علماء اليمن: انتهاك حرمة المساجد دليل إفلاس الميليشيات

أحد المساجد التي استهدفتها ميليشيات الحوثي وصالح في اليمن («الشرق الأوسط»)
أحد المساجد التي استهدفتها ميليشيات الحوثي وصالح في اليمن («الشرق الأوسط»)
TT

علماء اليمن: انتهاك حرمة المساجد دليل إفلاس الميليشيات

أحد المساجد التي استهدفتها ميليشيات الحوثي وصالح في اليمن («الشرق الأوسط»)
أحد المساجد التي استهدفتها ميليشيات الحوثي وصالح في اليمن («الشرق الأوسط»)

استنكر عدد من علماء اليمن والدعاة ما قامت به الميليشيات الحوثية من استهداف للمصلين في مسجد كوفل بصرواح بمحافظة مأرب، الذي راح ضحيته العشرات ما بين «شهيد» ومصاب، مشيرين إلى أن الحوثيين هدموا وانتهكوا حرمة أكثر من 300 مسجد، وعذبوا واعتقلوا وقتلوا أكثر من 600 عالم وداعية وخطيب. وقال الشيخ عبد الوهاب الحميقاني الأمين العام لحزب الرشاد: «إن جريمة استهداف مسجد كوفل في مأرب أثناء أداء المسلمين صلاة الجمعة يدل على سلوك الميليشيات الإجرامية، وأنهم قوم لا ميثاق ولا عهد لهم، يرتكبون جرائم دخيلة على الشعب اليمني من تدمير المساجد والبيوت، وقتل الناس، ونهب الأموال العامة والخاصة، سلوكيات لم يعرفها اليمنيون في حروبهم الداخلية أبداً، وهذه السلوكيات الدخيلة جاءت نتيجة تربية فكرية وسياسية مرتبطة بمشروع صفوي في المنطقة».
وأوضح الحميقاني أن هذه الجرائم إشارة إلى أن هذه الميليشيا الإجرامية تلفظ أنفاسها الأخيرة، وهي إلى زوال، وستنتهي بفضل الله أولاً ثم بفضل وجهود التحالف العربي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وإخوانه مع الشرعية اليمنية، وهذا التحالف لا ريب أنه سيؤول إلى إنقاذ اليمن من الخبث السرطاني الدخيل على المنطقة.
ورأى الشيخ عبد الله بن علي صعتر عضو هيئة علماء اليمن أن «هذا الإجرام ليس بغريب على ميليشيا الحوثي التي فجرت دور القرآن وعذبت حفظة القرآن، وأطلقوا صاروخاً باليستياً لاستهداف منطقة مكة المكرمة»، مبيناً أن هذا الاعتداء الغاشم يؤكد إفلاس وفشل الحوثيين فكرياً، وفي الجانب السياسي لا أحد يعترف بهم. من جانبه، أكد الشيخ عبد السلام الخديري عضو جمعية علماء اليمن أن قصف ميليشيا الحوثي لمسجد كوفل عمل إجرامي يدينه كل مسلم، وهي جريمة تضاف إلى جرائمهم النكراء، وهذه الجماعة انقلبت على الحكومة الشرعية في اليمن، وعلى اليمنيين، وعلى مقدسات المسلمين. وشدد على أن ميليشيا الحوثي تنفذ أجندة خارجية تهدف إلى سفك دماء أبناء اليمن وزرع الفكر الطائفي البغيض، داعياً أبناء اليمن كافة إلى التصدي لجرائم هذه الميليشيات الانقلابية. من جانبه، بيَّن الشيخ أحمد بن حسين المعلم نائب رئيس علماء اليمن أن هذه الجريمة مِن أبشع وأقوى الجرائم، وهي ليست شاذَّة عن سلوك الحوثيين، بل هي في إطار منهجهم، وهذا ليس أول اعتداء على المصلين ولا على المساجد، فهذه طريقتهم، ولكن هذه الجريمة لفظاعتها ظهرت للناس بشكل واقع، وهذه جرائم ضد الإنسانية. وفي السياق ذاته، قال الشيخ محمد بن علي عجلان عضو هيئة علماء اليمن: «إن جريمة قتل الحوثيين للمصلين الآمنين في مسجد كوفل بمأرب يوم الجمعة الماضي، هي هدف من أهدافهم، وجزء من برامجهم؛ فهم يستغلون الفرص للغدر ويفتكون بالمؤمنين في المساجد وتاريخهم يشهد بهذا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».