الصحافة الأوروبية... بين الترحيب بـ«البريكست» و«ألم» الطلاق

أجمعت على أن «الخروج» يفتح صفحة جديدة في التاريخ الأوروبي

الصحافة الأوروبية... بين الترحيب بـ«البريكست» و«ألم» الطلاق
TT

الصحافة الأوروبية... بين الترحيب بـ«البريكست» و«ألم» الطلاق

الصحافة الأوروبية... بين الترحيب بـ«البريكست» و«ألم» الطلاق

انقسمت الصحافة الأوروبية والبريطانية بين مرحّب بإطلاق عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، ومرتبك ومتشائم، غير أنها أجمعت أن أمس (الأربعاء) فتح صفحة جديدة في العلاقات بين لندن وبروكسل.
وعنونت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس بـ«حرية!»، معبّرة عن سرورها لبدء «بريكست»، فيما رأت صحيفة «الغارديان» أنها «قفزة إلى المجهول»، فيما أعربت الصحف الأوروبية عن الأسف «لانفصال أليم»، وتوقعت «ورشة عمل ضخمة» وسنوات طويلة من «الشكوك وعدم وضوح الرؤية».
وكتبت صحيفة «التايمز» البريطانية المحافظة: «التاريخ يراقبنا»، واصفة عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي بأنها «أكبر تغيير سياسي منذ الحرب العالمية الثانية». وفي افتتاحيتها، كتبت صحيفة «ديلي تليغراف» المؤيدة لـ«بريكست»: «لنرفع نخب كل الذين كانوا يحلمون بهذه اللحظة».
وكتبت الصحف المعادية لأوروبا عناوين متباينة، فقالت صحيفة «الصن» البريطانية: «أوفر آند أوت»، ما يعني أن الأمر انتهى. وأوردت هذه العبارة فوق صورة لمنحدرات بيضاء في مدينة دوفر البريطانية، التي يبدو وكأنها تتحدى القارة الأوروبية في الجهة المقابلة.
من جهتها، قالت صحيفة «ديلي ميرور» اليسارية المؤيدة لأوروبا بأسف: «أيها الاتحاد الأوروبي العزيز، حان وقت الوداع». وطلبت من ماي «أن تدافع عن مصالح الموظفين البريطانيين، عندما تبدأ مفاوضات الطلاق» مع الدول الأعضاء الـ27.
في ألمانيا، عنونت صحيفة «فرنكفورتر الغمايني تسايتونغ»، أن «الانفصال أليم». ومضت تقول: «لا يمكن لأحد أن يؤكد ماذا سيحدث في العامين المقبلين. لكن شيئا واحدا أكيد؛ لن يكون الأمر سهلا». أما صحيفة «دي فيلت» المحافظة، فكتبت بلكنة ألمانية في محاولة لمد يدها إلى بريطانيا «نقول للشعب البريطاني العزيز إن الباب لا يزال مفتوحا». فيما قالت صحيفة «برلينر تسايتونغ»، إن «الأوان لم يفت بعد».
أما صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية اليسارية، فكتبت على صفحتها الأولى: «(بريكست)... بدأنا نفتقدكم منذ الآن! أو لا»، وتصورت سيناريوهين لبريطانيا بعد خمس سنوات على عملية «بريكست». وقالت إنه في أحسن الأحوال «تسير الأمور بشكل جيد. نجحت عملية (بريكست) في لندن، وأعيد انتخاب تيريزا ماي في عام 2020، والنمو لم يغب، ولا تزال بريطانيا موحدة». أما في أسوئها «فستنهار الأوضاع، ولندن التي تجد نفسها مخنوقة اقتصاديا في غياب آيرلندا الشمالية، واسكوتلندا تطلب مجددا الانضمام إلى اتحاد أوروبي مزدهر».
وعنونت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية المحافظة «29 مارس (آذار) 2017: اليوم الذي تودع فيه بريطانيا الاتحاد الأوروبي»، وخصصت صفحتين تحت عنوان «رهانات ورشة عمل عملاقة».
وفي إيطاليا، قالت صحيفة «لا ستامبا» (يمين وسط): «(بريكست) يوم الطلاق»، وتتطرّق إلى اسكوتلندا التي تطالب باستفتاء جديد للاستقلال. أما صحيفة «لا ريبوبليكا» (يسار وسط)، فكتبت: «انشقاق ضد (بريكست): اسكوتلندا تتحدى لندن الآن».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.