قال مسؤول كردي سوري إن التحالف الدولي بدأ منذ فترة تدريب قوة من الشرطة تضم أبناء مدينة الرقة وريف محافظتها لتولي الأمور الأمنية في المدينة بعد تحريرها من تنظيم داعش، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي يقوم فيها التحالف بمهمة مماثلة نظراً للتعقيدات المحيطة بملف الرقة.
وأوضح المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لـ«الشرق الأوسط» أن «التحضيرات على قدم وساق لتشكيل مجلس الرقة المدني وقوات الشرطة ومجالس بلدية استباقاً لعملية تحرير المدينة كي لا تدخل في الفوضى، نظراً إلى حساسية المنطقة جغرافياً، ولكون عدد كبير من عائلاتها زوجوا بناتهم للمهاجرين وقياديي (داعش) مما يعني تأثرهم إلى حد كبير بأفكار التنظيم».
بدورها، نقلت وكالة «رويترز» عن عواس علي، وهو مسؤول كردي من محافظة الرقة، أن مجلس المدينة الذي سيصبح عضواً فيه سيعلن عنه في أبريل (نيسان) المقبل، وسيضم شيوخاً من عشائر محلية وأشخاصاً يعيشون في الوقت الراهن في المدينة ستحدد هوياتهم عندما يكون من الأمن فعل ذلك. وقال علي إن مئات الأفراد يتلقون تدريباً بالفعل في عين عيسى، بشمال الرقة، للانضمام لقوة شرطة المدينة التي وصفها بأنها قوة مدنية بحتة دون أي دور شبه عسكري. وسيتألف المجلس المدني بالأساس من العرب بما يتناسب مع الطبيعة السكانية للرقة، لكنه سيضم أيضاً أكراداً وعناصر من مجموعات عرقية أخرى.
من جهة ثانية، يجري التدريب بمساعدة قوات أمن موالية لميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» (ذات الأغلبية الكردية) من منبج ومناطق أخرى في شمال سوريا وبمساعدة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وأكدت إلهام أحمد، من قيادات «مجلس سوريا الديمقراطية» وهو الذراع السياسية للميليشيا التي تشكل ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري وجود عمليات تدريب للشرطة في عين عيسى. وقالت: «بالنسبة لتجهيز المجلس المحلي لإدارة المدينة فالأمر مكتمل تقريباً»، وأضافت أنهم مستعدون لإدارة المدينة لحين تحريرها بالكامل.
في هذه الأثناء، ميدانياً، أفيد أمس بسيطرة ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» على بلدة الكرامة بريف الرقة الشرقي، في حين تستمر الاشتباكات مع «داعش» في المدخل الشمالي لسد الطبقة (سد الفرات). وأشار مركز إعلام الميليشيا إلى أن قوات «غضب الفرات» في مرحلتها الثالثة تمكنت من السيطرة على البلدة الواقعة شرق الرقة بنحو 20 كم، بعد معارك عنيفة استمرت لأيام، وذكرت أن الكرامة كانت إحدى أكبر معاقل «داعش» بريف الرقة الشرقي، وكان يشن منها هجماته نحو مناطق سيطرة الميليشيا الكردية. أما وكالة «آرا نيوز» فأوضحت أن «الاشتباكات ما زالت مستمرة عند المدخل الشمالي لسد الفرات منذ يوم الجمعة، تكبد خلالها (داعش) كثيراً من القتلى والجرحى».
وأوضحت أن سد الطبقة بات «بحكم المسيطر عليه من قبل ميليشيا (قوات سوريا الديمقراطية)، ولكن لا يجري الإعلان رسمياً حتى تأمين طرفي السد ووصول القوات من المحور الجنوبي أيضاً إليه». ما يستحق الإشارة إليه أن شهدت الأيام القليلة الماضية حركة نزوح من الرقة باتجاه الحقول والأرياف الزراعية مع تزايد الأنباء عن قرب انطلاق المعركة داخل مدينة الرقة والتقدم الذي تحرزه الميليشيات الكردية من جهة الشرق بعد السيطرة على الكرامة، واقترابها من قرى الحمرات. ونقلت حملة «الرقة تذبح بصمت» عن فراس البالغ من العمر 33 سنة قوله: «قررت الخروج من الرقة في الوقت الحالي أنا وأفراد عائلتي باتجاه المزارع خوفاً من منع التنظيم لحركتنا مستقبلاً حتى ضمن مناطق سيطرته»، وأضاف: «حالة من الضياع والخوف تسيطر على أهالي الرقة لأسباب عدة، بينها المجازر الأخيرة التي يرتكبها طيران التحالف وبالتحديد بحق أهالي الريف الغربي».
{التحالف} يدرب قوة من الشرطة لتولّي أمن الرقة بعد تحريرها
تسجيل حركة نزوح كبيرة باتجاه الحقول والأرياف الزراعية
{التحالف} يدرب قوة من الشرطة لتولّي أمن الرقة بعد تحريرها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة