إحباط هجوم للنظام في ريف حماة وخسارة 20 من عناصره

مقتل 9 من القوات الإيرانية خلال المعارك الأخيرة

تشييع في طهران لجثمان حسين معز غلامي الذي قتل في سوريا الأسبوع الماضي
تشييع في طهران لجثمان حسين معز غلامي الذي قتل في سوريا الأسبوع الماضي
TT

إحباط هجوم للنظام في ريف حماة وخسارة 20 من عناصره

تشييع في طهران لجثمان حسين معز غلامي الذي قتل في سوريا الأسبوع الماضي
تشييع في طهران لجثمان حسين معز غلامي الذي قتل في سوريا الأسبوع الماضي

أعلن قائد في فصائل المعارضة السورية المسلحة، أمس، صد هجوم شنته القوات النظام والمسلحون الموالون لها على بلدة حلفايا في ريف حماة الشمالي وسط سوريا.
وقال القائد إن «الثوار قتلوا أكثر من 20 عنصراً وأصابوا نحو 42 آخرين من قوات النظام والميليشيات المساندة لها»، أمس الأحد، خلال هجوم على مدينة حلفايا بريف حماة الشمالي.
وأضاف القائد، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية، أنه «بعد تكبيد القوات المهاجمة خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد، تراجعت تلك القوات وردت بقصف صاروخي ومدفعي وغارات جوية على المنطقة».
وكانت قوات النظام استعادت مطلع الأسبوع الماضي السيطرة على مناطق كثيرة في ريف حماة الشمالي والغربي بعد أكثر من ألف غارة جوية.
في سياق متصل، أعلنت مواقع إيرانية مقتل تسعة من قوات الحرس الثوري الإيراني، على الأقل، خلال المعارك الأخيرة في سوريا.
وأشارت وكالة أنباء «تسنيم» المنبر الإعلامي لمخابرات الحرس الثوري الإيراني، أمس، إلى مقتل يدالله ترميمي من منتسبي لواء نينوا التابع للحرس الثوري في محافظة غلستان، من دون الإشارة إلى رتبته أو المنطقة التي كانت القوات الإيرانية تخوض المعارك فيها.
وفي غضون الأيام القليلة الماضية تحدثت مواقع الحرس الثوري عن مقتل ثمانية من عناصر الحرس الثوري، ثلاثة منهم من فيلق «فاطميون» أعلن عن مقتلهم صباح الجمعة.
كما نظمت قوات الحرس الثوري في اليوم نفسه، مراسم تشييع حسين معزي غلامي من قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري في طهران.
وأفادت وكالة أنباء إيسنا الإيرانية، بأن فيلق «فجر» في شيراز التابع للحرس الثوري الإيراني سيشيع اليوم، ثلاثة من عناصره قضوا خلال المعارك الأخيرة في سوريا. وأضافت الوكالة نقلا عن بيان للحرس الثوري أن جثث القتلى وصلت عصر الجمعة إلى إيران.
وتظهر آخر إحصائية كشف عنها الشهر الماضي رئيس منظمة الشهيد الإيرانية محمد علي جعفري، أن أكثر من 2100 إيراني قتلوا في سوريا منذ تدخل القوات الإيرانية بقيادة فيلق القدس، الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني.
وترى مصادر من المعارضة العسكرية السورية، أن الحصيلة الأخيرة للقتلى كانت نتيجة معارك حماة التي انطلقت في 25 من شهر مارس (آذار) المنصرم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.