الرسوم تهبط بأسعار عقارات لندن 15 %

توقعات باستمرار تنافسية وجاذبية السوق البريطانية

القطاع العقاري في بريطانيا يستقطب أعداداً كبيرة من المستثمرين من مختلف أنحاء العالم بمن فيهم المستثمرون العرب
القطاع العقاري في بريطانيا يستقطب أعداداً كبيرة من المستثمرين من مختلف أنحاء العالم بمن فيهم المستثمرون العرب
TT

الرسوم تهبط بأسعار عقارات لندن 15 %

القطاع العقاري في بريطانيا يستقطب أعداداً كبيرة من المستثمرين من مختلف أنحاء العالم بمن فيهم المستثمرون العرب
القطاع العقاري في بريطانيا يستقطب أعداداً كبيرة من المستثمرين من مختلف أنحاء العالم بمن فيهم المستثمرون العرب

أظهر تقرير صادر عن شركة «نايت فرانك» العقارية أن أسعار العقارات في بعض مناطق لندن هوت بنسب وصلت إلى 15 في المائة خلال العام الماضي، وذلك بسبب زيادة الرسوم الحكومية الخاصة بنقل الملكية وتسجيلها منذ أبريل (نيسان) 2016.
وكان وزير المالية السابق جورج أوزبورن قد فرض زيادة «الرسوم الانتقائية»، قبل الاستفتاء الشهير على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وذلك في ظل الجهود الحكومية لخفض عجز موازنة المملكة المتحدة. واستثنى القرار شراء المنازل للمرة الأولى.
وترى «نايت فرانك» في تقريرها الذي نشر الأسبوع الماضي أن منحنى هبوط الأسعار «قد يكون قد اقترب من القاع»، مستندة في ذلك إلى أن انخفاض سعر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار واليورو منذ استفتاء البريكست أسفر عن زيادة جاذبية عقارات بريطانيا بالنسبة للمشترين الأجانب، إضافة إلى زيادة المخاطر في أسواق عقارية أخرى بارزة نتيجة عوامل متنوعة، مثل القلق من المسار الاقتصادي لإدارة الرئيس دونالد ترمب، وعدم اليقين بشأن نواتج الانتخابات الأوروبية في كل من فرنسا وألمانيا مع موجة صعود اليمين المتطرف، وهي عوامل هامة ومن شأنها تعديل الكفة السلبية التي فرضتها زيادة الرسوم العقارية في بريطانيا.
وأشار التقرير إلى أن متوسط الهبوط في أسعار العقارات بمناطق وسط لندن الحيوية بلغ 6.6 في المائة خلال الـ12 شهراً الماضية، أما المنطقة التي سجلت أكبر هبوط في الأسعار فهي منطقة بيزووتر القريبة من حديقة «هايد بارك» الشهيرة وسط لندن، إذ سجلت الأسعار هناك انخفاضاً بنسبة 14.7 في المائة. أما منطقة تشيلسي الراقية، التي كثيراً ما تستقطب المستثمرين الخليجيين، فهبطت أسعار العقارات فيها بنسبة 13.3 في المائة خلال الفترة ذاتها، فيما هبطت الأسعار في منطقة كينزينغتون بنسبة 11.6 في المائة.
وهبطت الأسعار في منطقة نايتسبريدج الراقية التي تستقطب هي الأخرى أعداداً كبيرة من الخليجيين، ويقع فيها متجر «هارودز» المملوك لدولة قطر، فهبطت أسعار العقارات فيها بنسبة 7.4 في المائة، عما كانت عليه قبل عام من الآن.
يشار إلى أن القطاع العقاري في بريطانيا يستقطب عادة أعداداً كبيرة من المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم المستثمرون العرب، وكانت عقارات لندن تسجل ارتفاعات متلاحقة طوال السنوات الماضية، لكن حالة من القلق تسود السوق حالياً بسبب قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي والانعكاسات المتوقعة لهذا القرار على الاقتصاد البريطاني.
