بوتين يؤكد تعزيز وتوسيع التعاون مع واشنطن في سوريا

موسكو تصف درع الفرات بـ«العملية غير الشرعية»

بوتين يؤكد تعزيز وتوسيع التعاون مع واشنطن في سوريا
TT

بوتين يؤكد تعزيز وتوسيع التعاون مع واشنطن في سوريا

بوتين يؤكد تعزيز وتوسيع التعاون مع واشنطن في سوريا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التعاون مع الولايات المتحدة في الشأن السوري يتوسع، واصفا محاولات ردع دول ما عبر النزاعات الإقليمية، بأنه عمل خطير قد يؤدي إلى نزاعات عالمية.
وقال بوتين في كلمة أمس أمام منتدى «القطب الشمالي - مساحة للحوار» إنه من الخطأ الاعتقاد بأن عدم مشاركة روسيا في حل النزاعات الإقليمية أمر فيه منفعة، مؤكداً أنه «على الرغم من كل التصريحات، فإن التعاون الفعلي مع الولايات المتحدة، في بعض المجالات الحساسة، مثل التعاون في الملف السوري، يتعزز، يتعمق ويتوسع»، لافتاً إلى أن روسيا «تشعر باهتمام الشركاء الأميركيين في تطوير هذا التعاون». ودون أن يوضح طبيعة ذلك التعاون وكيف يجري في سوريا، عبر بوتين عن أمله بأن «يتم تعميم التعاون على المناطق الأخرى في العالم»، واصفاً التصدي للإرهاب واحدة من نقاط التلاقي بين روسيا والولايات المتحدة، ومؤكداً «نحن سوف ندعم هذا العمل» المشترك في التصدي للإرهاب.
التعاون في سوريا، لكن مع تركيا، كان حاضراً أيضاً في التصريحات الروسية يوم أمس، لكن على لسان قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة المجلس الفيدرالي لشؤون العلاقات الدولية، الذي أكد أن «روسيا تتعاون مع تركيا، لكن ليس في إطار عملية درع الفرات»، ووصفها بعد ذلك بأنها «لم تكن عملية شرعية لأنها جرت دون موافقة السلطات السورية»، وأشار إلى أن التعاون بين البلدين يجري في إطار «ثلاثي آستانة»، ووفق معايير ومهام وأهداف متفق عليها مع السلطات السورية، وأن العمل المشترك مع تركيا في هذا الإطار سيتواصل طالما بقي في إطار الاتفاقيات الثلاثية، مشددا على «ضرورة الاستمرارية حتى القضاء التام على المجموعات الإرهابية في سوريا».
من جانبها انتقدت ماريا زاخاروفا المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية موقف وزير الخارجية الفرنسي مارك إيرلوت، الذي «ربط إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا برحيل الأسد». ورأت زاخاروفا أن الموقف الفرنسي متناقض لأنه يدعو إلى رحيل «رئيس شرعي» كشرط لتقديم مساعدات إنسانية، مضيفة أن مثل هذا الموقف «نوع من الابتزاز، وأنه يترك انطباعاً بأن باريس نسيت ما هي القيم الإنسانية».
في سياق متصل وجهت زاخاروفا انتقادات لوسائل الإعلام الغربية واتهمتها بأنها «حاولت أن تجد مبررات للإرهابيين»، في إشارة إلى التغطية الإعلامية للمعارك التي أطلقتها المعارضة السورية، وتشارك فيها «جبهة النصرة» في دمشق وريف حماه. وأعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية عن «خيبة أمل موسكو» بصورة خاصة لأن وسائل الإعلام «قدمت المعارك على أنها انتصارات تحققها المعارضة السورية ضد النظام».
بموازاة ذلك وصفت زاخاروفا عمليات النظام في ريف دمشق بأنها «عمليات تصدٍ للإرهاب»، لافتة إلى أن الخارجية الروسية تصف الوضع الميداني في سوريا بأنه «متوتر»، معربة عن أملها بأن «تبدي الوفود المشاركة في مفاوضات جنيف استعدادا للتوصل إلى حلول وسط من أجل المضي قدما في العملية السياسية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.