«قوات سوريا الديمقراطية» تعلن دخولها مطار الطبقة

أعلنت مقتل أمير «داعش» في المدينة مع عدد من مرافقيه

جيهان شيخ أحمد المتحدثة الرسمية في حملة «غضب الفرات» في مؤتمر صحافي قرب الرقة السورية أمس (رويترز)
جيهان شيخ أحمد المتحدثة الرسمية في حملة «غضب الفرات» في مؤتمر صحافي قرب الرقة السورية أمس (رويترز)
TT

«قوات سوريا الديمقراطية» تعلن دخولها مطار الطبقة

جيهان شيخ أحمد المتحدثة الرسمية في حملة «غضب الفرات» في مؤتمر صحافي قرب الرقة السورية أمس (رويترز)
جيهان شيخ أحمد المتحدثة الرسمية في حملة «غضب الفرات» في مؤتمر صحافي قرب الرقة السورية أمس (رويترز)

أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي تحالف من المقاتلين العرب والأكراد يحظى بدعم الولايات المتحدة، أمس، أنها دخلت مطار الطبقة العسكري الذي يسيطر عليه تنظيم داعش في شمال سوريا.
وقال المتحدث الرسمي باسم هذه القوات العميد طلال سلو لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «(قوات سوريا الديمقراطية) سيطرت على أكثر من 50 في المائة من مطار الطبقة العسكري»، لافتا إلى أن «المعارك مستمرة داخل المطار ومحيطه»، ومتوقعا أن «تتم السيطرة على المطار بشكل كامل خلال الساعات القليلة المقبلة».
من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلي التنظيم المتطرف انسحبوا من المطار بسبب قصف مدفعي كثيف وغارات تشنها مقاتلات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وفي بداية 2014، طرد تنظيم داعش الفصائل المعارضة التي كانت منتشرة في الرقة وسيطر عليها تماما.
وفي يونيو (حزيران) من العام نفسه، أعلن «الخلافة» في المناطق التي سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور. وفي أغسطس (آب) سيطر التنظيم المتطرف على محافظة الرقة بكاملها بعد استيلائه على مطار الطبقة من قوات النظام السوري، الذي يبعد 55 كيلومترا غرب الرقة.
وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» التي تدعمها الولايات المتحدة قد أعلنت، أمس، إنها سيطرت على بلدة الكرامة، فيما تستعد لشن هجوم على معقل تنظيم داعش في الرقة من المتوقع أن يبدأ في أوائل أبريل (نيسان) المقبل.
وتضيق «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب، الخناق على الرقة المحاصرة داخل جيب آخذ في التناقص يقع على الضفة الشمالية لنهر الفرات وتقدمت نحوها في هجوم متعدد المراحل على مدى عدة أشهر. وقال دجوار خبات وهو قائد ميداني للقوات، إنه يتوقع بدء الهجوم على الرقة في أوائل أبريل، مؤكداً التوقيت الذي ذكرته «رويترز» في وقت سابق من الشهر الحالي، بعد أن ضيق المقاتلون المدعومون من واشنطن الخناق على المدينة من أكثر من جبهة.
وكان خبات يجيب عن أسئلة لـ«رويترز» في مؤتمر صحافي مع صحافيين محليين في الكرامة، وهي آخر بلدة كبيرة إلى الشرق من الرقة التي تبعد نحو 18 كيلومتراً. وتمكن مقاتلون آخرون من «قوات سوريا الديمقراطية» من الوصول بالفعل إلى منطقة تبعد بضعة كيلومترات من الرقة من جهة الشمال الشرقي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «قوات سوريا الديمقراطية» سيطرت بالكامل تقريباً على الكرامة، لكن اشتباكات ما زالت تدور بينها وبين مقاتلي التنظيم.
وإلى الغرب من الرقة، تسعى «قوات سوريا الديمقراطية» للسيطرة على مدينة الطبقة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، إضافة إلى سد وقاعدة جوية قريبين، بعد أن ساعدت طائرات هليكوبتر أميركية مقاتليها على إقامة رأس جسر عبر النهر الأسبوع الماضي.
وقال خبات إن «قوات سوريا الديمقراطية» حاصرت القاعدة الجوية، لكن المرصد قال إنها لا تزال على بعد عدة كيلومترات. وأضاف المرصد أن «داعش» كان قد سيطر على القاعدة خلال المكاسب التي حققها في أغسطس (آب) 2014 وقتل متشددوه وقتها 160 جندياً على الأقل.
وسيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» على قرى جديدة غرب الطبقة بريف الرقة، ضمن إطار المرحلة الثالثة من عملية «غضب الفرات»، وتمكنت من قتل «أمير» الطبقة في تنظيم داعش، بحسب مصدر مرافق للحملة تحدث لـ«آرا نيوز»، أن «القوات سيطرت اليوم على قريتي العجل الشرقي والغربي، غرب مدينة الطبقة، بعد اشتباكات استمرت منذ ليلة أمس». وأكد المصدر، أن «قوات (قسد) تمكنت من قتل عدد كبير من مسلحي (داعش) والاستيلاء على عدد من الآليات وكميات من الأسلحة والذخائر».
كما أعلنت «قسد» أمس، مقتل «أمير» تنظيم داعش في الطبقة، المدعو أبو عمر الألماني، مع عدد من مرافقيه خلال اشتباكات ليلة أمس قرب سد الفرات.
وتشير المصادر الميدانية إلى أن مقاتلي «غضب الفرات» باتوا على بعد كيلومترات قليلة من مدينة الطبقة.
وتسارعت وتيرة تقهقر «داعش» في الأشهر الماضية أمام 3 حملات عسكرية مختلفة ضدها في سوريا. وتتقدم «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الذي تقوده واشنطن من الشمال والشمال الشرقي.
وسيطر مقاتلون من المعارضة يحاربون تحت راية الجيش السوري الحر ومدعومون من تركيا على مساحات من الأراضي في الشمال على الحدود مع تركيا. فيما يتقدم الجيش السوري وحلفاؤه؛ وهم روسيا وإيران ومقاتلون شيعة، إلى الشرق من حلب وإلى الشرق من تدمر.
ووصلت قوات النظام السوري التي تتقدم إلى الشرق من حلب إلى نهر الفرات على بعد نحو 55 كيلومتراً شمال غربي الطبقة، لكن خبات قال إنه لا يعتقد أن الجيش لديه قوات كافية لدخول معركة للسيطرة على المدينة. وأضاف أن «قوات سوريا الديمقراطية» لن تسمح لأي قوة عسكرية أخرى بدخول الرقة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.