وتعد قطر أحد أكبر المستثمرين العقاريين في لندن، وفي هذا السياق، كشف مايكل بيكر رئيس مجلس إدارة «ريل استيت مانجمنت» أن الشركة تدير الأعمال التجارية للاستثمارات العقارية القطرية في بريطانيا، موضحاً أنها تقدّر بنحو 2.5 مليار جنيه تشمل «برج شارد» ومشروع إعادة إحياء منطقة وسط لندن.
وقال بيكر في تصريحات إعلامية مطلع الأسبوع الحالي إن المجموعة عملت على مشروع «برج شارد» على مدى 10 سنوات إضافة لتطوير منطقة لندن وكثير من المشاريع العقارية. كما تحدّث عن أسباب وجدوى الاستثمارات العقارية في بريطانيا والعوامل التي يمكن أن تؤثر في هذه الاستثمارات، مشيراً إلى أن أحد هذه الأسباب هو الطبيعة التنظيمية المستقرة للقوانين والأسواق مفتوحة للمستثمرين من الخارج، والاستقرار السياسي، واللغة، والخدمات الاقتصادية المتطورة، إضافة إلى العدد الكبير من المواهب والشبكة القوية من المواصلات والشبكات والطلب القوي على السلع والسيولة، وغيرها من الأسباب التي تجذب الاستثمارات الأجنبية. وأضاف بيكر أنه «من المهم أن يتفهّم كل من يريد الاستثمار طبيعة البلاد التي يريد الاستثمار فيها، وهذا ما نقوم به مثل إدارة مبنى شارد، وهناك 40 شخصاً يعملون على توفير خدمة جيدة ومتينة بالبرج».
أيضاً، وبحسب بيانات دائرة تسجيل الأراضي في لندن، جاءت الكويت في المركز السابع بين أكبر الملاك في الحي المالي بلندن «ذا سيتي»، حيث تمتلك الكويت مساحة تقدر بأكثر من مليون قدم مربع. فيما يمتلك الصندوق السيادي القطري في الحي المالي كلاً من «كامدن ماركت» و«وان هايد بارك» وحصة عقارية في «ماي فير» بقيمة مليار جنيه إسترليني تقريباً.
ويأتي انخفاض أسعار العقارات في لندن خلال العام الماضي، بعد موجة كبيرة من ارتفاع الأسعار على مدار نحو 20 عاماً، حيث أظهرت أرقام رسمية نشرها مكتب الإحصاءات الوطني في لندن أن أسعار العقارات في بريطانيا ارتفعت خلال الفترة منذ عام 1997 حتى العام الحالي بنسبة 259 في المائة.
وقال المكتب في البيانات التي صدرت الأسبوع الماضي إن متوسط سعر المنزل في بريطانيا حالياً يبلغ 7.6 ضعف متوسط الدخل السنوي للأشخاص الذين يعيشون في بريطانيا، مقارنة مع 3.6 من الضعف في عام 1997، إذ إن معدل زيادة الرواتب خلال العشرين عاماً الماضية بلغ 68 في المائة فقط، مما أدى إلى أن يصبح شراء منزل أمراً أكثر صعوبة حالياً عن ذي قبل.
وتشير الأرقام والإحصاءات الرسمية البريطانية إلى أن الارتفاع الحاد في أسعار العقارات أدى إلى تراجع في أعداد المالكين الجدد في البلاد، كما أدى إلى ارتفاع كبير في أعداد المستأجرين، وخصوصاً في مدينة لندن التي شهدت الزيادة الأكبر في أسعار العقارات.
وكانت نتائج المسح السنوي للمساكن في بريطانيا أظهرت بداية الشهر الماضي أن أعداد مالكي المنازل في بريطانيا سجلت هبوطاً حاداً، ونزلت إلى مستويات متدنية لم تشهدها البلاد منذ عام 1985، حيث تبين أن 62.9 في المائة فقط من سكان بريطانيا يمتلكون مساكنهم، بينما كانت هذه النسبة قد وصلت إلى ذروتها في عام 2003 عندما كان 71 في المائة من سكان بريطانيا يمتلكون منازلهم.
وبحسب المعلومات، فإن سكان مدينة لندن يحتاجون لدفع 12.9 ضعف ما يحصلون عليه من دخل مالي سنوي حتى يتمكنوا من شراء منزل، بينما كانوا يحتاجون لدفع 6.9 من الضعف فقط في عام 2002.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».