقة في الخارجية).
من جهته، حصل حزب الحركة الشعبية على الوزارات التالية: وزارة الثقافة والاتصال (محمد الأعرج)، والتربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأُطر، إذ عين وزير الداخلية السابق حصاد فيها باسم الحركة الشعبية، بالإضافة إلى كتابة الدولة المكلفة المياه والغابات (حمو أوحلي)، وكتابة الدولة المكلفة وزير الإسكان (فاطنة لكحيل).
أما حزب التقدم والاشتراكية، فحصل على 3 حقائب وزارية، هي وزارة السكنى وسياسة المدينة والتعمير وإعداد التراب الوطني (نبيل بن عبد الله)، ووزارة الصحة (الحسين الوردي)، وكتابة الدولة المكلفة الماء (شرفات افيلال).
وحصل حزب الاتحاد الدستوري على حقيبتين هما: وزارة السياحة والصناعة التقليدية والطيران المدني (محمد ساجد)، وكتابة الدولة المكلفة الاستثمار (عثمان الفردوس).
بدوره، حصل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على ثلاثة مقاعد وزارية، سيشغلها كل من عبد الكريم بن عتيق (الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية مكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة)، ومحمد بن عبد القادر (الوزير المنتدب المكلف إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية)، ورقية الدرهم (كتابة الدولة المكلفة التجارة الخارجية).



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.