السويسريون صامدون في مواجهة أزمة تراجع مبيعات الساعات

الصادرات وصلت إلى مستويات 2011... والمستقبل للساعات الذكية

أحد المعارض الأنيقة للساعات في مدينة بازل السويسرية (رويترز)
أحد المعارض الأنيقة للساعات في مدينة بازل السويسرية (رويترز)
TT

السويسريون صامدون في مواجهة أزمة تراجع مبيعات الساعات

أحد المعارض الأنيقة للساعات في مدينة بازل السويسرية (رويترز)
أحد المعارض الأنيقة للساعات في مدينة بازل السويسرية (رويترز)

افتتح الخميس الماضي معرض بازل العالمي للساعات وسط تراجع مستمر منذ سنتين في مبيعات الساعات السويسرية. فبعد هبوط نسبته 3.3 في المائة في 2015، سجل القطاع هبوطاً أكبر في 2016 وصلت نسبته إلى 10 في المائة.
وفي أول شهرين من العام الحالي تراجعت المبيعات أيضاً بنسبة 6 في المائة في يناير (كانون الثاني) و10 في المائة في فبراير (شباط)، بحسب اتحاد مصنعي الساعات السويسرية. وحدها بريطانيا بين الأسواق الكبرى سجلت زيادة في طلبيات الاستيراد مقابل تراجع التصدير إلى الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وألمانيا واليابان وهونغ كونغ.
كانت صادرات 2016 بلغت 19.4 مليار فرنك سويسري (21.3 مليار دولار)، أي أنها تراجعت إلى مستوى مبيعات 2011.
ويذكر اتحاد المصنعين أن «بين أسباب التراجع التقلبات الجيوسياسية في عدد من البلدان مثل هونغ كونغ التي شهدت احتجاجات (ثورة المظلات) في 2014، مما دفع السياح والمتسوقين الصينيين إلى التحول إلى وجهات أخرى، علماً بأن هونغ كونغ أول سوق لصادرات الساعات السويسرية».
كما ضرب الإرهاب عدداً من الدول الأوروبية وأثر سلباً على أنشطة السياحة والتسوق، مع استثناء المملكة المتحدة، لأن استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) هبط بسعر الجنيه، فكان ذلك دافعاً للشراء من بريطانيا إذ انخفضت الكلفة.
كما كان لارتفاع الدولار والين الياباني والأحداث الأمنية في الشرق الأوسط وانخفاض أسعار النفط وهبوط سوق الأسهم الصينية بعض الأثر أيضاً.
وتقول نشرة «بيزنس مونيتور» البحثية إن «الأزمة بدأت تؤثر في مصنعي قطع دقيقة داخلة في مكونات الساعات وتورد إلى كبار المصنعين الذين بدورهم خفضوا عدد موظفيهم، لكن هذا الخفض في صناعة الساعات خطر، لأن اليد العاملة الفنية المتخصصة نادرة وتصعب إعادة استقطابها عندما تعود السوق إلى النمو. ومن استراتيجيات مصانع الماركات الفاخرة إنتاج عدد أقل من الساعات لتبقى السوق متعطشة».
وتضيف النشرة: «يدفع هذا القطاع الآن ثمن الإنتاج المرتفع للساعات غالية الثمن خلال السنوات الماضية التي غرقت فيها السوق بعرض هو الأعلى تاريخياً».
لكن لجنة العارضين في بازل غير قلقة كثيراً، إذ يقول أحد أعضائها: «لا بديل عن الماركات السويسرية لا سيما الفاخرة منها، فإنتاج العالم سنوياً يبلغ 1.2 مليار ساعة منها 25 مليوناً تصنّع في سويسرا، والنسبة العددية 3 في المائة فقط، لكن من حيث قيمة المبيعات، فإن سويسرا تحصد 60 في المائة من الإجمالي العالمي».
ويضيف: «95 في المائة من الساعات المبيعة حول العالم بألف دولار وما فوق (للساعة الواحدة) من إنتاج سويسرا، التي تسيطر وحدها على العرض الفاخر في هذه الصناعة، وعندما تعود السوق إلى النمو سنجد أن ماركاتنا هي الأفضل رواجاً، كما سبق وحصل في الماضي لا سيما خلال أزمة 2008، عندما هبطت المبيعات ثم عادت لاحقاً لتسجل نمواً لافتاً استمر قوياً حتى 2014».
وفي تحليل لمكونات الهبوط نجد أن الساعات التي يبلغ سعر تصديرها 3 آلاف فرنك وما فوق تأثرت بنسبة 12 في المائة فقط مقابل 20 في المائة لتلك التي سعرها 200 فرنك وما دون، وما سعره بين الاثنين حافظ نسبياً على مبيعاته، مع تفاوت كبير بين ماركة وأخرى.
ومن الملاحظ في معرض بازل هذه السنة، الذي ينتظر استقبال 150 ألف زائر من أنحاء العالم، غياب نحو 80 ماركة، علماً بأن العارضين عددهم 1500، وغياب الشركات الصغيرة واضح مقابل حضور قوي، كما المعتاد للماركات الفاخرة مثل «رولكس» و«باتيك فيليب» و«تاغ هوير»، هذه الماركات تقاوم الانكماش بلا أي خوف، بل لا تعترف بالأزمة لأنها مطلوبة دائماً من شريحة الميسورين، كما يؤكد أحد ممثليها في لجنة العارضين.
ويراهن المصنعون على السوق الصينية التي عاد نمو التصدير إليها خلال الستة أشهر الماضية بنسب تراوحت بين 6 و7 في المائة كمتوسط عام بعد هبوط بلغ 9 في المائة قبل ذلك، كما السوق البريطانية التي باتت تنافسية، لكن المصنعين ما زالوا يخشون تداعيات «البريكست».
وبالعودة إلى معرض بازل، لوحظ هذه السنة مشاركة لافتة لشركة «سامسونغ» لأول مرة، وبجناح كبير في القاعة الأولى، حيث عُرضت الساعة الذكية «جير إس ثري». ويشير القائمون على الجناح إلى «سرعة نمو مبيعات هذا النوع من الساعات الإلكترونية»، لكن كبار المصنعين التقليديين غير قلقين، لأن تلك المبيعات لا تشكل حتى الآن أكثر من 1.6 في المائة من إجمالي عدد الساعات المبيعة سنوياً بمعدل 20 مليون ساعة من أصل 1.2 مليار ساعة.
كما أن بعض هؤلاء أقدم هذه السنة على عرض ساعات ذكية إلى جانب التقليدية العريقة. وهذا ما فعلته «تاغ هوير» التي طورت نموذجاً لمنافسة منتجات «سامسونغ» و«آبل»، وكذلك فعلت شركات مثل «إم إم تي» و«مون بلان» و«فريديريك كونستان»، و«هيرميس» التي سبق وأطلقت ساعة ذكية بالتعاون مع «آبل».
وتقول شركة «سواتش» المنتجة الأولى في العالم التي تصدر ثلث إنتاجها إلى الصين إنها «رغم تراجع مبيعاتها 11 في المائة، لكنها استثمرت 562 مليون دولار في الأبحاث والتطوير لتصل إلى نظام تشغيل إلكتروني سويسري 100 في المائة تستخدمه في ساعات ذكية تنافس منتجات (آبل) و(غوغل)، وستبدأ النتائج الأولى بالظهور في 2018». وتضيف: «جيل الشباب أقل تعلقاً بالساعة التقليدية ويتطلع إلى منتج عصري منسجم مع التطور الرقمي، لذا تجدر مواكبة ذلك، مع تعزيز صناعة الساعة التقليدية التي تبقى تراثاً وقيمة فنية وجمالية، ولا تنافسها أي ساعة ذكية على هذه الصُعد».
ويؤكد اتحاد المصنعين أن «الساعات التقليدية الفاخرة تراهن دائماً وأبداً على قيم التراث والعراقة، وعلى أن الساعة من الجواهر، وأن الماركات الفاخرة عمرها عشرات أو مئات السنين، وستبقى حاضرة، أما الساعات الذكية فملعبها الآن في الوسط بأسعار من 200 إلى 1500 فرنك (من 220 إلى 1650 دولاراً) ولشريحة محدودة».
في المقابل، يرى مصنعو الساعات الذكية أن «المستقبل لهم مع قدوم الجيل الخامس في قطاع الأجهزة الإلكترونية الواعد بأدوات بينها ساعات يرتديها الفرد، وتقوم بأعمال رقمية في مختلف مناحي حياتنا. وهذا التوجه آتٍ لا محالة، مما دفع الرئيس التنفيذي لشركة (آبل توم كوك) إلى القول إن الشركة ترمي لتكون بين كبار مصنعي الساعات في العالم».
على صعيد آخر، تؤكد نشرة «بيزنس مونيتور» أن «الماركات الغالية، وبعد أن ترددت طويلاً في دخول مجال البيع عبر الإنترنت بدأت تتوسع في ذلك الآن».
وتضيف: «كانت تقاوم هذا الاتجاه حفاظاً على صورتها لتبقى في ذهن الناس أعلى من أي منتج آخر يمكن شراؤه أون لاين. لكنها قررت خوض هذا الغمار وبنجاح، لأن جيل الشباب يلجأ أكثر فأكثر إلى التسوق الإلكتروني، وبعد ما كانت الماركات الفاخرة تكتفي بتجربة المحال الفاخرة، لأن شراء ساعة غالية أمر يحتاج إلى عناية خاصة، بدأت الآن عبر مواقعها الإلكترونية تقدم خدمات خاصة، مثل التوصيل إلى المنازل في أي مكان في العالم».



بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
TT

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ليل الجمعة - السبت، إطلاق عملته المشفرة التي تحمل اسمه، ما أثار موجة شراء زادت قيمتها الإجمالية إلى عدة مليارات من الدولارات في غضون ساعات.

وقدّم ترمب، في رسالة نُشرت على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال» وعلى منصة «إكس»، هذه العملة الرقمية الجديدة بوصفها «عملة ميم»، وهي عملة مشفرة ترتكز على الحماس الشعبي حول شخصية، أو على حركة أو ظاهرة تلقى رواجاً على الإنترنت.

وليس لـ«عملة ميم» فائدة اقتصادية أو معاملاتية، وغالباً ما يتم تحديدها على أنها أصل مضاربي بحت، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوضح الموقع الرسمي للمشروع أن هذه العملة «تحتفي بزعيم لا يتراجع أبداً، مهما كانت الظروف، في إشارة إلى محاولة اغتيال ترمب خلال حملة الانتخابات الأميركية في يوليو (تموز) التي أفضت إلى انتخابه رئيساً».

وسرعان ما ارتفعت قيمة هذه العملة الرقمية، ليبلغ إجمالي القيمة الرأسمالية للوحدات المتداولة نحو 6 مليارات دولار.

ويشير الموقع الرسمي للمشروع إلى أنه تم طرح 200 مليون رمز (وحدة) من هذه العملة في السوق، في حين تخطط شركة «فايت فايت فايت» لإضافة 800 مليون غيرها في غضون 3 سنوات.

ويسيطر منشئو هذا الأصل الرقمي الجديد، وبينهم دونالد ترمب، على كل الوحدات التي لم يتم تسويقها بعد، وتبلغ قيمتها نظرياً نحو 24 مليار دولار، بحسب السعر الحالي.